الادارة الأمريكية استكملت طرح بنود صفقة القرن، وتنتظر تسويقها وتمريرها بأيد عربية، تعهدت بأن تتولى هذه المهمة وهذا الدور، وحلم دولتين لشعبين تبدد نهائيا، ولم يبق الا في مخيلة واهمين لا يتعدون اصابع اليد الواحدة، ما هو مرسوم هو مجرد (حكم اداري) وليسمه الحالمون ما يريدون.
دونالد ترامب أنهى عملية طرح الشق السياسي من صفقة القرن، واسرائيل على الارض تقوم برسم حدودها من جانب واحد، وستمضي قدما في ضم مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية، بعد أن أعدت الأرضية اللازمة لذلك، من انجاز مشاريع ربط المحافظات الفلسطينية (مواصلاتيا) وليس جغرافيا، والقيادة الفلسطينية أمام تساؤل واضح بحجم الوطن الذي تتعرض أراضيه للاغتصاب والضم والتهويد، هذا التساؤل: ماذا هي فاعلة لمواجهة هذا التحدي الكبير، وهي تدرك عجز المجتمع الدولي، وخضوع الانظمة العربية، وبعضها مرتد مشارك في مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية؟!
هناك تيه وضياع في الساحة الفلسطينية وجدرانها مليئة بالثغرات وخيوط الامتداد والاختراق وتشتت الولاء، وتصدع البيت، المليء بالمظالم والتجاوزات المتزايدة، والانقسام يتعمق، وباتت الوحدة الوطنية بعيدة المنال، والمنافع والمصالح الذاتية والشخصية سيد الموقف والمشاريع متباينة، لا تلاقي على المدى المنظور، والعواصف لم تهز الضمائر والمطبخ ما يزال بنفس (العدة والأدوات) فماذا بعد؟!
ما يتعرض له الفلسطينيون من حروب شرسة ماكرة بأشكال وأدوات مختلفة بحاجة الى قرارات صائبة شجاعة، وفي يد القيادة ورقة رابحة واحدة يمكن استخدامها، بل حان وقت اخراجها.. فقط تهيئة مناخ وأجواء وتربة متمثلة بانجاز المصالحة، ومن ثم يكون استخدام الورقة أكثر ربحا، انه وقف التنسيق الامني، ورقة هددنا باستخدامها، وأعلنا مرارا عن ذلك، وهذا لم يحصل حتى الان.
استخدام الورقة الرابحة، تتطلب اصرارا وشجاعة، فهل تقوم القيادة بهذه المهمة، الان وقبل فوات الاوان، انها الحرب الظالمة، وليخرج الجميع من دائرة الوهم والانتظار والتمنيات وقصر نظر دوائر التشاور.
وما عدا ذلك.. مجرد هراء، وفذلكة، وتغييب وتضليل واستغباء!!