2024-11-25 05:20 م

حرب واسعة في غزة وانتفاضة مسلحة في الضفة

2020-02-23
القدس/المنـار/ في اسرائيل تدريبات ومناورات عسكرية تحاكي حروبا على جبهات القتال، وتهديدات قياداتها لم تتوقف في وقت تحذر فيها جهات داخل اسرائيل ومن المستوى العسكري من الذهاب الى حروب ومواجهات واسعة سواء على الجبهة الشمالية أو الجنوبية.
ولأن اسرائيل تعيش موسما انتخابيا هناك سباق بين المتنافسين، وكل طرف يسعى لأن يكون هو الاكثر قدرة على تنفيذ الاجندة الامنية وكبح جماح المقاومة وتثبيت التهدئة، على صعيد الجبهة الجنوبية، أما فيما يتعلق بالجبهة الشمالية فان المخاوف تلف قادة اسرائيل، حيث القلق من صواريخ حزب الله الدقيقة والاعتراف بعدم جهوزية الجبهة الداخلية، وبالتالي تتواصل الاعتداءات على الساحة السورية في ظل معادلة تفرض احيانا التروي والحكمة في الرد، حيث التعقيدات والتشابك وكثرة الجهات ذات العلاقة.
لكن، يبدو ان اسرائيل لم تعد الوحيدة القادرة على التحكم بتوقيت شن الحروب والمعارك واشعال المواجهات على هذه الجبهة أو تلك، وبالتالي تتردد كثيرا في الذهاب نحو مواجهات واسعة، وأمامها حسابات تراجعها بشكل يومي، قراءة لمتغيرات ومعادلات مع الاخذ بالحسبان التداعيات المحتملة.
وغاب عن اذهان قادة اسرائيل أن سياساتهم المشينة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، قد تدفع باتجاه مواجهة واسعة مع قطاع غزة، لا احد يستطيع التكهن بنتائجها وتداعياتها وانتهائها، وتشعل انتفاضة مسلحة نوعية وبشكل جديد مؤلم في الضفة الغربية، ولا نعتقد أن أية جهة من تلك التي امتهنت الوساطة بين اسرائيل والجهات المقابلة، بامكانها السيطرة على ما قد يحدث، والسكوت على اعتداءات اسرائيل وما ترتكبه من مجازر وتقوم به من قمع.
في قطاع غزة توتر متصاعد ينذر بانفجار الموقف على الجبهة الجنوبية بفعل اعتداءات اسرائيل الوحشية المتوصلة، والمقاومة قد لا تعمل على انجاح الوساطة المصرية وغيرها، بالتوقف عن الرد على هذه الاعتداءات، فالمقاومة لها ايضا حساباتها وهي لن تدفع دماء أبنائها وأبناء القطاع ثمنا لمعركة انتخابية يقترب موعد عقدها، فقد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل.
اما في الضفة الغربية، فساحتها على بركان قد ينفجر في أية لحظة، لتندلع انتفاضة مسلحة نوعية باشكال مؤلمة، تفرض على اسرائيل اعادة حساباتها، والتوقف عن ممارساتها الوحشية من اعتقال واعدامات وهدم بيوت وحصار واستيطان، والضفة مهما كانت القيود من أكثر من جهة، ودعوات (التعقل) والانتظار فهي لن تسمع لكل هؤلاء، فكثيرة هي التقارير التي تفيد بزيادة احتمال تنفيذ عمليات نوعية مؤلمة مسلحة ضد أهداف اسرائيلية، جيش او مستوطنين، انتفاضة نوعية قد لا يكون للفصائل دور فيها، وانما خلايا مسلحة يتم تشكيلها ردا على الممارسات الاسرائيلية من قبل عناصر وافراد، لم يعودوا قادرين على تحمل هذه الممارسات وعمليات الاعدام الميدانية، وأيضا بفعل انعدام الافق السياسي، والمهادنة الحاصلة غير الراغبة باندلاع انتفاضة ثالثة.
وجاءت صفقة ترامب ـ نتنياهو لتزيد من احتمالات وتوقعات اندلاع هذه الانتفاضة وتطوير الرد على هذه الصفقة، دون الاعتماد او الوثوق بالتصريحات والمؤتمرات ولعبة التوجه الى المحافل الدولية والاقليمية، وابناء الضفة لا يعيرون اهتماما لانتخابات تجري في اسرائيل وهم مدركون ان المتنافسين جميعهم يقفون ضد تطلعات الشعب وقضيته.