تصر "الصنداي ميل" البريطانية ومعها صحف أميركية على أن الطائرة انطلقت من قاعدة "العُديد" القطرية. الترويج لهذا التفصيل ليس بريئاً خاصة إذا ما كانت معرفة مكان انطلاق الطائرة القاتلة أمراً ذا رمزية بالنسبة لحسابات الرد. لكن الرواية البريطانية – الأميركية تبدو صعبة التصديق.
هناك ثلاث قواعد أميركية في المنطقة يجري فيها تشغيل طائرات "ام كيو 9 ريبر": قاعدة "علي السالم" في الكويت، قاعدة "العديد" في قطر وقاعدة "الظفرة" الجوية في الإمارات. أقرب قاعدة عسكرية أميركية إلى مطار بغداد هي "علي السالم" في الكويت. المسافة تقريباً بين المطار العراقي والقاعدة الاميركية هي 570 كيلومتراً.
باستطاعة طائرة "ام كيو 9 ريبر" قطع مسافة تصل حتى 1800 كيلومتر بسرعة قصوى 480 كيلومتراً في الساعة. أي أن الطائرة اضطرت للتحليق في أجواء مطار بغداد لما لا يقل عن 11 دقيقة، بالحد الأدنى، قبل وصول الهدف.
ما يعني أيضاً أن العملية برمّتها لم تكن لتنجح لولا وجود معلومات استخبارية على الأرض عبر عملاء كانوا ينسقون لحظة بلحظة مع غرفة العمليات، ومع حلفاء واشنطن الذين كانوا على علم بالعملية.
وهذا أيضاً يفترض، نظراً لآلية تشغيل وعمل الطائرة، أن المُخبر الميداني ليس شخصاً عادياً، لأن التحكم بهذه الطائرة، التي يقارب حجمها حجم طائرة تجارية خاصة صغيرة، يتم عبر فريق من جنديين، على الأقل، في استخبارات سلاح الجو الأميركي، أو من جهاز نظير له وبكفاءته، كان موجوداً في محيط مطار بغداد طوال الوقت.
وبما أننا نتحدث عن أكثر من طائرة من هذا الطراز كانت تحلق بالتأكيد أثناء تنفيذ العملية، فهذا يعني أن الطاقم الاستخباري الذي كان موجوداً على الأرض كان كبيراً، ويحتاج إلى تنسيق غير اعتيادي. فهل كانت العملية أميركية فقط؟