2024-11-28 01:38 ص

اميركا حققت ارباحا طائلة من ابتزازها لعشرات البلدان

2019-11-20
في شكل جديد ومختلف لاحتلالها، تمكنت واشنطن من تحقيق أرباح طائلة من خلال قواعدها، المخفية والمعلنة، المنتشرة في عشرات البلدان التي بدأت بابتزازها بحجة وجودها العسكري وحمايتها، ومنها السعودية التي قدم نظامها لها الولاء والطاعة ودفع لها أتاوات لتنفيذ اعتداءاتها على دول المنطقة، وخاصة سورية.
وذكرت وكالة «سانا» للأنباء، أن تلك القواعد، باتت تشكل وجهاً آخر مختلفاً وغريباً للاحتلال الأميركي، حيث تمكنت واشنطن عبرها من التدخل بشكل غير مباشر وتحقيق أرباح طائلة من جهة أخرى بحصولها على أموال مقابل وجودها العسكري وما بدأ على شكل أتاوات تدفعها هذه الدول للقوات الأميركية، تحوّل في زمن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى مصدر ربح، ما دفعه إلى طلب المزيد من بلدان كثيرة أبرزها اليابان وكوريا الجنوبية والسعودية.
ووفقاً للوكالة، فإن ترامب بدأ باستغلال القواعد العسكرية الأميركية التي تنتشر كأذرع الأخطبوط في عشرات الدول بحجة المساعدة في عمليات الأمن لاستجرار مزيد من الأموال، فطالب مؤخراً دولاً عدة بما فيها اليابان بزيادة المبالغ، التي تدفعها عادة للقوات الأميركية المتمركزة هناك، أربعة أضعاف ما تدفعه حالياً، في الوقت الذي يتصاعد فيه الغضب الشعبي بين اليابانيين إزاء وجود الجنود الأميركيين في بلدهم نظراً لارتفاع معدل الجرائم وحوادث العنف المرتبطة بهم بشكل مباشر.
مجلة «فورين بوليسي» الأميركية من جانبها، كشفت أن واشنطن طالبت طوكيو بزيادة المبالغ التي تدفعها سنوياً للقوات الأميركية في اليابان ويقدر عديدها بنحو540 ألف عسكري أميركي من نحو مليارين إلى نحو ثمانية مليارات دولار، فيما يواجه حلفاء كثيرون لأميركا ضغوطاً من واشنطن بشأن الإنفاق الدفاعي، حيث أصر ترامب مؤخراً على أن تدفع كوريا الجنوبية نفقات أكبر مقابل الوجود العسكري الأميركي على أراضيها، كما لم يوفر فرصة لاستجرار الأموال من النظام السعودي مقابل ما اعتبره «حماية تقدمها الولايات المتحدة للسعودية».
وتندرج الذرائع التي تقدمها أميركا لنشر قواتها في أنحاء العالم، في إطار تهديدات أمنية تفبركها واشنطن بذاتها كما هي الحال في شبه الجزيرة الكورية، حيث دأبت الإدارات الأميركية المتعاقبة على اتباع سياسات عدائية ضد كوريا الديمقراطية، ترافقت مع حملات إعلامية مكثفة صورت بيونغ يانغ على أنها مصدر تهديد للدول الآسيوية المجاورة بما فيها اليابان وكوريا الجنوبية ما جعل للقوات الأميركية موطئ قدم في تلك المنطقة.
وعلى نحو مواز، قامت وسائل الإعلام الغربية المسيسة بتصوير روسيا على أنها مصدر تهديد لتتذرع واشنطن أيضاً بهذه الحجة وتوسع انتشارها العسكري في إطار حلف شمال الأطلسي «ناتو»» في شرق أوروبا بمتاخمة الحدود الروسية.
ورغم أن هذه التهديدات غير موجودة أصلاً، إلا أن أميركا تمكنت بحجتها من امتلاك 95 بالمئة من القواعد العسكرية في أنحاء العالم وتنشر قواتها في أكثر من 160 دولة فيما تخفي وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» مئات المواقع العسكرية الأخرى.
أما بالنسبة للنظام السعودي، فالوضع مختلف كثيراً، إذ إن النظام الاستبدادي الذي يعد الداعم الرئيس والمصدر الأول للإرهاب في العالم، يقدم مبالغ طائلة لأميركا مقابل صفقات سلاح يبرمها معها لاستمرار بقائه، في الوقت الذي تغض فيه واشنطن الطرف عما يرتكبه هذا النظام من جرائم وانتهاكات سواء بحق شعبه أو في البلدان المجاورة مقابل الأموال والنفط.
وقالت «سانا»: إن فروض الولاء والطاعة التي يقدمها النظام السعودي للولايات المتحدة ومن ورائها كيان الاحتلال «الإسرائيلي»، تتجلى في تحويل السعودية إلى أهم المراكز الأميركية في المنطقة التي تستخدمها واشنطن في تنفيذ اعتداءاتها على دول الجوار بأموال سعودية وخليجية ملطخة بدماء الأبرياء سواء في سورية أو العراق أو ليبيا والقائمة تطول.أميركا حققت أرباحاً طائلة بابتزاز دول تنشر قواعدها فيها.