2024-11-27 07:52 م

قراءة أولية في نتائج الانتخابات الاسرائيلية

2020-03-02
القدس/المنـار/ كتب محرر الشؤون الاسرائيلية/ من تابع وراقب تفاصيل الحملات الانتخابية الاخيرة في اسرائيل، ودرس أجواءها جيدا والمؤثرات والمتغيرات المحيطة، لم يتفاجأ بنتائج هذه المعركة الانتخابية، وكانت (المنـار) السباقة في تحليل وتقدير الموقف قبل فتح صناديق الاقتراع، وهذا التقدير منشور على صفحة موقع (المنـار) الاخباري.
الان، بعد أن ظهرت نتائج العينات العشوائية ونسبة الخطأ فيها لا تذكر، يتضح أن بنيامين نتنياهو حقق فوزا كبيرا يفرض على الرئيس الاسرائيلي منحه كتاب تكليف الحكومة فهو معه المقاعد الاكثر واغلق الطريق في وجه قائمة (كحول لفان) بزعامة غانتس أو ما تسمى بقائمة الجنرالات.

أسباب فوز نتنياهو

نتنياهو زعيم اليمين نجح في ادارة المعركة الانتخابية واستخدم أساليب جديدة ساهمت في تفوقه على خصومه، فهو لم يكتف باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كما حصل في الانتخابات السابقة، ونزل على الارض وزار العديد من المواقع داعيا أنصاره الى التوجه لصناديق الاقتراع، وهذا ينم عن ذكاء كبير، حيث عمل على زيادة نسبة التصويت في معاقل اليمين مدركا أن تحقيق النتائج المرجوة يكون فقط من خلال التوجه بكثافة الى صناديق الاقتراع من جانب اليمين وانصاره، فجاءت النتائج حاسمة لصالح اليمين وبالتحديد لصالح اغلبية يهودية حاكمة.
لقد اثبت نتنياهو أن لا احد يستطيع منافسته في الحلبة الاسرائيلية، ونجح في استعادة الاصوات التي غادرت الليكود نحو شواطىء حزبية اخرى في الانتخابات السابقة. ان هذا الفوز الذي حققه اليمين بزعامة نتنياهو بدد كل الفرص أمام بيني غانتس في أن يشكل الحكومة، فالفجوة بين الجانبين واسعة وربما اكثر من خمسة مقاعد لصالح الليكود في وقت نرى تراجع باقي الاحزاب.

عوامل وانجازات استثمرها نتنياهو
ومن الاسباب التي ساهمت ايضا في فوزه، العلاقات التي اقامها نتنياهو مع الجانب العربي، وخاصة دول الخليج، وما حققه من نجاحات أمنية، وقدرته على تحويل الادارة الامريكي من راعي لعملية السلام الى طرف في الصراع لصالح اسرائيل، بدليل الصفقة التي طرحها الرئيس الامريكي ترامب، كما شهد الاقتصاد الاسرائيلي في اسرائيل تطورا ملحوظا، وبالطبع اضافة الى الخبرة الكبيرة التي اكتسبها على مدار سنوات صعوده السياسي، ولا شك أن التفاهمات التي نسجها مع حركة حماس بوساطة قطرية مصرية تركية، ساعدته في التفرغ لادارة حملته الانتخابية.

ملاحظات قبل الدراسة الوافية للنتائج الانتخابية النهائية
* المعركة الانتخابية لم تكن بين اليمين واليسار، فالليكود يمين وحزب ازرق وأبيض ليس يسارا، وغانتس ليس اقل تطرفا من نتنياهو فهو المتباهي بقتله الفلسطينيين خاصة في غزة، والمؤيد لضم الاراضي الفلسطينية والمؤيد لصفقة القرن، وزايد بذلك كثيرا على نتنياهو.
* فوز اليمين بزعامة نتنياهو سيعجل نهاية قائمة كحول لفان وتفكك مكونات هذه القائمة بات حتميا، وهناك توقعات بانسحاب زعيمة حزب جيشر (اوري ليفي) من تحالفها مع قائمة العمل وميرتس لتنضم الى الليكود. 
* من الخطأ أن يواصل البعض في الساحتين الفلسطينية والعربية الاعتقاد بأن بيني غانتس يساريا واقل تطرفا، فهو عاشق لشن الحروب، وبشكل أوضح وللاسف الدوائر السياسية الفلسطينية والعربية تخطىء دائما في تقديراتها ولعل النتئج الانتخابية في اسرائيل تفرض على الجانب الفلسطيني عدم التلكؤ والاتجاه فورا لوضع استراتيجية سليمة مدروسة لمواجهة تطورات هذا الحدث الخطير.