2024-11-25 01:48 ص

رهان أردوغان مهد الطريق لفصل مأساوى جديد فى سوريا

2020-03-02
بالنظر إلى عمق المستنقع السورى، فمن الواضح منذ البداية كيف أدى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان دوره فى لعب الألعاب البهلوانية السياسية والعسكرية والمخاطر الكامنة التى ينطوى عليها، حسب مقال يافوز بيدر، رئيس تحرير موقع "أحوال" التركى المعارض.

كتب بيدر، أن مقتل 33 جنديا تركيا على الأقل فى إدلب (يمكن وصفه بالمجزرة) فى غارات جوية سورية هو نتيجة رهان أردوغان، الذى يبدأ فصل جديد فى هذه القصة المأساوية.

وتابع: أن القتل الجماعى للقوات هو أحد أحلك الأحداث فى تاريخ تركيا الحديث، وربما لا يضاهيه سوى الخسائر التركية التى تكبدتها فى الحرب الكورية. ومع ذلك، من الصعب قياس حجم الصدمة أو الرعب الناجم عن مسرح إدلب. موضحا أن هناك سببان لذلك. يتعلق الأول بالإعلام التركى المشلول، الذى يخفى بانتظام أخبار ساحة المعركة، والحصار الهائل المفروض على الإنترنت فى اليوم التالى للمذبحة.

بينما يتعلق السبب الثانى بتأثر البيئة المحلية فى تركيا بهيجان القومية الذى يعبر القطاعات الإيديولوجية. لافتا إلى أن هذا الشعور هو نتاج عمل أردوغان. وإنه يستغل هذه المشاعر القومية المتأججة لضمان توطيد القوة المطلقة وسحق المعارضة الضعيفة بالفعل.

 

وتساءل الكاتب التركى متى سينهار هذا النهج؟.

وأضاف: جزء من التزام أردوغان غير المحدود هو البقاء فى أزمات مستدامة، الواحدة تلو الأخرى، وعند الضرورة، توسيع وتصعيد نطاق شرعيته فى ظل الظروف القاسية. مشيرا إلى أنه من المحتمل أن العالم لم يفهم هذه الاستراتيجية بعد، لذلك يجدر بنا أن نكررها: عقل أردوغان يعمل بشكل أفضل فى حالة من الفوضى. بل أنه يزدهر.

حسب المقال، أدركت روسيا كيف يفكر أردوغان. مع تصميمه على مساعدة نظام الأسد على استعادة سيطرته الإقليمية وإبادة الميليشيات الإرهابية فى سوريا، انتظر بوتين بصبر لمعرفة ما إذا كان أردوغان سيفى بوعده بتطهير الجماعات الإرهابية، وعندما أدرك موقف أردوغان المتلاعب، أصدر بوتين تحذيرات ضد أى حرب مع القوات السورية وانتهى الوضع بسفك الدماء.

وأضاف الكاتب التركى، أن أسلوب التحرك الروسى فى الصراع السورى المستمر منذ تسع سنوات لا يترك أى مجال للشك. مهما حدث، فلن يتبقى شيء للوقوف بين شرعية دمشق وحليفتها الإستراتيجية، موسكو. بالإضافة إلى ذلك، ستكون سوريا مقبرة الجهادية الإسلامية المسلحة.

وأكد أنه لا توجد علامات على أن روسيا تقدم تنازل لتركيا يمكن أن يضر استراتيجيتها فى سوريا. لقد أصبحت روسيا الجدار الذى وصل إليه أخيرا أردوغان.

وتابع: سيبقى الرئيس التركى كما يعرفه العالم. لديه شعور بأن هناك عد تنازلى سينهى وقته فى السلطة، وهو يعلم أنه محاصر وأنه ليس لديه مخرج، لكن يجب عليه أن يواصل قيادة قضيته الأبدية لمساعدة الإرهابيين فى جميع أنحاء المنطقة وخارجها، هذا هو سبب وجوده.

وأكمل: هذا هو السبب فى أن أردوغان - ومستشاره السابق أحمد داود أوغلو - ذهبا لتغيير النظام فى سوريا ولماذا أرسلت تركيا الآلاف من القوات التركية إلى الأراضى السورية.

كما أشار بعض أعدائه، إلى انه طالما ظل أردوغان فى السلطة، فإن العالم لن يلغى هذا العنصر من الإسلام السياسى الاحتكارى، الذى يهدد التطبيع فى العالم الإسلامى.

وتسلء الكابت التركى مرة أخرى. ما هو التالى بالنسبة لرئيس تركيا المحاصر بعد مذبحة القوات؟ فى الوقت الذى تشجعه الولايات المتحدة بسخرية على قتال القوات السورية والروسية، طلب مساعدة نشطة من الناتو فى محاولة لتوسيع الحرب (الشخصية) التى يشارك فيها، وإخافة الاتحاد الأوروبى من خلال تهديد تدفق اللاجئين عبر الحدود الغربية لتركيا.

وأضاف: ربما لن ينتهى لعب ورقة الناتو كما يأمل. الحقيقة أن القوات التركية فى حالة حرب فى الأراضى التى غزتها وليس هناك سبب واضح لانضمام الناتو إلى مغامرة أردوغان. الخبراء واضحون، أن المادة 5 من معاهدة الناتو لا تنطبق فى حالة إدلب. فى أحسن الأحوال، بالنسبة لأردوغان، قد تكون بعض عمليات نشر الصواريخ فى مقاطعة هاتاى المجاورة خيارا.كما لا ينبغى للاتحاد الأوروبى أن يهتز أمام تهديد أردوغان.

وينتهى المقال بالإشارة إلى أن الخيار العملى لكل من الناتو والاتحاد الأوروبى يجب أن يكون دعوة أردوغان إلى سحب قواته على الفور من سوريا، وعند القيام بذلك، تبدأ عملية تهدف إلى معالجة أزمة اللاجئين فى سوريا وتركيا ولبنان والأردن بطريقة متماسكة.