2024-11-30 02:27 م

وسطاء التهدئة في خدمة العدوان الاسرائيلي

2019-11-14
القدس/المنـار/ الساحة الفلسطينية في حسابات قادة اسرائيل وفي مقدمتهم بنيامين نتنياهو هي اضعف الجبهات ليرتكب فيها الجرائم والقتل والتدمير، وهي الثمن لتعزيز المواقع الحزبية والسياسية، فالدم الفلسطينية المادة الانتخابية، وميدان السباق والتنافس وحلول الصراعات الداخلية.
على هذه الخلفية جاء اغتيال القائد في الجهاد الاسلامي بهاء ابو العطا، وهذا الحدث مؤشر واضح على أن اسرائيل عادت لاستخدام الاغتيالات، وتغيير المعادلة التي فرضتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، يضاف الى ذلك اصرار قادة الاحتلال على استباحة الدم الفلسطيني، لحسابات فيما بينهم فكان الاغتيال هو الحدث الامني الذي اشرنا اليه في (المنــار) قبل اندلاع هذه المواجهة الذي اراد منه نتنياهو خلط الأوراق للخروج من أزمته لجر منافسيه الى حكومة طوارىء أو وحدة وطنية للبقاء على رأسها هاربا الى الامام من ملفات الاتهام التي تحاصره وتضغط على عنقه.
حركة الجهاد الاسلامي ردت على الاعتداء الاجرامي، وامطرت مدنه ومستعمراته بالقذائف الصاروخية، التي اضطرت سلطات الاحتلال الى تعطيل وسائل النقل والمؤسسات والمدارس، وبدت الكثير من المناطق خالية من المارة رعبا وخوفا.
لا نريد هنا الخوض في تفاصيل المواجهة بين اسرائيل وحركة الجهاد الاسلامي التي سارعت في الرد على حادث الاغتيال الجبان، وانما تناول جهود التهدئة التي تقوم بها اطراف اقليمية ودولية.
هذه الجهات التي تتصدر الاتصالات بقصد التهدئة ووقف النار، هي اولها معنية بضرب المقاومة وسعت وما زالت لتدجينها وتحجيمها وتركيعها، وبعد كل عدوان اسرائيلي، تسارع طالبة من المقاومة وقف اطلاق صواريخها، داعية اياها الى ضبط النفس، وعدم التصعيد، بمعنى أن لا ترد على العدوان، وان تسمح بتغيير قواعد الاشتباك ارضاء لاسرائيل التي تبادر عادة لارتكاب الجرائم من قصف واغتيال وتشديد حصار.
الوسطاء، لماذا لا يطالبون اسرائيل بالكف عن اعتداءاتها، ولماذا لا تطالبها بضبط النفس والابتعاد عن التصعيد، ولم نسمع يوما ان هؤلاء الوسطاء ادانوا الاحتلال، وانما يتعاطون في مهمتهم من منطلق ان المقاومة هي التي تتحمل المسؤولية؟!
الوسطاء وهم معروفون بحقدهم على المقاومة، التي تعرقل خططهم ومخططاتهم ومؤامراتهم وادوارهم المشبوهة، حولتهم اسرائيل الى رجال اطفاء لاخماد الحرائق التي تشعلها المقاومة على امتداد الكيان وتهز اركانه وتشل حركته. 
رجال الاطفاء من العربان ومحور الاعتدال وقوى الغرب وهيئة الامم العاجزة على امتداد عقود طويلة عن تنفيذ القرارات التي اتخذتها بمعاقبة الاحتلال واجباره على الاعتراف بالشرعية الدولية.. هؤلاء جميعا من انصار اسرائيل وحماتها والمتحالفين معها في سعي محموم لم يتوقف لتصفية القضية الفلسطينية.
والسؤال المطروح بقوة، في ظل القصف الاسرائيلي الهمجي على قطات غزة، وسياسة الاغتيال التي لم تتوقف وما يرتكبه الاحتلال من جرائم وفظائع على امتداد الساحة الفلسطينية، هو: لماذا لا يجرؤ الوسطاء على الطلب من اسرائيل وقف اعتداءتها المتواصلة على ابناء فلسطين، لماذا لا يطالبون قادة الاحتلال باراقة دم الفلسطينيين، وأن يلتزموا هم ضبط النفس وعدم التصعيد، والبادىء أظلم؟!