كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن التحاق مئات "المرتزقة السوادنيين" للقتال في صفوف اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضد حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليًا.
وذكرت الصحيفة أن موجة جديدة من المرتزقة القادمين من السودان يقاتلون في ليبيا، ما يعمق المخاوف من أن الصراع في الدولة الواقعة شمالي إفريقيا تحول إلى حرب دولية مستعصية قد تزعزع استقرار المنطقة أكثر.
وقال قادة لمجموعتين منفصلتين من المقاتلين السودانيين في ليبيا للصحيفة البريطانية، إنهم استقبلوا مئات المرتزقة الجدد في الأشهر الأخيرة.
ووفق الصحيفة، فإن كلا المجموعتين كانتا تقاتلان في صفوف القوات التي يقودها خليفة حفتر ضد الحكومة المعترف بها دوليًا، في طرابلس.
وقال أحد أولئك القادة، وهو متمركز في جنوبي ليبيا (لم تسمه): "العديد من الشبان (يأتون)... حتى أننا لا نملك القدرة على استيعاب هذه الأعداد الكبيرة".
وحول عدد السودانيين الذي يقاتلون في ليبيا، قال القادة للصحيفة نفسها، إن "هناك الآن 3 آلاف مرتزق سوداني على الأقل في ليبيا، وهذا العدد أكبر بكثير من تقديرات سابقة".
وقال قادة المرتزقة السودانيين إن موجة المقاتلين الجدد تضمنت العديد ممّن قاتل ضد نظام الرئيس المعزول عمر البشير.
كما كان بعض أكبر المجموعات السودانية في ليبيا قاتل ذات مرة في دارفور، المنطقة المضطربة غربي السودان، في سلسلة أعمال تمرد ضد الميليشيات والقوات التي أرسلها النظام القمعي في الخرطوم، بحسب الغارديان.
ووفق الصحيفة البريطانية، فإن جميع القادة الذين أجرت المقابلة معهم أعربوا عن أملهم في العودة إلى السودان للقتال ضد الحكومة الانتقالية الحالية التي جاءت بعد سقوط البشير.
وقال أحدهم: "أعرف أننا مرتزقة ولا نقاتل بشرف وكرامة... لكن هذا أمر مؤقت، سنعود لوطننا بعد انتهاء مهمتنا هنا".
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات السودانية.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قالت الأمم المتحدة إن تدخل مقاتلين من السودان في ليبيا يمثل تهديدًا مباشرًا لأمن البلاد.
وصرحت لجنة أممية من الخبراء في تقرير من 376 صفحة لمجلس الأمن بأن وجود السودانيين أصبح ملاحظًا أكثر في 2019، وقد يؤدي إلى عدم الاستقرار.
ومنذ 4 أبريل/نيسان الماضي، تشهد طرابلس، مقر حكومة الوفاق، وكذلك محيطها، معارك مسلحة بعد أن شنت قوات حفتر هجوما للسيطرة عليها وسط استنفار لقوات "الوفاق"، وسط تنديد دولي واسع، وفشل متكرر لحفتر، ومخاوف من تبدد آمال التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة. -