يلعب تطوير أنظمة الأمان ووسائل السلامة دورا مهما فى صناعة السيارات، لكن وفى سبيل هذا التطوير قد تدفع حيوانات صغيرة حياتها ثمنا له.
ففى 28 يناير الماضى نشر باحثون صينيون نتائج أبحاثهم فى تطوير مقاعد آمنة للأطفال، فى مجلة «International Journal of Crashworthiness» الأمريكية، تضمنت صورا لخنازير مقيدة فى المقاعد ضمن اختبارات التصادم، وهو ما أثار حفيظة نشطاء الدفاع عن حقوق الحيوان حول العالم.
وبحسب كل من صحيفة بيلد الألمانية والديلى ميل البريطانية، فقد حرمت الحيوانات من الطعام والماء لساعات قبل الاختبارات، وعانت من مجموعة من الإصابات والنزيف والتمزق والكدمات الداخلية، بعدما تم ربطها فى جهاز محاكاة التصادم عالى السرعة، وحقنها بالمهدئات لاختبار ثلاثة أنظمة مختلفة من أحزمة الأمان.
حاول الاختبار محاكاة الضغط الذى يمكن أن يقع على صدر وبطن الأطفال خلال حادث مرورى؛ حيث إن أحجام الخنازير الصغيرة قد تماثل حجم الأطفال فى عمر الست سنوات، كانت النتيجة: مثيرة للقلق فبسرعة تتراوح ما بين 30 إلى 50 كم / ساعة، أدى التصادم إلى وفاة نصف حيوانات الاختبار مباشرة بسبب الصدمة، والنصف الآخر من الخنازير بقى لبضع ساعات فقط.
استخدمت الخنازير وحيوانات أخرى سابقا فى اختبارات التصادم فى الولايات المتحدة، لكن هذه الممارسة انتهت فى التسعينيات.
وقال زخارى توليفر من منظمة بيتا المعنية بحقوق الحيوان حول العالم: «بالرغم من وجود نماذج محاكاة متطورة تخلو من استخدام الحيوانات، يواصل الباحثون ربط الحيوانات المرعوبة والتى يساء معاملتها فى مقاعد السيارات، وتحطيمها فى الجدران حتى تدمى أجسادهم وتصبح مشوهة، وهى لا تجلس بشكل طبيعى فى مقاعد السيارة؛ حيث يختلف تشريحها عن البشر، وبالتالى فإن البيانات التى يتم الحصول عليها من هذه التجارب لا تنطبق على ضحايا البشر فى حوادث السيارات.
برر الباحثون استخدامهم للخنازير الحية الصغيرة، بقولهم إن التركيب التشريحى لها «يشبه» التركيب البشرى، وأوضحوا فى بحثهم المنشور فى المجلة الدولية لدراسات قدرة الهياكل والتصادمات، أن الهدف من استخدام الخنازير كان «محاكاة أجسام الأطفال فى سن 6 سنوات»، وقد أصروا على أنهم قد اتبعوا الإرشادات الأمريكية الخاصة باستخدام الحيوانات فى المختبر.
فى التجربة تم تخدير 15 خنزيرا تراوحت أعمارهم بين 70 ــ 80 يوما، لتقليل «الهياج والتوتر»، ثم ربطها، بأنواع مختلفة من أحزمة الأمان فى مقاعد تم تثبيتها على مزالق آلية، وبسرعة عالية تراوحت ما بين 30 إلى 50 كم / ساعة تم صدمهم بالجدار.
وقال العلماء: «من بين الحيوانات التى جرى اختبارها توفى 7 منهم مباشرة بعد الاصطدام، فيما بقى الآخرون أحياء مدة ستة ساعات بعد الاختبار»، وأضافوا فى دراستهم أن: «أنواع الإصابة الشائعة شملت سحجات وكدمات وتمزق فى الأنسجة ونزيف وكسور فى العظام».