2024-11-25 11:55 م

المصارحة في القول.. مراجعة الاستراتيجيات قبل فوات الاوان!!

2020-01-27
القدس/المنـار/ في هذه المرحلة الحرجة والمصيرية، المصارحة في القول والطرح والانتقاد تشكل احدى خطوات تمهيد المسار السليم باتجاه اتخاذ القرارات التي تجلب النفع وتصد الرياح العاتية التي اشتد هبوبها، بهذا التحرك الامريكي الاسرائيلي المتناغم مع نوايا وأدوار أنظمة الردة.. والهدف تصفية القضية الفلسطينية.
منذ 4 سنوات تقريبا ــ وعلينا أن نعترف ــ فشلنا في احدث تغيير ولو بسيط في مواقف الادارة الامريكية، بمعنى أوضح الاستراتيجية المتخذة في هذا الميدان العلاقة مع واشنطن أثبتت فشلها.. القيادة الفلسطينية مؤخرا قطعت كل الاتصالات وربما ابقت على قنوات من حقنا أن نسيء الظن فيها، انتماء وصدقا وامانة في نقل المجريات والنقاشات والرسائل، ادارت ظهرها مع أنها أبقت منذ سنوات طويلة البيض في السلة الأمريكية دون احداث أي تغيير أو تقييم في العلاقات مع القوى ذات التأثير على الساحتين الاقليمية والدولية، وللدقة أكثر، رهنت القيادة نفسها للتدخلات والتطمينات والرسائل القادمة من انظمة الردة الحليفة لتل أبيب وواشنطن.
القيادة الفلسطينية أدارت ظهرها للمرمى دون اكتراث للاهداف المتتالية تباعا في المرمى الفلسطيني.. وهذا فشل للاستراتيجية المستخدمة اتجاه الولايات المتحدة وسياساتها، والانظمة المرتدة التي لبست أثواب النصح تنتظر على أحر من الجمر الاعلان عن صفقة القرن، لتصدر بيانات التأييد لها.
القيادة الفلسطينية لم تدخل في الجدال المباشر وأبقت على الساحة حكرا على اسرائيل، فخسرت امكانية التغيير والتعديل أو اعادة الصياغة، وطرح مؤشرات المخاوف الخطيرة في حال لم تتراجع عن مواقفها، لاحداث تغييرات معقولة ومقبولة لصفقة ظالمة، واحتفظت بسيل من التصريحات، صياغاتها اعتمدت على دسائس ووشوشة وقنوات غير موثوقة ورسائل ملغومة من هذه العاصمة العربية وتلك، عواصم اعتمدت الارهاب وانتهجته لتدمير الساحات العربية واشغالها لتفتح الباب على مصراعيه لتمرير هذه الصفقة وتصفية الحقوق الفلسطينية العادلة.
والآن، ماذا لو تقلد دونالد ترامب ولاية ثانية لأربع سنوات قادمة، في ظل فشل الاستراتيجية الفلسطينية التي لم تأخذ في الحسبان الكثير من المعطيات والمتغيرات، وفي مقدمتها اسقاط انظمة الردة للقضية الفلسطينية من على جداول اهتماماتها؟! يفترض أن لا تبقي الميدان حكرا على اسرائيل وامريكا تفاوضان بعضهما دون اعتبار للفلسطينيين.
على من تقع المسؤولية اذا..؟ وما سبب القصور في كل ما يحدث، ان الاسباب كثيرة، في مقدمتها عدم توسيع دائرة التشاور، ومنح الثقة واعطائها لمن لا يستحق، لم يكن الفشل فقط في التعاطي مع واشنطن، فالفشل ايضا اننا لم نستطع ان نجعل من القضية الفلسطينية على رأس النقاشات في اسرائيل، وسبب ذلك، عدم القدرة والضعف في التعاطي مع الشارع الاسرائيلي وكيفية مخاطبته، وباتجاه الشرائح ذات التأثير.
لكن، الوقت لم ينفذ بعد، وصاحب القرار الممسك بالأمور ومقاليدها، بامكانه اجراء التغييرات والتعديلات والقرارات، والانتباه الى الاختراقات وما تعبث به أصابع الوكلاء والمقاولين والمخترقين، المنتظرين الوعود وربما الهدايا، وحجم ما يتم جنيه من مصالح ومكاسب شخصية ومنافع ذاتية، فالخيوط الغريبة المشبوهة ممتدة على طول الساحة وعرضها.