نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريراً قالت فيه إنّ "حزب الله" أعاد نشر عناصر من وحدة "الكوماندوز" (الرضوان) على الحدود الجنوبية، محذرةً من أنّهم مسلحون بـ"عنصر المفاجأة".
وزعمت الصحيفة أنّ التغيير الأساسي الذي حصل خلال العام الفائت على الحدود الجنوبية يشمل "استعداد "حزب الله" العسكري" الجديد، قائلةً إنّ مقاتلي الحزب عادوا إلى جنوب لبنان، بعد مرور 5 سنوات على المشاركة في الحرب السورية.
وتابعت الصحيفة بالقول إنّ عناصر وحدة "الرضوان" عادوا للانتشار في مواقعهم الأساسية بمحاذاة الحدود مع فلسطين المحتلة، مشيرةً إلى أنّ بعض العناصر منتشرة بشكل قريب نسبياً من الحدود مع فلسطين المحتلة، في حين أنّ عناصر أخرى منتشرة جنوب الليطاني، بحسب ما كتبت.
وفيما تحدّثت الصحيفة عن الخبرة التي اكتسبها الحزب نتيجة قتاله في سوريا إلى جانب الحرس الثوري الإيراني والضباط الروس، قالت إنّ عودة الحزب جنوباً تمنحه ميزة إضافية: فمن شأن قرب عناصر "الرضوان" من الحدود أن يختصر نظرياً الوقت الذي يحتاج إليه الحزب لشن هجمات مفاجئة على إسرائيل، كأن يسيطر بصورة مفاجئة على مستوطنات أو مواقع تابعة للجيش الإسرائيلي على الحدود.
في هذا الصدد، قالت الصحيفة إنّ ضباط جيش الاحتلال والقيادة الشمالية يدركون هذا الخطر، مشيرةً إلى أنّه تم إجراء عدد من التغييرات في صفوف الدفاع والاستخبارات. الصحيفة التي ذكّرت بعملية "حزب الله" في أفيفيم وباستهدافه مسيرة إسرائيلية بصاروخ أواخر شهر تشرين الأول الفائت، قالت إنّ الاستخبارات الإسرائيلية تفترض أنّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لا يبدي اهتماماً حالياً لشن حرب، على حدّ ما كتبت.
وفي تحليلها، قالت الصحيفة إنّ التوترات على طول الحدود ترتبط بانعدام الاستقرار الإقليمي، معتبرةً أنّ القيادة الإيرانية ترزح إلى جانب حلفاءها تحت ضغوط شديدة نتيجة الاحتجاجات في العراق ولبنان وإيران.
وقالت الصحيفة إنّ الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية حدّثت تقييمها وباتت تعتقد أنّ خطر اندلاع حرب زاد في السنة الفائتة، مشيرةً إلى أنّ الجيش الإسرائيلي "يرصد رغبة إيران و"حزب الله" في تحدي إسرائيل بحادثة محدودة لا يُراد منها التصعيد حتى تبلغ مبلغ حرب واسعة".
توازياً، تناولت الصحيفة مشروع صواريخ "حزب الله" المزعوم الذي يمثّل مصدراً آخر للخطر على حدّ تعبيرها، لافتةً إلى أنّ إيران لم تتخلَّ عن هذا النشاط، على الرغم من الغارات التي استهدفت شحنات "حزب الله" المزعومة. ولذلك، توقعت الصحيفة حصول "صدام مع إسرائيل على خلفية خطوط إنتاج جديدة في لبنان، عاجلاً أم آجلاً".
في السياق نفسه، قالت الصحيفة إنّ "حرية إسرائيل في التحرك شمالاً" تقيّدت "نوعاً ما"، فبعدما هدأت الحرب في سوريا، زاد الاحتكاك بمصالح دول أخرى. وتابعت الصحيفة بالقول إنّ روسيا تخشى على جنودها من خطر الهجمات الإسرائيلية في سوريا، مضيفةً بأنّ إيران تسعى إلى إرساء معادلة رد جديدة على كل ضربة إسرائيلية، وبأنّ دمشق عازمة على الرد على كل عملية قصف تطال الأراضي السورية.
"لبنان 24"