2024-11-25 01:30 ص

اليمين الإسرائيلي يحرض لانهاء حكم ملك الأردن

2019-12-22
إسرائيل خطط كبيرة من أجل الأردن، ولكن هذه الخطط لا تشمل الملك عبد الله. عدة مقالات لكتاب من اليمين ورجال دعاية للنظام، التي نشرت الأسبوع الماضي في الصحف (كارولين غليك في “إسرائيل اليوم”، آريه الداد في “معاريف”، موتي كارفل في “مكور ريشون”، وغيرهم).

لقد طرحت هذه المقالات مبررات متشابهة ونتائج متشابهة. هل كان هذا الأمر فجائياً؟ ربما. والأكثر احتمالاً هو أن الخيال المشبوه ينبع من تعليمات الجهة نفسها. كانت جميع المقالات موجهة لهدف واحد: تفجير اتفاق السلام مع الأردن. ويبدو أن ضم غور الأردن هو عملية تكتيكية استهدفت ضرب عصفورين بحجر واحد، العمل على ضم الضفة الغربية وإلغاء الاتفاق مع الأردن. والهدف الاستراتيجي هو إسقاط العائلة الهاشمية المالكة وتجسيد حلم أن الأردن هو فلسطين.

هذا الحلم يشارك فيه جميع اليمين في إسرائيل، سواء كان يميناً بيبياً أو كان يفضل بديل آخر مثل جدعون ساعر. وهذا بالطبع يشمل ساعر نفسه، المؤيد المتحمس لفكرة “الأردن هو فلسطين”. اليمين يمقت الملك عبد الله ويتحدث عنه وكأنه يتحدث عن عبد يحاول التحرر من العبودية، عربي وقح تجرأ على رفع رأسه.

وحسب اليمين، فإن الهاشميين توجوا ملوكاً بشكل مصطنع من قبل البريطانيين، وبناء على ذلك، فإن حكمهم أجنبي وغير شرعي. “أنا” اليمين العنصرية تثور وتغضب على شخص يثق بنفسه، هو الملك عبد الله. من يتجرأ على معارضة إسرائيل بضم الغور؟ فهي التي تمسكه من نقطة ضعفه. واستمرار حكمه يعتمد عليها وعلى أفضالها. وإذا تجرأ على فتح فمه حول الغور فإن إسرائيل ستغلق عنه صنبور المياه. والهدف هو إهانة عبد الله وإخراجه عن طوره إلى أن يؤجل أو يلغي اتفاق السلام. حينها يمكن العمل على إزاحته عن الحكم.

اليمين في إسرائيل يأمل حدوث ربيع أردني، وانتفاضة الأغلبية الفلسطينية في المملكة، وأن تمتلئ الشوارع بمظاهرات الاحتجاج إلى حين تنفيذ انقلاب في الحكم. وعندما سيتم طرد عبد الله بشكل مخجل وبعار ثم يسيطر الفلسطينيون على الأردن، وسيكون بالإمكان استكمال ضم الضفة الغربية وإقامة الكونفيدرالية بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية والأردن الفلسطيني. الفلسطينيون في الضفة الغربية سيحصلون على حقوق سياسية في الأردن بالطبع، وليس في إسرائيل. هذه هي الخطة. والملك عبد الله يشوش على هذه الخطة. واتفاق السلام مع الأردن يشوش أيضاً عليها. لذلك، سيتم إزاحتهما عن الطريق.

ثم إن الأردن أيضاً يزعج اليمين في الحرم. وثمة مقالات أخرى في صحف اليمين تتناول رغبة اليهود وحقهم في تغيير الوضع القائم في الحرم. إن طلب الحد الأدنى هو السماح لليهود بالوصول بحرية من أجل الصلاة في الحرم، وطلب الحد الأعلى هو هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل مكانه. الأوقاف الأردنية تزعجهم، فهي واثقة من نفسها ووقحة جداً. وهذا سبب آخر لإزاحة من يدعم الأوقاف من الطريق، وهو الملك عبد الله. وإلغاء اتفاق السلام الذي يعترف بمكانة ودور الأردن الخاصين في الحرم.

بهذا المعنى، فإن قرار الملك عبد الله عدم تجديد اتفاق تأجير أراضي الباقورة والغمر يخدم اليمين. وربما لم يعمل بنيامين نتنياهو بشكل خاص على تغييره. وقد يكون هذا هو السبب (إضافة إلى التوبيخ الذي تلقاه من نجله يئير) الذي جعل نتنياهو يعانق الحارس الإسرائيلي الذي قتل المواطنين الأردنيين. اليمين يريد تسخين القطاع المقابل للأردن، وملئه بالدم الشرير. هذا الاتفاق أيضاً يعتبر أحد بقايا فترة أوسلو الخيانية، عملية خيانة أخرى للخائن رابين. وإزاحة عبد الله هي المفتاح من ناحية اليمين من أجل ضم الضفة دون ضم ملايين الفلسطينيين الذين لا توجد لهم حقوق.

بقلم: روغل الفر

هآرتس 22/12/2019