2024-11-25 09:44 ص

كيف تقرأ روسيا اغتيال سليماني؟!!

2020-01-04
أدى اغتيال قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني، الجنرال "قاسم سليماني"، بواسطة غارة جوية أمريكية على طريق مطار بغداد، إلى إثارة صدمة في جميع أنحاء المنطقة.


في موسكو، أثارت الأخبار دهشة صانعي السياسة والدبلوماسيين؛ حيث تقاتل روسيا منذ أكثر من 4 سنوات في سوريا إلى جانب إيران ونظام "بشار الأسد".


وأدان بيان لوزارة الخارجية الروسية ما أسماه "العمل المغامر"، معتبرا أن "خطوة واشنطن محفوفة بعواقب وخيمة على السلام والاستقرار الإقليميين. وأن هذه الأعمال ضارة بإيجاد حلول للمشاكل المعقدة في الشرق الأوسط وبدلاً من ذلك تساهم في تصعيد العنف".


في وقت لاحق، قالت الوزارة أيضا: "لقد خدم سليماني بشكل مخلص المصالح الوطنية لإيران".


آثار سلبية أكيدة


وكتب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الروسي "كونستانتين كوساتشيف" على "فيسبوك" حول معنى الاغتيال بالنسبة للرئيس "دونالد ترامب" والولايات المتحدة والمنطقة، قائلا: "مقتل الجنرال سليماني في بغداد لا يسهم بأي حال من الأحوال في تحسين الوضع في العراق والشرق الأوسط بأسره. وآثاره السلبية واضحة بالفعل".


وأضاف: "أولا، سيتبع ذلك رد من إيران لا محالة. لا أريد أن أتنبأ، لكن المواطنين الأمريكيين قد يتعرضون للقتل. لا عجب في أن الكونجرس يشعر بالقلق وأن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي تطالب بتقرير من ترامب عن سبب عدم أخذ إذن الكونجرس قبل الضربات. ثانيا، هذا يعني أن ترامب يعجز عن حل قضاياه الداخلية وإذا أسفر التصعيد عن خسائر أمريكية ستنخفض تقييماته. ثالثًا، قلق حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، (إسرائيل) تناقش بالفعل الآثار المترتبة على هذه العملية. وأخيرا، فإن الآمال الضعيفة التي كانت لا تزال قائمة بالنسبة للاتفاقية النووية تم قصفها بالكامل، وقد تقوم إيران الآن بزيادة إنتاجها للأسلحة النووية حتى لو لم يكن لديها مثل هذه الخطط من قبل".


دوره في التورط الروسي


في أواخر يوليو/تموز 2015، وصل "سليماني" إلى موسكو في زيارة سرية بمهمة حاسمة هي إشراك روسيا عسكريا في الأزمة السورية. عند هذه النقطة، كان جيش النظام السوري -على ما يبدو- على وشك الانهيار. كانت قوة "فيلق القدس" و"حزب الله" اللبناني وميليشيات شيعية أخرى مدعومة من إيران تساعد دمشق، لكنهم افتقروا جميعًا إلى القوة الجوية لإحداث نقلة حاسمة على الأرض.


تعتبر رحلة "سليماني" علامة فارقة لمشاركة روسيا النشطة في المنطقة.


قام بعدها "سليماني" برحلة إضافية واحدة على الأقل إلى موسكو، في فبراير/شباط 2017، وأفادت المعلومات بأنها كانت لمناقشة التعاون الثنائي لروسيا مع الأنظمة الملكية السنية في الخليج. واكتسبت اجتماعات "سليماني" مع كبار قادة الاستخبارات العسكرية الروسية شهرة في موسكو لكونه مفكرا ومنفذا استراتيجيا بارعا.


إن أهم شيئين تريد موسكو معرفتهما بعد مقتل "سليماني" حتى الآن هما ما إذا كانت طهران قادرة على إيجاد بديل مناسب له ومن الذي سيقود الآن العشرات من جماعات الميليشيات العاملة في سوريا.


وقال زميل معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في الأكاديمية الروسية للعلوم "قنسطنطين بوغدانوف": "كان سليماني مسؤولا عن العمليات العسكرية السرية لإيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط. لكن إحدى مهامه الأساسية كانت تنسيق وإدارة مجموعات فضفاضة ومتنوعة من الميليشيات الإيرانية التي تقاتل في سوريا إلى جانب بشار الأسد. لقد صنع سليماني اسمه كقائد فعال وموثوق يمكن للجيش الروسي من خلاله حل القضايا العملية على أرض الواقع".


وأضاف "بوغدانوف": "تجدر الإشارة إلى أن العدد الإجمالي للمقاتلين في الميليشيات الموالية لإيران يكاد يكون مساويا لجيش النظام السوري وربما حتى يتفوق عليه. وجود هذه الميليشيات يعقد قضايا السيادة السورية وحرية الحركة لدمشق. لكن على الأقل لبعض الوقت، ومن المرجح أن يؤدي فقدان سليماني إلى تعقيد قدرة إيران على التأثير على الأسد. في هذه الظروف، ربما يتعين على روسيا اتخاذ موقف أكثر استباقية من خلال ترسيخ نفسها كوسيط رئيسي في التسوية السورية وراعية للاتفاقات بين الأطراف المتحاربة".


فصل جديد في المواجهة


وقال رئيس تحرير المجلة العسكرية "أرسنال أوتيتشستفا" (الترسانة الوطنية) العقيد المتقاعد "فيكتور موكراخوفسكي" إن قرار "ترامب" بقتل "سليماني" يفتح فصلا جديدا في المواجهة بين إيران والولايات المتحدة. 


وأوضح قائلا: "تم قتل رجل دولة، وهو ممثل رسمي لبلده التي هي عضو في الأمم المتحدة والتي ليس للولايات المتحدة معها حالة حرب رسميا. لقد قُتل على أرض دولة ثالثة. هذا ليس صراعا سريا لأجهزة المخابرات. لقد التزمت الولايات المتحدة علانية بعمل انتقامي وتفخر بهذا الإنجاز. إنها تختبر ردة فعل المجتمع الدولي عامة والقيادة الإيرانية على وجه الخصوص. بعد الإخفاقات في فنزويلا وسوريا وفي المحادثات مع كوريا الشمالية، وبعد فقدان السيطرة على الوضع في أفغانستان والتنازل عن العراق للميليشيات الإيرانية، تحركت القيادة الأمريكية لرفع المجازفات".


وقال نائب مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات في موسكو "ماكسيم شيبوفالينكو": "ما فشلت الولايات المتحدة في فهمه -معرضة نفسها للخطر- هو حقيقة أن الجنرال سليماني لم يكن قائد حرب أو رئيس عصابة، بل كان رجلا يتمتع بالسيادة. سواء كرهته أم لا".


وأضاف "شيبوفالينكو": "الإيرانيون أذكياء بما فيه الكفاية لفهم أن الانتقام هو الطبق الذي يفضل تقديمه باردا".


وتقوم روسيا بحساب التداعيات المحتملة لكل من وجودها الإقليمي ومواجهتها مع الولايات المتحدة في النزاعات المستقبلية المحتملة.


وأشار "كوساتشيف"، لدى كتابته عن مقتل "سليماني"، إلى المواجهات الأمريكية على مر السنين مع زعماء أقوياء لدول مختلفة مثل "صدام حسين" في العراق، و"سلوبودان ميلوسوفيتش" الصربي، والأوكراني "فيكتور يانوكوفيتش"، والعقيد الليبي "معمر القذافي".


وقال: "هذا خطأ كبير ينبع من عادة أمريكية نموذجية تتمثل في شخصنة أي مشكلة. يجب إزالة صدام أو ميلوسوفيتش أو يانوكوفيتش القذافي ... وستستقر الأمور. لكن هذا هو منطق عرض مسرحي، وليس منطق السياسة. ذلك لا يعمل على المدى الطويل، وقد يرتد ضد مخرجي المسرحية".


المونيتور



أدى اغتيال قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني، الجنرال "قاسم سليماني"، بواسطة غارة جوية أمريكية على طريق مطار بغداد، إلى إثارة صدمة في جميع أنحاء المنطقة.


في موسكو، أثارت الأخبار دهشة صانعي السياسة والدبلوماسيين؛ حيث تقاتل روسيا منذ أكثر من 4 سنوات في سوريا إلى جانب إيران ونظام "بشار الأسد".


وأدان بيان لوزارة الخارجية الروسية ما أسماه "العمل المغامر"، معتبرا أن "خطوة واشنطن محفوفة بعواقب وخيمة على السلام والاستقرار الإقليميين. وأن هذه الأعمال ضارة بإيجاد حلول للمشاكل المعقدة في الشرق الأوسط وبدلاً من ذلك تساهم في تصعيد العنف".


في وقت لاحق، قالت الوزارة أيضا: "لقد خدم سليماني بشكل مخلص المصالح الوطنية لإيران".


آثار سلبية أكيدة


وكتب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الروسي "كونستانتين كوساتشيف" على "فيسبوك" حول معنى الاغتيال بالنسبة للرئيس "دونالد ترامب" والولايات المتحدة والمنطقة، قائلا: "مقتل الجنرال سليماني في بغداد لا يسهم بأي حال من الأحوال في تحسين الوضع في العراق والشرق الأوسط بأسره. وآثاره السلبية واضحة بالفعل".


وأضاف: "أولا، سيتبع ذلك رد من إيران لا محالة. لا أريد أن أتنبأ، لكن المواطنين الأمريكيين قد يتعرضون للقتل. لا عجب في أن الكونجرس يشعر بالقلق وأن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي تطالب بتقرير من ترامب عن سبب عدم أخذ إذن الكونجرس قبل الضربات. ثانيا، هذا يعني أن ترامب يعجز عن حل قضاياه الداخلية وإذا أسفر التصعيد عن خسائر أمريكية ستنخفض تقييماته. ثالثًا، قلق حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، (إسرائيل) تناقش بالفعل الآثار المترتبة على هذه العملية. وأخيرا، فإن الآمال الضعيفة التي كانت لا تزال قائمة بالنسبة للاتفاقية النووية تم قصفها بالكامل، وقد تقوم إيران الآن بزيادة إنتاجها للأسلحة النووية حتى لو لم يكن لديها مثل هذه الخطط من قبل".


دوره في التورط الروسي


في أواخر يوليو/تموز 2015، وصل "سليماني" إلى موسكو في زيارة سرية بمهمة حاسمة هي إشراك روسيا عسكريا في الأزمة السورية. عند هذه النقطة، كان جيش النظام السوري -على ما يبدو- على وشك الانهيار. كانت قوة "فيلق القدس" و"حزب الله" اللبناني وميليشيات شيعية أخرى مدعومة من إيران تساعد دمشق، لكنهم افتقروا جميعًا إلى القوة الجوية لإحداث نقلة حاسمة على الأرض.


تعتبر رحلة "سليماني" علامة فارقة لمشاركة روسيا النشطة في المنطقة.


قام بعدها "سليماني" برحلة إضافية واحدة على الأقل إلى موسكو، في فبراير/شباط 2017، وأفادت المعلومات بأنها كانت لمناقشة التعاون الثنائي لروسيا مع الأنظمة الملكية السنية في الخليج. واكتسبت اجتماعات "سليماني" مع كبار قادة الاستخبارات العسكرية الروسية شهرة في موسكو لكونه مفكرا ومنفذا استراتيجيا بارعا.


إن أهم شيئين تريد موسكو معرفتهما بعد مقتل "سليماني" حتى الآن هما ما إذا كانت طهران قادرة على إيجاد بديل مناسب له ومن الذي سيقود الآن العشرات من جماعات الميليشيات العاملة في سوريا.


وقال زميل معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في الأكاديمية الروسية للعلوم "قنسطنطين بوغدانوف": "كان سليماني مسؤولا عن العمليات العسكرية السرية لإيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط. لكن إحدى مهامه الأساسية كانت تنسيق وإدارة مجموعات فضفاضة ومتنوعة من الميليشيات الإيرانية التي تقاتل في سوريا إلى جانب بشار الأسد. لقد صنع سليماني اسمه كقائد فعال وموثوق يمكن للجيش الروسي من خلاله حل القضايا العملية على أرض الواقع".


وأضاف "بوغدانوف": "تجدر الإشارة إلى أن العدد الإجمالي للمقاتلين في الميليشيات الموالية لإيران يكاد يكون مساويا لجيش النظام السوري وربما حتى يتفوق عليه. وجود هذه الميليشيات يعقد قضايا السيادة السورية وحرية الحركة لدمشق. لكن على الأقل لبعض الوقت، ومن المرجح أن يؤدي فقدان سليماني إلى تعقيد قدرة إيران على التأثير على الأسد. في هذه الظروف، ربما يتعين على روسيا اتخاذ موقف أكثر استباقية من خلال ترسيخ نفسها كوسيط رئيسي في التسوية السورية وراعية للاتفاقات بين الأطراف المتحاربة".


فصل جديد في المواجهة


وقال رئيس تحرير المجلة العسكرية "أرسنال أوتيتشستفا" (الترسانة الوطنية) العقيد المتقاعد "فيكتور موكراخوفسكي" إن قرار "ترامب" بقتل "سليماني" يفتح فصلا جديدا في المواجهة بين إيران والولايات المتحدة. 


وأوضح قائلا: "تم قتل رجل دولة، وهو ممثل رسمي لبلده التي هي عضو في الأمم المتحدة والتي ليس للولايات المتحدة معها حالة حرب رسميا. لقد قُتل على أرض دولة ثالثة. هذا ليس صراعا سريا لأجهزة المخابرات. لقد التزمت الولايات المتحدة علانية بعمل انتقامي وتفخر بهذا الإنجاز. إنها تختبر ردة فعل المجتمع الدولي عامة والقيادة الإيرانية على وجه الخصوص. بعد الإخفاقات في فنزويلا وسوريا وفي المحادثات مع كوريا الشمالية، وبعد فقدان السيطرة على الوضع في أفغانستان والتنازل عن العراق للميليشيات الإيرانية، تحركت القيادة الأمريكية لرفع المجازفات".


وقال نائب مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات في موسكو "ماكسيم شيبوفالينكو": "ما فشلت الولايات المتحدة في فهمه -معرضة نفسها للخطر- هو حقيقة أن الجنرال سليماني لم يكن قائد حرب أو رئيس عصابة، بل كان رجلا يتمتع بالسيادة. سواء كرهته أم لا".


وأضاف "شيبوفالينكو": "الإيرانيون أذكياء بما فيه الكفاية لفهم أن الانتقام هو الطبق الذي يفضل تقديمه باردا".


وتقوم روسيا بحساب التداعيات المحتملة لكل من وجودها الإقليمي ومواجهتها مع الولايات المتحدة في النزاعات المستقبلية المحتملة.


وأشار "كوساتشيف"، لدى كتابته عن مقتل "سليماني"، إلى المواجهات الأمريكية على مر السنين مع زعماء أقوياء لدول مختلفة مثل "صدام حسين" في العراق، و"سلوبودان ميلوسوفيتش" الصربي، والأوكراني "فيكتور يانوكوفيتش"، والعقيد الليبي "معمر القذافي".


وقال: "هذا خطأ كبير ينبع من عادة أمريكية نموذجية تتمثل في شخصنة أي مشكلة. يجب إزالة صدام أو ميلوسوفيتش أو يانوكوفيتش القذافي ... وستستقر الأمور. لكن هذا هو منطق عرض مسرحي، وليس منطق السياسة. ذلك لا يعمل على المدى الطويل، وقد يرتد ضد مخرجي المسرحية".
المونيتور