2024-11-24 08:29 م

الكوليسترول: متى نهتم بفحص معدلاته في أجسامنا؟

2019-12-06
يحتاج جسم الانسان لبعض المواد المهمة لصنع الخلايا او فرز انزيمات معينة او لتعمل على توازن الدم، ومن أهم هذه المواد هي مادة الكولسترول فهي بمثابة الوقود والطاقة للجسم، لكن ارتفاع نسبة الكوليسترول خطير جداً ويجب المحافظة على توازنه من مسببات الكوليسترول إما زيادة الوزن أو أكل البيض وتناول الغذاء المشبع بالدهون والتدخين وشرب الخمور.

إن الكثير من الكوليسترول في الدم يمكن أن يؤدي لتكون مواد دهنية على جدران الأوعية الدموية، ويؤثر على تدفق الدم إلى القلب والمخ وبقية أجهزة الجسم، وبمرور الوقت يمكن للشرايين أن تتلف فيصاب الإنسان بآلام القلب، التي تدعى الذبحة الصدرية أو أزمة قلبية، وانخفضت معدلات الوفيات بسبب أمراض القلب، لكن بمعدلات أسرع بين كبار السن أكثر من صغار السن، ويبدو أن حالات انتشار المرض تتزايد، وتؤدي كل عشر سنوات من ارتفاع نسبة الكوليسترول إلى زيادة احتمال الاصابة بأمراض القلب بـ 39 في المئة، وتمثل امراض القلب والاوعية الدموية السبب الاول للوفيات في العالم مع 18 مليون وفاة سنويا بحسب منظمة الصحة العالمية.

كل عقد يحدث فيه ارتفاع متوسط في معدلات الكوليسترول في المرحلة العمرية بين 35 و55 عاما، يزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب 40 في المئة، هذا ما حذرتبه دراسة طبية أمريكية من أن الارتفاع في نسبة الكوليسترول في فترة منتصف العمر، حتى لو كان طفيفا، يزيد بصورة واضحة من خطر الإصابة بأمراض القلب.

اما فيما يتعلق بالعلاجات خطا فريق باحثين الخطوة الأولى نحو علاج أمراض القلب باستخدام جسيمات مجهرية تعمل على إعادة فتح الشرايين المسدودة، وطور الباحثون نسخة صناعية من جزيء الكوليسترول المفيد المعروف باسم HDL الغني بالبروتين الشحمي الكثيف، والذي يستخدم في علاج أمراض القلب، في حين الكوليسترول المفيد، فيعمل على إزالة الكوليسترول الضار ونقله إلى الكبد حيث يتخلص منه الجسم.

وتعتمد طريقة العلاج الجديدة على إزالة الرواسب الموجودة على جدران الشرايين باستخدام جسيمات صناعية دقيق، يرى بعض المتخصصين إنه مازال يعول على العلاجات المستقبلية للكوليسترول الجيد، وهو يختبر ما إذا كان من الأفضل عمل كوليسترول صناعي في المعمل وحقنه مباشرة في حالات خطرة لمرضى القلب لتخفيف آثار انسداد الشرايين. مشيرا إلى أنه يدرس مع شركات فرنسية عدة طرق بهذا الشأن.

الى ذلك فإن تناول الأفوكادو وزيت الزيتون والسمك والمكسرات يزيد من مستويات الكوليسترول "الحميد"، وقد توصلت دراسة جديدة إلى أن بعض الأشخاص ممن لديهم مستويات عالية من الكوليسترول الذي يفترض أنه الحميد هم الفئة الأشد عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب.

وتحدث اضطرابات في مجرى الدم بين الكوليسترول "السيء" الذي يتخلص من المادة الدهنية في الشرايين والكوليسترول "الحميد" الذي يحملها في الدم، وعلى الرغم من أن الباحثين تشككوا في أهمية زيادة مستويات كوليسترول البروتين الدهني مرتفع الكثافة، فهم يصرون على أنه مازال يعد أداة جيدة للتنبؤ بخطر الإصابة بالأزمات القلبية.

ونصح باحثون بضرورة قياس مستوى الكوليسترول في الدم عند بلوغنا منتصف العشرينيات حتى يسهل التنبؤ بأمراض القلب الخطيرة، وبحسب دراسة حديثة، فإن البيانات المتعلقة بمستوى الكوليسترول في الدم قد تكون مفيدة في تقدير احتمال الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية طوال الحياة.

وتعد الدراسة، التي نشرت في دورية لانسيت الطبية، هي الأكثر شمولية حتى الآن، إذ درست المخاطر الصحية طوال الحياة بسبب وجود الكوليسترول "الضار" على مدار عقود، ويضيف الباحثون أن من يكتشف ارتفاع نسبة الكوليسترول مبكرا يمكنه اتخاذ إجراءات لتخفيض نسبته في الدم من خلال نظام حمية غذائي أو تناول أدوية، وهو أمر أفضل من التأخير في التعامل معه.

الكوليسترول هو مواد دهنية موجودة في بعض الأطعمة، وينتجها الكبد أيضا، ويحتاج الإنسان إلى الكوليسترول لإنتاج هرمونات مثل الاستروجين والتستوستيرون، وكذلك فيتامين (د)، والكوليسترول نوعان: بروتين دهني عالي الكثافة (HDL) وهو "جيد" لأنه يساعد الجسم على البقاء بصحة جيدة، بروتين دهني منخفض الكثافة (LDL)وهو "سيئ" لأنه يمكن أن يسد الشرايين ويعوق الدورة الدموية.

ما الذي توصل إليه الباحثون؟، عمل الباحثون على تحليل بيانات حوالي 400 ألف شخص من 19 دولة، وتوصلوا إلى وجود رابط قوي بين مستويات الكوليسترول السيء وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بداية من سن البلوغ المبكر وعلى مدار 40 عاما تالية أو يزيد، كما تمكنوا من تقدير احتمال حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاما، وفقا للجنس (ذكر /أنثى) ومستوى الكوليسترول السيء وعوامل العمر والمخاطر الأخرى مثل التدخين والسكري والطول والوزن وضغط الدم.

وقال البروفيسور ستيفان بلانكنبرغ، الذي شارك في الإشراف على الدراسة وهو من مركز القلب الجامعي في هامبورغ: "نسبة المخاطرة المستخدمة حاليا لتحديد ما إذا كان ينبغي أن يحصل الفرد على علاج يخفض نسبة الدهون، يمكنها فقط تقييم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على مدار 10 أعوام. ولذلك فهي قد تقلل من حجم المخاطر التي تهدد الإنسان على المدى الطويل، وخاصة في الشباب "، ويتناول ما يصل إلى ثمانية ملايين شخص في بريطانيا عقاقير الاستاتين، التي تخفض مستويات الكوليسترول السيء في الدم، وتشير التقديرات إلى أن شخصا واحدا من بين كل 50 شخصا يتناول الدواء لمدة خمس سنوات، يمكنه تجنب الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية نتيجة لذلك، ويمكن لنمط حياة نشط (رياضي) واتباع نظام غذائي صحي أن يقلل من الكوليسترول.

هل ينصح بتناول عقاقير ستاتين في الثلاثينيات من العمر؟، ليس بالضرورة تناول هذه العقاقير. ولم ينصح الباحثون أي شخص بالغ لديه مستويات عالية من الكوليسترول في الدم بتناول تلك الأدوية، وقال البروفيسور بلانكنبرغ لبي بي سي نيوز: "أوصي بشدة أن يعرف الشباب مستويات الكوليسترول في الدم واتخاذ قرار مستنير بشأن النتيجة، وقد يشمل ذلك تناول عقار ستاتين"، لكنه أضاف أن هناك خطرا من أن يعتمد الناس على عقاقير الستاتين بدلا من أن يعيشوا نمطا صحيا في الحياة، مشيرا إلى أنه لم يتم إجراء دراسات حول الآثار الجانبية المحتملة لتناولها على مدار عقود.

وقال المدير الطبي لمؤسسة القلب البريطانية البروفيسور سير نيلش ساماني: "هذه الدراسة الكبيرة تؤكد مرة أخرى على دور الكوليسترول كعامل خطر رئيسي قد يتسبب في نوبات قلبية أو سكتة دماغية"، وأضاف: "يُظهر أيضا أنه بالنسبة لبعض الأشخاص، فإن اتخاذ تدابير في مرحلة مبكرة لتخفيض نسبة الكوليسترول في الدم، عن طريق تناول عقاقير مثلا، قد يكون مفيد جدا في تقليل مخاطر الإصابة بمرض من هذه الأمراض على المدى الطويل".

الكوليستيرول الوراثي والازمات القلبية المبكرة

اظهرت دراسة نشرت في الولايات المتحدة ان تشخيص الاصابة بالكوليستيرول الوراثي على نطاق واسع قد يجنب وقوع 600 حالة إحتشاء في عضلة القلب عند الاشخاص دون سن الاربعين في انكلترا وويلز.

ففرط كوليستيرول الدم العائلي هو اضطراب جيني يمتاز بمستوى مرتفع من الكولستيرول السيء (ال دي ال) ويشكل السبب الوراثي الرئيسي للامراضي القلبية-الوعائية.

ومن دون علاج وقائي لدى الشباب الذين يحملون هذا التحول الجيني، يزداد لدى هؤلاء لاشخاص احتمال الاصابة بازمة قلبية عشر مرات مقارنة بافراد الفئة العمرية نفسها الذين لا يحملون هذا التغير الجيني على ما خلص معدو هذه الدراسة التي نشرت في الموقع الالكتروني للمجلة الطبية الاميركية "نيو انغلاند جورنال اوف مديسين.

ويحمل طفل من كل 270 طفلا هذا التحول الجيني المسبب للكوليستيرول الوراثي اي ضعف تقريبا ما كان عليه المعدل سابقا (واحد على كل 500 طفل) على ما اكد الباحثون في معهد ولسون للطب الوقائي في جامعة كوين ماري في لندن. بحسب فرانس برس.

ونظرا الى الطبيعة الوراثية لهذه المشكلة لا بد ان يكون احد الوالدين مصابا بها. واوضح الباحثون ان الامر يسمح تاليا بتشخيص الاصابة لدى جيلين في الوقت عينه، وقال الاستاذ الجامعي ديفيد والد من جامعة كوين ماري والمشرف الرئيسي على هذه الابحاث ان "هذه الدراسة تظهر منافع تشخيص الاصابة لدى الطفل والاهل على نطاق واسع وهي المقاربة الوحيدة التي توفر امكانية ان تشمل الفحوصات كل السكان وتحديد من يتعرض منهم لخطر مرتفع للاصابة بازمة قلبية في سن مبكرة"، وتقوم المرحلة المقبلة على دراسة السلطات الصحية البريطانية لامكانية توفير فحص التشخيص لكل الاطفال خلال حصولهم على لقاح بين عمر السنة والسنتين على ما اضاف.

واجريت الدراسة في 92 مركزا طبيا في انكلترا وويلز تم خلالها فحص 1059 طفلا لقياس مستوى الكوليستيرول في دمهم ومعرفة ما اذا كانوا يحملون هذا التحول الجيني، وعندما رصد التحول الجيني لدى طفل تم الاتصال بوالديه للخضوع لفحوصات ايضا، وفي اطار هذه الدراسة رصد هذا التحول الجيني على شخص من كل 125 شخصا كان يواجه احتمالا كبيرا للاصابة باحتشاء في عضلة القلب.

الأزمات القلبية والسكري في الأسرة

كشفت دراسة طبية هولندية عن أن الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالأزمات القلبية والنوع الثاني من داء السكري تزيد لديهم فرص ارتفاع نسب الكولسترول عن غيرهم من الأطفال، قالت نينا بيرينتزن الباحثة بالمعهد الوطني للصحة العامة والبيئة في بلتهوفن ومركز أوترخت الطبي الجامعي "احتشاء عضلة القلب بين أفراد الأسرة مرتبط بالكولسترول لدى الأطفال بينما يرتبط السكري في الأسرة بمحيط الخصر لدى الأطفال والكولسترول وإتش.بي.إيه.1سي (وهو قياس لمتوسط مستويات السكر في الدم). بحسب رويترز.

وقالت لرويترز في رسالة بالبريد الالكتروني "الشيء المهم هو أن التاريخ الطبي لدى كل أسرة على حدة مرتبط بمستويات مرتفعة من الكولسترول لدى الأطفال وهو ما يدل على أن التاريخ الطبي للمرضين قد يسهم في مخاطر إصابة بالسكري وأمراض القلب عبر مسارات مختلفة"، واستعان الباحثون ببيانات عن أكثر من 1300 طفل في هولندا وجميعهم يبلغون 12 عاما، وقدم الآباء بيانات عن تاريخهم وتاريخ آبائهم الطبي المرتبط بالأمراض القلبية ومنها الأزمات والسكتات الدماغية علاوة على النوع الثاني من السكري.

بعد النوبات القلبية