2024-11-27 05:44 م

هل يستعد الأردن لمرحلة "البديل السيء" في المنطقة؟

2019-11-24
هل بات فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفترة رئاسية ثانية محتملًا بنسبة كبيرة، مما يشكل هاجسا مقلقا في المنطقة العربية وباقي العالم؟


الأوضاع في صفوف الحزب الديمقراطي "مفكفكة" والحزب غارق في الصراعات، بينما في المقابل تبدو صفوف حزب ترامب "الجمهوري" موحدة بشكل كبير.


الحزب الديمقراطي يحظى بدعم القوى الليبرالية واليسار، بينما يقف خلف ترامب البيض والإنجيليون المسيحيون المنظمون جيدًا والمتعصبون.


وتبدو حالة الانتعاش الاقتصادي التي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات الأخيرة عامل قوة لصالح ترامب.


لذلك من غير المستبعد أن يعود ترامب إلى البيت الأبيض، وعلى العالم أن يهيء نفسه لمثل هذا الصداع والمزاجية والسيناريو البائس جدا.


ترامب بفضل تدليله وإفساده لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قضى على أي أمل بوجود دولة فلسطينية مستقلة، فهو شطب حق العودة وخنق وكالة "أونروا" واعترف بالقدس "عاصمة لإسرائيل"، واعترف بالجولان السوري بوصفها جزءا من "إسرائيل"، وأكسبت حكومته المستوطنات الإسرائيلية صفة "شرعية"، وقريبا سيضم الاحتلال غور الأردن بالكامل.


فيما تخنق المستوطنات جميع المدن والقرى الفلسطينية، وتقطع الترابط الجغرافي بينها، كما حول آلاف المستوطنين الذين يمارسون العربدة والزعرنة، حياة الفلسطينيين اليومية إلى معاناة وجحيم يومي.


الملك عبدالله الثاني حين تحدث في جلسة حوارية، نظمها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وأدارها المدير التنفيذي للمعهد روبرت ساتلوف، كان يحاول إحياء فكرة "حل الدولتين"، محذرا مما اسماه الملك "بديل ذلك سيء لنا جميعا".


واصفًا البديل بـ"إسرائيل ملتفتة إلى الداخل، الأمر الذي لا نملك ترف القبول به، ومن بعدها سنواجه تحدي المساواة في الحقوق، وهو أمر ليس بالإمكان أن نتعامل معه"، بحسب تصريحات الملك.


والمقصود هنا ما تطرحه جهات كثيرة في الولايات المتحدة وحتى في دولة الاحتلال حول دولة يهودية واحدة بقوميتين غير متساويتين بالطبع، دون أن يتمتع فيها الفلسطينيون بصفة "المواطنة الكاملة"، وأن تبقى المستوطنات في مكانها دون مس، أو أن يبقى الوضع على ما هو عليه لسنوات قادمة.


ورغم أن الملك لم يبد حماسة في رده على سؤال حول ما إذا كان "حل الدولتين" ما زال قائما، إلا أن الملك تساءل ردا على السؤال: "هل وصلنا إلى نقطة اللاعودة؟ وما هو البديل؟".


الملك لا يزال يرى أن ثمة "فرصة أخيرة"؛ لأنه مع "مرور كل عام يزداد الأمر تعقيدا، وتزداد الأمور صعوبة على الفلسطينيين والإسرائيليين للمضي قدمًا معًا"، بحسب تصريحات الملك.


ملمحا الملك إلى أنه "إذا لم نقم بحل القضية الفلسطينية، لن نصل إلى الدمج الكامل الذي نصبو إليه، ونستحقه في منطقتنا". أي إن فرصة "إسرائيل" الوحيدة وربما الأخيرة في أن تكون جزءا من الشرق الأوسط هو بقبول "حل الدولتين".


لكن على أرض الواقع حل الدولتين يبدو غير مطروح إسرائيليا على الأقل، وفي حال عودة ترامب إلى البيت البيض من جديد لن يجري الحديث عن الموضوع نهائيا.


كما أن حالة الضعف والتشرذم العربي، والاندفاع المحموم للتطبيع العربي مع الاحتلال دون ثمن سياسي أو أخلاقي وضعت الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني في مهب الرياح الإسرائيلية العاتية.


هل يهيء الأردن نفسه لمرحلة ما بعد موت "حل الدولتين"، ولمرحلة من السقوط العربي في التطبيع وبناء علاقات طبيعية مع دولة الاحتلال دون شروط أو قيود؟


يبدو أن الأردن والملك ومن خلفهم الفلسطينيون في انتظار ما قال عنه الملك "البديل السيء"، بديل بلا حق عودة أو دولة أو أية حقوق، مرحلة جديدة من الصراع، ربما أكثر دموية!
الاردن 24 -   كتب علي سعادة