2024-11-24 09:04 م

مأساة مسلمي "الإيغور".. تطهير عرقي أم ورقة في صراع "واشنطن - بكين"؟

2019-12-27
أغيثوا مسلمي الإيغور، الصين تقتل المسلمين، قاطعوا المنتجات الصينية.. حملة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، حتى أنها تصدرت منشورات المصريين على «تويتر» و«فيسبوك»، تضامنا مع ما يتعرض له المسلمون في إقليم شينجيانج، أو «تركستان الشرقية»، من انتهاكات واعتقال تعسفي، وأنهم يتعرضون للإبادة، وأرجع نشطاء آخرون، تحريك القضية في هذا التوقيت إلى الصراع الاقتصادي الدائر بين الولايات المتحدة والصين، وأنه لا علاقة له بمسألة حقوق الإنسان.
رئيس مؤسسة مصر السلام للتنمية وحقوق الإنسان أحمد فوقي، قال في تصريحات لـ«الوطن»، إن صرخات ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان لا تتوقف حول العالم، لكن المثير للريبة هو لماذا تتبنى الإدارة الأمريكية على وجه التحديد قضايا دون غيرها، وتفرض أجندة اهتماماتها على الساحة العالمية، مؤكدًا أنه بالنظر لصراع واشنطن وبكين، لا يمكن الجزم بحقيقة مسألة التطهير العرقي.

وأضاف أن بكين ترفض هذه الادعاءات في الوقت الذي تقدر فيه تقارير غربية أعداد مسلمي الإيغور المحتجزين في معسكرات إعادة التأهيل بنحو مليون مواطن، متسائلًا: لماذا لا يتم استهداف المسلمين في الصين إلا في هذه المنطقة؟ «الأمر يثير التساؤلات، مع الأخذ في الاعتبار ما يثار حول النزعة الانفصالية لسكان الإقليم».

وأشار إلى ضرورة التضامن مع الضحايا في كل مكان، مُشددًا على أهمية عدم خلط حقوق الإنسان بالسياسة الأمر الذي يفقدها مصداقيتها ويفرغ أي جهود لإنصاف الضحايا من مضمونها الحيادي الذي ينبغي أن يكون الأساس في التعاطي مع مثل هذه القضايا الحساسة.


من جانبها، أكدت الناشطة الحقوقية نهى المأمون، ضرورة وقف القمع الذي يتعرض له المسلمون في شينجيانج، والتفريق بين من يهددون الأمن العام وبين من يريدون العيش في سلام، معتبرة أنه لا يمكن لمليون شخص أن يكونوا قيد الاعتقال القسري: «الرقم مخيف، ولو كانوا جميعًا إرهابيين لما جرى احتجازهم بهذه السهولة».

وقالت «المأمون» في تصريحات لـ«الوطن»، إن على الأمم المتحدة زيارة الإقليم للوقوف على حقيقة الأمر، لأنها منظمة دولية ذات مصداقية، خاصة في الوقت الذي تتم فيه المتاجرة بقضية مسلمي الإيغور لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية للولايات المتحدة: «الأمم المتحدة ليست صاحبة مصلحة، ومجلس حقوق الإنسان التابع لها مهمته الأولى إنصاف الضحايا، ولا يبحث عن فوز سياسي أو انتصارات اقتصادية، لكن إن كان ما يجري هو تطهير عرقي، فيجب على الأسرة الدولية أن تضغط على الصين لوقفه».


حملة التدوين التي تبناها رواد مواقع التواصل الاجتماعي دفعت السفارة الصينية بالقاهرة للرد، داعية المصريين إلى عدم تصديق تلك التقارير، واعتبرت أن هذه الادعاءات لا تعدوا كونها «أكاذيب سخيفة تريد تشويه سياسة الصين في شينجيانج».

وقال السفير الصيني في القاهرة، لياو ليتشيانج، في بيان، إن الإجراءات التي تتخذها الصين خلال السنوات الأخيرة الغرض منها الحد من التطرف والإرهاب، وإن الذين يهاجمون تدابير الصين لمكافحة الإرهاب في شينجيانج يقفون على الجانب الآخر من المجتمع الدولي والأخلاق والضمير الإنساني والحضارة.

مسلمو الإيغور

وتعود أصول مسلمي الإيغور إلى الشعوب التركية، ويشكلون نحو 45 في المئة من سكان شينجيانج، في حين تبلغ نسبة الصينيين من عرقية الهان نحو 40 في المئة.

وفي أوائل القرن العشرين أعلن الإيغور لفترة وجيزة الاستقلال، ولكن المنطقة خضعت بالكامل لسيطرة الصين الشيوعية عام 1949. وتتمتع شينجيانج بالحكم الذاتي داخل الصين مثل إقليم التبت في جنوب البلاد.
الوطن المصرية