القدس/المنـار/ تقول دوائر اسرائيلية أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه معضلة حقيقية في كل ما يتعلق بموضوع فرض السيادة على المستوطنات الاسرائيلية، وحسب الدوائر فان المظلة الأمريكية لخطوات اسرائيلية على الارض لن تنصب بشكل فعلي الا بعد الانتخابات النيابية التي ستجري في اسرائيل بداية اذار المقبل، وهذا الامر قد يهدد نتنياهو ويجعله يفقد النواة الصلبة لجمهوره من اليمين الاستيطاني المتطرف، وهو ما قد يؤدي الى خسارة اليمين للحكم في اسرائيل واضاعة فرصة تمرير قرارات مصيرية تصب في صالح تدعيم وتعميق الاستيطان في الاراضي الفلسطينية. وتتابع الدوائر ان اليمين الاستيطاني سيحاول خلال الاسابيع المتبقية حتى موعد الانتخابات الضغط وبقوة على نتنياهو لاجباره على اتخاذ قرارات بفرض السيادة على المستوطنات الاسرائيلية في الضفة سواء بشكل كامل او الاكتفاء بفرض السيادة على منطقة الاغوار. لكن، وفي حال فضل نتنياهو البقاء على الجدار وعدم اتخاذ قرار بفرض السيادة الكاملة أو الجزئية، فان النواة الصلبة لجمهور اليمين المتطرف ستمنح أصواتها على الاغلب للاحزاب التي تملأ الفراغ على يمين حزب الليكود، وفي الحالتين قد يؤدي ذلك الى عدم تمكن الليكود من إحتلال الصدارة في الانتخابات المقبلة.
ولا تستغرب الدوائر من الموقف الامريكي بشأن أهمية تأجيل تنفيذ ما ورد من بنود في صفقة القرن الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية، هذا الموقف الذي أعلنه كوشنير في أكثر من مناسبة منذ الاعلان عن الخطة الامريكية، وتفسر الدوائر هذا الموقف بأن البيت الابيض يرغب بالفعل في تنفيذ وتطبيق ما جاء في صفقة القرن وذلك لحسابات مرتبطة بمصالح ترامب والساعة الانتخابية الأمريكية التي تتسارع عقاربها بانتظار محطتها الأخيرة في نوفمبر 2020، أي أن ترامب لا يعمل فقط على اساس الساعة الانتخابية الاسرائيلية وانما ايضا بما يخدم مصالحه على الساحة الداخلية الامريكية، وهو يدرك ايضا أن دوران عجلة هذه الخطة الامريكية لا يمكن أن يكون الا في حال توفر قاعدة ائتلافية اسرائيلية تفرزها انتخابات اذار 2020 وتضعها على مسار التنفيذ والتطبيق وبشكل يرضي من خلاله جمهوره من اليمين المسيحي. وتنقل الدوائر عن مصادر امريكية بأن طاقم السلام الأمريكي يرغب بشدة في أن تخرج هذه الخطة الى النور بما في ذلك بنود فرض السيادة والضم الاسرائيلي لمناطق في الضفة، غير أن الحماسة المتسرعة التي أبدتها أطراف اسرائيلية تسببت في احراج جهات عربية مطلعة وداعمة للخطة، وحسب المصادر الامريكية فان ترامب يدرك حاجة نتنياهو الانتخابية الى القيام بـ (خطوة ضم) حتى لو كانت محدودة وتقتصر على سبيل المثال على ضم مستوطنة معاليه ادوميم أو اصدار قرار اسرائيلي ببدء البناء في المشروع الاستيطاني (E1)، الا أن الضجيج الذي يفتعله الجانب الفلسطيني على الساحة الدولية يحول دون قدرة واشنطن على نصب المظلة الامريكية لخطوات ضم اسرائيلية حتى الانتخابات الاسرائيلية.