2024-11-27 06:40 م

شطب الحقوق الفلسطينية وأزمات ترامب ونتنياهو

2020-01-25
قد توجز الصورة الرئيسية لهذا الخبر الأزمة التي يمر بها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في أعقاب محاولات الحزب الديمقراطي عزله من منصبه؛ يبدو فيها ترامب منهكًا خلال مشاركته في مؤتمر دافوس في سويسرا هذه الأيام؛ لكن "الصديق وقت الضيق"، إذ لم تمنع أزمات ترامب الداخلية من تقديم هدية انتخابية لصديقه المأزوم أيضًا، بنيامين نتنياهو، الذي يواجه تهمًا بالفساد، من خلال قراره الإعلان عن تفاصيل "صفقة القرن" قبل الانتخابات الإسرائيلية مطلع شهر آذار/ مارس المقبل. هذا ما يؤكده أيضًا معظم المحللين الإسرائيليين. قدّم له الضفة الغربية قبيل الانتخابات القريبة. المقابل سيكون في الانتخابات الأميركية.

واعتبرت مصادر حكومية أن ضم المستوطنات وفق "صفقة القرن" بمثابة "ضربة مميتة للحركة الوطنية الفلسطينية"، كما نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، وإجهاز على حل الدولتين. وبلغ الحد أن تصف المصادر الصفقة بحرب حزيران/ يونيو 1967، لجهة توسيع حدود إسرائيل.

وأعلن ترامب ليل الخميس الجمعة، إنه سيعلن عن خطته خلال الأسبوع المقبل، لكن قبل زيارة نتنياهو وغانتس، الثلاثاء المقبل. وقال إن إدارته تحدثت بإيجاز مع الفلسطينيين وستتحدث إليهم مجددا.

وأضاف أن رد فعل الفلسطينيين على الخطة قد يكون سلبيا في البداية، لكنها إيجابية بالنسبة لهم في واقع الأمر.

وذكر موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلا عن مصادر رفيعة في الحكومة قولها إن نتنياهو اطلع في الأسابيع الأخيرة على الخطة الأميركية بشكل كامل، وأنه شارك في تنسيق الزيارة لواشنطن.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر في "كاحول لافان" قولها إن البيت الأبيض يعمل على إنقاذ نتنياهو، لتمكينه من تأجيل التصويت في الكنيست على منحه الحصانة البرلمانية من المحاكمة، خصوصًا وأنه من المقرر أن يناقش الكنيست هذا الموضوع يوم الثلاثاء المقبل، أي بالتزامن مع زيارة نتنياهو وغانتس لواشنطن.

أما دعوة منافس نتنياهو، رئيس "كاحول لافان"، بيني غانتس، لزيارة البيت الأبيض بالتزامن مع زيارة نتنياهو الثلاثاء المقبل، فلها ثلاثة دوافع: الأول، بأن واشنطن تقف على مسافة واحدة من المرشحين في الانتخابات الإسرائيلية، ولا تتدخل بشؤونها الداخلية، رغم تصريح نتنياهو بأنه هو الذي اقترح دعوة غانتس للبيت الأبيض؛ الثاني، عدم استبعاد إمكانية إقصاء نتنياهو عن الحكم في الانتخابات القريبة؛ والثالث وهو الأهم، ضمان عدم معارضة غانتس للخطة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية، بحيث تصبح الخطة محط إجماع إسرائيلي، وذلك بعد أن كان غانتس قد طالب الإدارة الأميركية تأجيل الإعلان عن الخطة إلى ما بعد الانتخابات حتى لا يخدم الإعلان عنها حملة نتنياهو الانتخابية، لكنه تراجع عن موقفه لاحقًا ودعا إلى نشرها في أقرب فرصة.

وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن الإدارة الأميركية أطلعت غانتس وقادة اليمين على مضامين "صفقة القرن" مسبقًا، ونية ترامب الإعلان عنها قريبًا.

ويأتي القرار الأميركي في ظل المنافسة بين نتنياهو وغانتس بإطلاق تصريحات عن ضم منطقة الأغوار وشمالي البحر الميت للسيادة الإسرائيلية، والدعم الذي أعرب عنه السفير الأميركي في تل أبيب، المستوطن ديفيد فريدمان، لفرض السيادة الإسرائيلية على الأغوار ومناطق أخرى.


هدف الخطة التمهيد لضم المستوطنات

وكتب المحلل السياسي في القناة 13 الإسرائيلية، رافيف دروكير، أن الخطة الأميركية ليست سوى خارطة طريق سياسية وضعت بالتنسيق بين ترامب ونتنياهو بشكل كامل، تمهيدًا لضم مستوطنات الضفة. وأضاف أنه عندما يرفض اليمين الإسرائيلي الخطة، فمن المرجح أن يبادر نتنياهو لمشروع قانون لضم مستوطنات الضفة بما فيها الأغوار، وهو ما من شأنه أن يشكل إحراجًا لغانتس الذي سيضطر إلى اتخاذ موقف واضح من الضم وتطبيقه.

ونقل دروكير عن مصدر في اليمين قوله إن "هذه خطة أحلامنا". وقال مصدر في البيت الأبيض للقناة إن قرار الإعلان عن الخطة قبل الانتخابات جاء نتيجة الأزمة السياسية المستمرة في إسرائيل.

وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن القدس ستبقى عاصمة موحدة لإسرائيل وفق الخطة الأميركية، فيما سيتم تسهيل دخول الفلسطينيين إليها وافتتاح ممثلية فلسطينية رمزية في المدينة.

أما بما يخص حق العودة، فسيتم شطبه من خلال مقايضته بما تصفه الخطة بحقوق اللاجئين اليهود من الدول العربية، لكن مصادر أخرى رجحت أن يقتصر حق العودة على عودة رمزية لعدد محدود من الفلسطينيين.

سيادة إسرائيلية على 30