2024-11-27 03:00 م

الحراك اللبناني في خطر.. والسعودية تسعى لسرقته عبر أدواتها

2019-11-17
القدس/المنـار/ خروج اللبنانيين الى الشوارع والميادين حق طبيعي، والمطالب المطروحة عادلة وملاحقة الفاسدين وسارقي أموالها واجب وطني، وهذا الحراك المستمر منذ أسابيع ثلاثة دوافعه سليمة، وأهدافه لا غبار عليها.. فالازمة المالية خلنقة والوضع المعيشي بالغ الصعوبة، ولم يجد اللبنانيون أمامهم الى النزول للشارع، لعل الأمور في لبنان تستقيم والاداء يتحسن، وتتقزم أو تنهار الممالك والاقطاعيات داخل لبنان، وعدم حصر المهام والوظائف والمناصب وأوراق القوة بالوراثة والتبعية.
لكن، المقلق في مثل هذه الحال، هو أن هناك أطرافا بدأت محاولات سرقة هذا الحراك لأسباب وأهداف بعيدة كل البعد عما يطرحه أصحاب الحراك الجوعى والمتألمين، هذه الاطراف تخدم أجندات أجنبية مشبوهة، وهي ارتضت أن تكون أدوات ضالة ومأجورة لقوى معادية للبنان وشعبها على حساب وحقوق هذا الشعب، الذي انتظر طويلا وهو يلمس سرقة المال العام وانتشار الفساد دون حسيب أو رقيب، ولم يعد يكترث أو يأبه للمعادلات التي ترسم خطوط الحكم ومساراته في هذه الدولة، لذلك، اصوات المحتجين تنادي بتحطيم الطائفية والمذهبية، والتسلط والنهب وكافة أشكال الفساد، وترفض التدخل الاجنبي ايا كان لونه أو شكله في الساحة اللبنانية.
في الايام الاخيرة كان واضحا محاولات سرقة الحراك، فالاعلام الغربي والخليجي من خلال خطابه وتغطيته للاحداث شريك في سرقة الحراك، والدمى في لبنان، تصر على معاداة شعبها، أمثال سمير جعجع ووليد جنبلاط وآل الجميل، هؤلاء ينفذون مهام قذرة ضد اللبنانيين بتمويل سعودي اماراتي، وبتنسيق مع امريكا واسرائيل، وخطف الحراك الشعبي، له هدف واحد أساسي، وهو اشغال المقاومة وضربها ومنع أية محاولات لاسترداد المال العام ومحاكمة الفاسدين، وجعجع جزار صبرا وشاتيلا الذي رأى في عمال فلسطين في المخيمات أجانب، وأحدث قرار وزيره أزمة، لم تهدأ بعد، هو الان يتزعم خطة سرقة الحراك، لضرب المقاومة، ومعه وليد جنبلاط المعروض دوما للبيع في سوق النخاسة لمن يدفع أكثر.
أما سعد الحريري فهو لا يختلف عنهم توجها وانتماء، لكنه، تحت مراقبة الشارع السني الموزع ولاء، فنراه مترددا في مواقفه وخطواته، غير أن الضغط السعودي دفعه الى تقديم استقالته، مما يعرض الساحة اللبنانية لفراغ سياسي، يؤدي الى الفوضى والحرب الاهلية، وتقديم استقالته هذه التي جاءت تحت الضغط الوهابي السعودي، شبيهة بتلك الاستقالة التي أجبر عليها، عندما كان محاطا بالجلادين في الرياض، والان يدير ظهره للشعب اللبناني وفي مقدمته حزب الله، وحزب ميشيل عون وكان موقفهما ، السلاح الذي فك قيود الحريري.
مصادر في بيروت أفادت لـ (المنـار) بأن الحريري يماطل في تشكيل حكومة اصلاحية، تلبية لطلب سيده في السعودية محمد بن سلمان، ويحتفظ لنفسه بشروط يريد القبول بها وتنفيذها قبل أن يعلن موافقته على تشكيل الحكومة، ومن بين هذه الشروط الضغط على الرئيس اللبناني وحزب الله، وبدء خطوات التشكيل حسب ما وصله من تعليمات سعودية وبشروطها عبر سفير النظام الوهابي في الرياض.
المصادر العليمة في بيروت استنادا الى معلومات وتقارير خاصة، تفيد أن استقالة الحريري رغم دعم الكتل النيابية الكبيرة له، هي جزء من سيناريو رهيب، والحريصون على لبنان تنبهوا الى ابعاد وخلفيات ما حدث، واصفين ما يجري من محاولات لسرقة الحراك بـ (شق الطريق أمام صفقة القرن)، والاخوان المسلمون من لبنان وسوريا يصولون ويجولون في طرابلس عاصمة الشمال، اما الامريكيون وعملاؤهم ينظرون بارتياب للرئيس اللبناني، مما يشير الى أن هناك شيئا ما يعد في الخفاء، فعصابة القوات اللبناينة، وجماعة جنبلاط مندسة في صفوف الحراك بشعارات منفرة، وتمويل لمجموعات متآمرة على هذا الحراك، دون تجاهل مواقف اسرائيل عبر تصريحات قادتها وما تنقله وسائل اعلامها.
الاسرائيليون العاجزون عن مواجهة حزب الله، وهم تحت رحمة صواريخ المقاومة يرون أن لا حل لقضية الصواريخ الا بتسويق الفوضى الدموية واشعال الحرب الاهلية في الساحة اللبنانية، وفي اطارها تدخل اسرائيل للانقضاض على صواريخ حزب الله التي تقض مضاجع الاسرائليين.
وتضيف المصادر أن الدبلوماسية الاسرائيلية منغشلة مع واشنطن وعواصم عربية صديقة، لدراسة سيناريوهات لضرب الحراك، وثنيه عن اهدافه وغاياته، وحرفه نحو فوضى دموية عارمة.