2024-11-27 11:36 م

سرية غير مبررة حول عمليات أمريكا في أفريقيا

2020-02-14
كشف تقرير جديد صدر عن المفتش العام الأول في الولايات المتحدة، أن الأمريكيين لا يعرفون شيئاً عن حجم ما ينفقه الجيش الأمريكي على عملياته السرية في أفريقيا.
وتشارك القوات الأمريكية منذ سنوات في تنفيذ مهام لـ" تقويض" تنظيمات متطرفة عنيفة – منها داعش والقاعدة- في شرق وشمال وغرب أفريقيا. ولكن نادراً ما اطلع الأمريكيون، ولو على لمحة عن التدخلات العسكرية السرية الأمريكية في أفريقيا. ولكن منذ بدأت لجنة رقابة حكومية التحقيق في تلك العمليات في 2018، كشفت تقارير فصلية يرسلها إلى الكونغرس المفتش العام الأول حول القضية.
ويشير ماثيو بيتي، محرر أمن قومي لدى موقع "ناشونال إنترست"، لتقرير صدر يوم الثلاثاء عن المفتش العام الأول في الولايات المتحدة، وهو أول تقرير من نوعه رفعت عنه السرية بشأن عمليات أمريكية لمكافحة الإرهاب في أفريقيا. وكشف التقرير أن تلك العمليات فشلت في وقف موجة الإرهاب، وحتى أن المحققين في الحكومة نفسها لا يعرفون كلفته.

وحسب كاتب المقال، تشارك القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) في بعثات تدريب تجري عبر القارة. كما ترافق تلك البعثات عمليات لمكافحة الإرهاب ينفذها الجيش الوطني الصومالي الذي يهاجم قوات تابعة لتنظيم داعش تشارك في الحرب الأهلية الليبية، و"تجري تدريبات وعمليات محدودة" في منطقة الساحل وبحيرة تشاد.

تدقيق
ووفقاً للكاتب، تكثفت خلال الشهر السابق عملية تدقيق بشأن تلك المهام، بعدما قتل، في 5 يناير(كانون الثاني) ثلاثة أمريكيين في هجوم على قاعدة جوية كينية. واستدعى مجلس الشيوخ قائد أفريكوم، في 20 يناير(كانون الثاني) الجنرال ستيفن تاونسند، للإدلاء بشهادته أمام المجلس.

ويشاع أن وزارة الدفاع الأمريكية تنظر في سحب القوات الأمريكية من أفريقيا، رغم ما قاله وزير الدفاع مارك إسبر لصحفيين، في 30 يناير (كانون الثاني)، من أن" قيادة قواتنا ما زالت تجري مراجعاتها، ولم يتخذ بعد أي قرار".

وشهد تاونسيند أمام مجلس الشيوخ، بأن حوالي 6 آلاف جندي أمريكي منتشرون في أفريقيا، ما يمثل، صفقة لدافعي الضرائب الأمريكيين، وتأمينا ًمنخفض الثمن بالنسبة لأمريكا في تلك المنطقة".

سرية غير ضرورية
ولكن الكاتب يرى استحالة معرفة مقدار ما تكلفه تلك القوات فعلياً. وقال المراقب المالي في وزارة الدفاع الأمريكية للمفتش العام بأنه "ليست لدى الوزارة آلية لتعقب نفقات عمليات أصغر في محاربة الإرهاب".

وأبلغت أفريكوم وكالة المراقبة بأن عملياتها تمولها "عدة خطوط من الحسابات، منها ما هو خارج نطاق وزارة الدفاع".

إلي ذلك، قال بنيامين فريدمان، مدير سياسة الأولويات الدفاعية إن الميزانيات العسكرية تنظم حول هيكلية القوات الأمريكية، وليس حول مواقع انتشارها، وتوقع "أنهم ربما يرون أنه من غير المناسب لنا الاطلاع على تلك الأمور، وكي لا يتعرضوا لمزيد من الرقابة".

وتابع فريدمان "قبل كل ذلك، لدينا سرية لا لزوم لها. وعلى سبيل المثال، نعلم بأن لدينا قوات في النيجر، فلم لا نعرف كلفتها؟ ولا أعتقد أن الكشف عما ننفقه على عمليات في النيجر سوف يفيد العدو. ولكن لأن تلك الأموال تنفقها قوات العمليات الخاصة، ولذا تبقى سراً".

وقال جوشوا ميسيرفي، محلل بارز للسياسة لدى مركز "هيريتيج": "ليس من دليل دامغ على وجود سوء استخدام هائل للأموال. قد يكون ذلك صحيحا، وقد لا يكون. يجب أن نبحث فعلياً عن مزيد من الفرص لتحديد ما نقوم به، وللمطالبة بنتائج فعلية".

تقرير المفتش العام
ولكن، حسب الكاتب، لم يعط تقرير المفتش العام صورة وردية للغاية عن فعالية التواجد العسكري الأمريكي في أفريقيا.

في هذا السياق، أبلغت قيادة أفريكوم، في أبريل( نيسان)، المفتش العام عن عزمها سحب قوات من ليبيا بسبب" بيئة أمنية لا يمكن التنبؤ بها" وأنه لم يتم إضعاف أو احتواء تنظيمات متطرفة في منطقتي الساحل وبحيرة تشاد".

وفي المقابل، وثقت منظمة العفو الدولية مقتل عشرات من المدنيين في غارات جوية أمريكية في الصومال. وكشف تحقيق أجراه موقع ذا إنترسبت في يوليو(تموز) 2019 أن أفريكوم تتعمد إخفاء تلك الحوادث عن الشعب الأمريكي.

وقال أدوتي أكاوي، نائب مدير شؤون العلاقات العامة في منظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة: "لا نعلم ما الذي تنفذه تلك القوات في الكاميرون والنيجر. وهناك حاجة لإجراء تحقيقات وتوخي الشفافية في تلك المناطق".

وأضاف "لا تتوافر وسيلة للتحقق من بيانات صادرة عن الحكومة الأمريكية، وخاصة لأن جيوشاً تدعمها أمريكا تمضي أوقاتاً أطول في تعقب صحفيين استقصائيين ومجموعات تعبر عن مخاوفها حيال سياساتهم، مما تخصصه لجهود فعلية في محاربة الإرهاب".