2024-11-27 06:31 م

لماذا لا تخرج القيادة من دائرة الانتظار ـ تساؤل مشروع!!

2020-02-22
القدس/المنـار/ يبدو ـ والدلائل والشواهد كثيرة ـ أن القيادة الفلسطينية لا تريد أن تترك وتفلت من (دائرة الانتظار) القاتلة.. وتصر أن تبقى أسيرة ورهن (الوشوشات) و (النصائح الملغومة).
القيادة الفلسطينية ترجىء أية دعوات لوضع استراتيجيات لمواجهة التحديات والأخطار التي تهدد قضية شعبها الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية، والانتخابات الامريكية وتنتظر ماذا ستفعله الهيئات والمؤسسات والمؤتمرات والاقليمية والدولية، تتخبط في الحديث عن المشاريع والمبادرات التي تطرحها أطراف اخرى.. ومؤخرا دعت الى دمجها..
هذا الانتظار (القاتل) والمريب مضيعة للوقت ويعطي فرصة لاسرائيل وداعميها وأدواتها لمواصلة تنفيذ برامجها وترجمة خططها.. وتظهر نتائج الانتخابات في الدولتين وهما من الجهات ذات العلاقة بالصراع المستمر منذ عقود، ويبقى الحال على حاله.. وتبقى القيادة متمترسة في دائرة الانتظار، وسرعان ما تنهال عليها (النصائح السامة) و (الوشوشات المدمرة)، فترجىء أية مواقف او استراتيجيات الى الانتخابات من جديد، أي بعد سنوات اربع وعلى هذا (المنوال) بنت القيادة سياساتها ومواقفها.
بقيت القيادة الفلسطينية فترة طويلة، تنتظر طرح صفقة العصر، في وقت كانت اسرائيل وامريكا تترجم بنودها على الارض، والقيادة كغيرها من القيادات العربية العاجزة، تردد: (لننتظر أن تطرح الصفقة) وها هي الصفقة قد طرحت!! فماذا فعلت القيادة الفلسطينية؟!، كنا نتوقع هزات في الساحة الفلسطينية، وداخل جدران دائرة صنع القرار.. تغييرات وتقييم ووضع استراتيجيات مدروسة فاعلة واستبدال أدوات ولفظ المخترقين والأدعياء، ومقاولي الانظمة، وكتبة التقارير والمجندين في الاجهزة الامنية الغريبة، لكن، من هذه المسائل لم تنفذ، بل على العكس، تعمق قليلو الفهم والخبرة، وعلت الجدران من حول مترئس دائرة صنع القرار، وتواصلت الاختراقات واستمرت الارتباطات وزادت صلاحيات الادوات الصدئة ونشط أصحاب القنوات السرية الظلامية، وأقفلت على القيادة وبشكل محكم (دائرة الانتظار).. في حين أن الصفقة تتواصل ترجمتها.. والعربان يمولون تطبيقها وهم اليوم فرسان تمريرها وتسويقها.
حتى الخيار الذي ترفعه القيادة الفلسطينية في كل مرحلة، وأمام أي تحد وتهديد، وتلوح به وتعتمده وتقدسه، خيار المقاومة السلمية، لا تريد العمل به وبشكل مؤثر، وأدخلته معها الى دائرة الانتظار، فلم نر الساحات والشوارع والميادين تهدر وتحتشد رفضا لصفقة القرن واضعيها وعرابيها، الا من نقطتين أو ثلاثة احتكاك في أمكنة متناثرة، أما الحشد في (المنارة) فلا نريد الحديث عنها وكيف ولماذا؟!
ما لم يكن هناك تغييرات على مستوى دوائر صنع القرار والاكثر أهمية فيها، فاننا سنبقى في دائرة الخطر.. ونتائجه وتداعياته معروفة وقاتلة.
والله يستر!!