2024-11-24 01:45 م

الصين تتغلغل اقتصاديا في أوروبا عبر بوابة اليونان

2019-11-11
التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أثينا الرئيس اليوناني ورئيس الحكومة، ودعا إلى تعزيز التجارة الثنائية مع اليونان الراغبة في جذب استثمارات جديدة بعد خروجها من أزمة استمرت عشر سنوات.

وتأتي الزيارة، التي تستمر ثلاثة أيام، وسط مخاوف متزايدة بشأن نفوذ الصين في أوروبا، فيما تتفاوض بروكسل وبكين حول اتفاقية استثمار من المقرر الانتهاء منها العام المقبل.

وقال شي عقب اجتماعه مع الرئيس بروكوبيس بافلوبولوس ورئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، “نريد تعزيز التجارة الثنائية وتوظيف استثمارات في القطاع المصرفي”.

وأضاف الرئيس الصيني، الذي يرافقه وزير التجارة الصيني تشونغ شان، أن “التراث الثقافي المهم في كلا البلدين” يعزز العلاقات بينهما، قبل التوقيع على عدد من الاتفاقيات وقال ميتسوتاكيس، الذي كان هدفه منذ انتخابه في يوليو جذب الاستثمارات الأجنبية لتعزيز نمو اليونان بعد أزمة الديون (2010-2018)، “هذه الزيارة مرحلة جديدة في علاقاتنا”، مضيفا، “الصين تعتمد على الموقع الجغرافي الاستراتيجي للبلاد”.

واشترت شركة الشحن الصينية كوسكو حصة كبيرة في ميناء بيرايوس القريب من أثينا، والذي تعتبره بكين نقطة انطلاق للتوسع التجاري في أوروبا. وقال ميتسوتاكيس، “سيصبح بيرايوس نقطة عبور بين اليونان وآسيا البوابة الرئيسية من وإلى آسيا”. وقال الرئيس الصيني “بفضل تعاوننا، أصبح بيرايوس أكبر ميناء في البحر المتوسط وأحد أهم مشاريع مبادرة طرق الحرير الجديدة”.

وكان شراء شركة كوسكو (شركة تشاينا أوشن للشحن البحري) في عام 2008 للمحطتين الأولى والثانية في الميناء، بمثابة نقطة انطلاق التعاون الوثيق بين البلدين. ويقع مقر شركة كوسكو في هونغ كونغ.

وخلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة قام اليونانيون ببناء أكثر من ألف سفينة في الصين بقيمة تزيد عن 15 مليار يورو.

وعززت الصين موقعها في اليونان في 2016 عبر شراء كوسكو المستثمر الرئيسي في اليونان 67بالمئة من أسهم ميناء بيرايوس، وكذلك الرصيف الثالث والأخير في الميناء حتى سنة 2052.

واليونان، التي اضطرت خلال الأزمة المالية إلى تنفيذ برنامج خصخصة لتمويل ديونها الهائلة، تعتبر الصين شريكا مميزا.

وفي ما يتعلق بالقطاع المصرفي، سيتم إنشاء فرع تابع لبنك الصين، هو الرابع في العالم في اليونان ومكتب تمثيلي للبنك التجاري والصناعي الصيني. وانضمت اليونان إلى برنامج استثماري ضخم بقيمة 906 مليار يورو في إطار “طرق الحرير الجديدة”، وهو مشروع صيني كبير مثير للجدل يهدف إلى ربط الصين بآسيا وأوروبا وأفريقيا عبر موانىء وسكك حديد ومطارات.

والدليل الآخر على التقارب بين البلدين أن اليونان منحت هذه السنة “تأشيرات ذهبية” إلى 3400 صيني استثمروا في عقارات في اليونان، وتقدموا على الروس والأتراك.

ويرمي برنامج منح تأشيرات إقامة لخمس سنوات قابلة للتجديد مقابل استثمار لا تقل قيمته عن 250 ألف يورو، وهو خاص بالرعايا غير الأوروبيين، إلى توطيد قطاع العقارات اليوناني الذي تضرر كثيرا جراء الأزمة.

وينظر القادة الأوروبيون إلى التحرك الصيني في القارة العجوز بتوجس، إذا أن الأسباب المعلنة لا تتجاوز التجارة، إلا أن الأهداف السياسية من وراء هذه التحركات هي المبتغى، حسب مراقبين.ونجحت الصين في وقت سابق من هذا العام في استمالة إيطاليا، المتعثرة اقتصاديا والمثقلة بالديون، ضمن مشروع “الطريق والحرير”، وهو ما وصفه مراقبون بالقول إن روما تجازف بأن تصبح “نوعا من حصان طروادة الصيني في أوروبا”.

ولا تخفي إيطاليا، التي تعدّ ديونها ثاني أكبر الديون في منطقة اليورو والتي يعاني اقتصادها من الركود، رغبتها في التعامل مع الصين.

ويعتقد المؤيدون لاتفاق مع الصين أنه سيقود بكين إلى أن تبدي المزيد من الاحترام للمعايير الأوروبية على صعيد البيئة أو قانون العمل، لكن ماركو ترونشيتي، المدير الإيطالي لشركة بيريللي لصناعة الإطارات، التي تمتلك مجموعة صينية 45 بالمئة من رأس مالها، يقر بضرورة وضع اتفاقات “متوازنة”.

وقال ترونشيتي لصحيفة كورييرا دي لا سيرا، “نحتاج إلى إرساء قواعد اللعبة، لكن مصالحنا متقاربة ولا يمكننا تحمل خسارة هذه الفرصة”.

وتحسبا لتغلغل صيني في أوروبا، أعد قادة الاتحاد الأوروبي خطة من عشر نقاط أشارت إلى أن الصين “منافس” بقدر ما هي شريك تجاري.

ووضع قادة دول الاتحاد الأوروبي أسس جبهة أوروبية مشتركة ضد بكين، تريدها باريس وبرلين.

الثنائية.

وأعلن في الإجمال عن الإعداد لتوقيع ست عشرة اتفاقية في مجالات الطاقة والبحرية التجارية، لاسيما في مجال تطوير وتوسيع ميناء بيرايوس بالقرب من أثينا وفي مجال الطيران والتعليم ومشاريع استثمارية متبادلة وتصدير المنتجات الزراعية اليونانية إلى الصين.