2024-11-25 08:40 م

انتخابات تحت ضغط وتهديد اولي الأمر وقوى التأثير

2019-11-11
القدس/المنــار/ سنوات الانقسام المظلمة في الساحة الفلسطينية أعاقت القيام بخطوات هي حق طبيعي للشعب الفلسطيني، ويتحمل طرفا الانقسام مسؤولية هذا التعثر الذي لم يبادر الشعب الفلسطيني بازالته وبقي في دائرة الانتظار دون أن يوقع القصاص بالجانيين ودفعهما الى دائرة التلاقي خروجا من الظلام والمجهول وتفاديا لويلات الصدع الرهيب في الساحة الفلسطينية.
ومن هذه الخطوات اجراء انتخابات بشقيها التشريعية والرئاسية، ومضت سنوات طويلة والشرعية مهزوزة غير متوفرة، بانتظار مصالحة لم تتحقق رغم تنقل الملف بين العواصم، وتركه للعبث والتخريب وسط صراع بين مشروعين، لكل أباؤه ومستشاروه وطغت المصالح الخاصة والشخصية والحزبية على المصلحة العامة، ولم يلتفت الطرفان الى الانعكاسات السلبية، وكانت الثقة عمياء بقادة المحاور والموجهين الرافضين للتلاقي في ساحة عرضة للتحديات والمؤامرات.
وتوالت على المنطقة تطورات وأحداث ذات تأثيرات كبيرة مست باثارها ثوابت الشعب وتطلعاته، وانطلقت التحذيرات والتهديدات من المحاور المتباينة وقوى التأثير للجانبين المتصارعين المتسببين بالانقسام للفت انتباهما للمتغيرات في ساحة الاقليم المليئة بالمفاجآت، هذه التحذيرات فرضت على الجانبين الذهاب الى صناديق الاقتراع تجديدا للشرعيات، ولولا تهديدات القوى ذات التأثير لما تسارعت المراسلات واللقاءات في رام الله وغزة للاتفاق على اليات الانتخابات التي مضى على عدم اجرائها سنوات طويلة، فأحدثت المزيد من الثغرات وعمقت التجاوزات، لتقف الأوضاع على حافة الانهيار، فكان للقوى الصانعة لحلول الازمات والملفات في الاقليم الا أن التقت على ضرورة عقد انتخابات في الساحة الفلسطينية وافراز (ممثل كامل الاوصاف) يجلس على مقعد صياغة التسويات لصراعات آن الاوان لاغلاقها استثمارا لاوضاع متردية وساحات متشطية واستغلالا لفرصة قد لا تعود أو تتوفر ثانية، فهناك مرحلة جديدة قد بدأت تفتح أبوابها تستدعي اجراء انتخابات وتجديد شرعيات واغلاق ملفات.. مما دفع فتح وحماس الى الدخول في مفاوضات مكوكية عبر رئيس لجنة الانتخابات ودراسة الاشتراطات المتبادلة، ومع تنازل من هنا وتنازل من هناك اتفق (مبدئيا) على التوجه الى صناديق الاقتراع، بانتظار المراسيم الرئاسية الخاصة بذلك، ان قوى التأثير فرضت على الجانبين التلاقي على هذا الهدف، وكلاهما يدرك ان امرا ما في الطريق، وكل منهما معني اللحاق بالمركب، دون أن يعرفا ما هي حمولته من الصيغ والتسويات والحلول.
اتفاق مبدئي انتخابي دون التطرق الى مسألة الانقسام، فالانقسام باق، فالملف ذو الاهمية والحساسية وبالغ الخطورة تم ترحيله، والله اعلم الى متى، لكن، الاتفاق المبدئي لا يعني أن النوايا خالصة تماما، فالطريق الى النهايات مليئة بالاحجار الصوانية.. وعدم القدرة على ازالتها تعني العودة الى المربع الاول، وصناديق الاقتراع تبقى مجرد ذكرى وحكاية، بمعنى أدق وأوضح، هذه الانتخابات اذا ما قدر لها أن تجري اما ان تعمق الانقسام والفصل، وهنا، القوى المهددة والمحذرة ليست بخاسرة، والعابثون لن يخسروا شيئا، واما ان تنجز المصالحة على (أهون الاسباب)، والى ان تنصب صناديق الاقتراع سنشاهد العديد من القوائم الانتخابية، وتفريخ للقوائم الجائزة، وسنرى الوجوه المختارة، أسيادكم في الجاهلية أسيادكم في الاسلام، اختيار بمقاييس صدئة عفا عليها الزمن يكون سببا للسقوط والخسارة، أم مقاييس جديدة تفرز اختيارات سليمة، وفي جميع الحالات، المال السياسي سيغرق الساحة، والشعب (المقروص) لا نعتقد أنه سيمنح ثقته بسهولة، انتخابا وتصويتا وحتى الذهاب لمشاهدة تلك الصناديق تحت الحراسة ولجان المراقبة.