2024-11-27 09:45 م

أسد عفرين الأثري يختفي.. تركيا تسرق أثار سوريا

2019-11-20
إعداد: نورهات حسن

أسد عفرين الأثري، تمثالٌ وقطعةٌ أثرية نادرة اختفت اليوم من سوريا بعد قصف تل “عيندارا” الأثري بالطائرات أُثناء الهجمات على عفرين من قبل الجيش التركي.

 اختفى تمثال الأسد المعروف المتواجد في المنطقة، وانتشر يوم اختفائه تسجيل مصور نشرته ما تسمى “الجبهة الوطنية للتحرير” أثناء تدريبات لهم على التل لم يظهر فيه التمثال.

منذ سيطرتها على عفرين تتالت المعلومات والوثائق حول سرقة تركيا والفصائل التابعة لها لآثار عفرين ووضعها في متاحف تركيا، فبعد التنقيب في موقع نبي هوري أو “سيروس“، على ما يبدو إنه تمت سرقة الأسد الأثري.
وكانت فضائية روسيا قد نشرت تقريراً عن التنقيب في آثار نبي هوري المصنفة على قائمة اليونيسكو لأهم المواقع الأثرية في سوريا وسرقتها وعنوانه هو: دعوات لإنقاذها.. ما سر “لوحات النبي هوري”.. وهل بيعت خارج سوريا؟

تاريخ تل عيندارا

بالرجوع إلى تاريخ التل تظهر لنا الحضارات والعصور التي مرت على هذه المنطقة، هنا نستعرض لكم أجزاءً من بحث قامت به مديرية الآثار التابعة للإدارة الذاتية:

“من أهم التلال الاثرية وأكبرها في عفرين ويبعد عن مركز مدينة عفرين حوالي  8 كم جنوباً، وجرى فيه البحث والتنقيب الذي كشف عن استيطان غارق في القدم، يمتد من عصر النيوليت إلى العصور الوسطى بحسب المسح الذي قام به فريقٌ أمريكي بإشراف “إليزبيت ستون” و”بول زيمانسكي” وتم التنقيب في الأكروبول منذ 1956 واكتسب الموقع شهرته من المعبد المؤثر الذي يعود بأقدم مراحله الى نهاية عصر البرونز بداية الحديد حوالي 1250 ق.م ويعتبر المعبد الشهير عالمياً من الآثار النادرة للحثيين وكثيراً ما يتم مقارنته بهيكل سليمان من حيث المخطط والجمالية والرهبة ويحوي على زخارف.

معلومات عن تمثال الأسد بحسب بحث مديرية الآثار

طول منحوتة الأسد البازلتي المكتشفة عام 1956 هو (3.30)م، والمادة المستخدمة مطابقة تماماً بين المنحوتة المكتشفة قديماً والمنحوتة الحديثة، أما  النقوش في الأجزاء الظاهرة من الأسد المكتشف في فترة الاحتلال وأسلوب النحت مطابق تماماً مع منحوتة الأسد المكتشفة عام 1956.
الجزء العلوي أعلى الظهر يوحي بإمكانية دمج المنحوتة في مدخل إحدى المنشآت المعمارية إذ كانت وظيفة هذا النوع من المنحوتات حراسة الأبواب في المنشآت ذات الأهمية الخاصة وتأتي النقوش عادة على طرف واحد والطرف الأخر يكون خالي من النقوش.

قصف التلة

شنت تركيا مع فصائل تابعة لها هجوماً على منطقة عفرين شمال سوريا في الـ 20 من كانون الثاني من عام 2018، مستخدمين الطائرات والدبابات والمدافع، حيث دمرت تركيا الحجر والشجر والبشر في قصفها على عفرين.

وفي الأول من شهر شباط عام 2018 قصفت الطائرات التركية تل عيندارا الأثري المصنف على قائمة اليونيسكو لأهم المواقع الأثرية في سوريا، وحينها كان مراسلنا متواجداً في عفرين وشهد قصف التلة بعينه. القصف دمر المعبد المتواجد على التلة بشكل كامل ما أدى لاندثار قطع أثرية مهمة مثل آثار الأقدام الضخمة عليه.

اختفاء الأسد!

أثناء تدريبات لما يسمى “الجبهة الوطنية للتحرير “على تل عيندارا الأثري، لم يظهر الأسد في مكانه، على ما يبدو إن تركيا سرقت الأسد أيضاً.

وعن عدم تواجد الأسد في مكانه أرسل مراسل الاتحاد برس التسجيل إلى أحد أهالي قرية عيندارا، والشخص بدوره ثبت مكان الأسد وأكد بأنه ليس بمكانه، وقال الشخص “أنا أعرف بأن الأسد تمت سرقتها بعد احتلال عفرين بعدة أشهر”.

بالنظر لحصول تدريبات عسكرية على تلة أثرية مهمة وهو انتهاك بحد ذاته ، يظهر بأن تركيا وفصائلها تعبث بالآثار المتواجدة في عفرين، ويرى مراقبون بأن ذلك يخدم تدمير حضارة عفرين. ويشار إلى أن الفصائل التابعة لتركيا جعلت من الموقع الأثري مقراً لعناصرها ومكاناً لتدريباتها يطلقون في الرصاص على آثار تاريخية يعود عمرها لآلاف السنين.

تركيا وفصائلها أجروا عمليات نبش وتنقيب في موقع مارمارون الأثري في قرية براد بجبل ليلون ودمروا الكنيسة المتواجدة بجانب الموقع بشكل كامل، وذلك بحسب مصدر من القرية.

عضو مديرية الآثار في عفرين “صلاح الدين سينو” قال بأنهم لم يحصلوا حتى الآن على وثائق حول إن كان تمثال الأسد قد تمت سرقته أم لا وأضاف “هناك أشخاص قالوا لنا بأن تمت سرقة تمثال الأسد وهذا ليس ببعيد عن الدولة التركية والفصائل التابعة له، هم يحاولون دفن حضارة عفرين ونهبها ونقلها لتركيا”.