2024-11-27 06:44 م

ماذا يعني قرار الأردن تعيين الأميرة هيا دبلوماسية في لندن؟

2019-11-01
لا تزال قضية الأميرة الأردنية هيا بنت الحسين وهروبها من زوجها حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، تتفاعل وتأخذ أبعاداً جديدة في ظل تطورات دراماتيكية، مع استمرار المعركة القضائية بينهما.

وبينما تستعد الأميرة هيا لحضور جلسة كاملة في قضيتها مع زوجها حاكم دبي، في الـ11 من نوفمبر الجاري، أكدت وسائل إعلام بريطانية أنباء تولي الأخت غير الشقيقة للعاهل الأردني عبد الله الثاني منصباً دبلوماسياً رفيعاً في سفارة بلادها ببريطانيا.

ويعتقد كثيرون أن هذه الخطوة التي اتخذها الأردن، كانت ضرورية قبل اللجوء للقضاء وتوفير الحماية بموجب القانون البريطاني بقرار ملزم من المحكمة، فيما يرى البعض أن هذا التعيين قد يعني أن القضية أصبحت "متشابكة ومعقدة جداً"، وتطورت لإسناد أردني رسمي للأميرة.

هيا ومنصب دبلوماسي

عُيِّنت الأميرة هيا، التي تُنازع حاكم دبي على حضانة ابنيهما، مبعوثةً دبلوماسية رفيعة المستوى لدى سفارة الأردن في لندن.
وسبق أن كشفت صحيفة "القدس العربي" اللندنية، (3 سبتمبر 2019)، تعيينها دبلوماسية في السفارة الأردنية بالعاصمة البريطانية لندن، لتخلط هذه الخطوة الأوراق جميعاً، وتربك حسابات الطرف الآخر، وتضع القضية على صفيح ساخن.

وباتت الأميرة الأردنية حالياً في موقف أقوى بكثير؛ لكونها تحمل الجنسية البريطانية، إضافة إلى تمتعها بحصانة دبلوماسية، ما يعني توفير حماية انتقالية على الأراضي البريطانية لها ولولديها من زوجها، الذي يُعد "ثاني أرفع مسؤول سياسي في الإمارات".

ما قصة تعيينها؟

وظيفة السكرتير الأول في السفارة الأردنية في لندن وظيفة رفيعة المستوى، لكنها لا علاقة لها بالأمور السياسية، حيث إن الاسم الكامل لوظيفة الأميرة هيا هو "سكرتير أول للشؤون الثقافية"، أي إنها تشرف على الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تقيمها السفارة في المملكة المتحدة، وذلك من خلال فريق العمل الذي ترأسه بحكم متطلبات المسمى الوظيفي.

لكن اسم الأميرة هيا لم يظهر في قائمة البعثة الدبلوماسية الأردنية في لندن التي صدرت مطلع شهر مايو الماضي، قبل هروبها من دبي ووصولها إلى بريطانيا، وكانت مسجلة في الفترة بين 2011 و2013 كسكرتير أول (للشؤون الثقافية) في سفارة الأردن، وفي شهر يونيو نشرت تقارير بريطانية أن سفارة الأردن أعادت إدراج اسم الأميرة هيا في نفس المنصب.




وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، في 31 أكتوبر 2019، أن قائمة الدبلوماسيين التي نشرتها الخارجية البريطانية تؤكد تولي الأميرة هيا (45 عاماً) منصب السكرتير الأول في السفارة الأردنية.
وفي تقرير لصحيفة الغارديان في يونيو الماضي، قالت الصحيفة إن إعادة إدراج اسم الأميرة هيا كدبلوماسية أردنية تحمل منصب السكرتير الأول (للشؤون الثقافية) يأتي في إطار محاولتها الحصول على حق اللجوء في المملكة المتحدة، بحثاً عن مزيد من الحماية.

وظهور اسم الأميرة ضمن الطاقم الدبلوماسي وفي نفس الوظيفة -سكرتير أول للشؤون الثقافية- يؤكد أن الغرض الفعلي هو توفير مزيد من الحماية لها، كما أثير منذ يونيو الماضي، ويشير إلى أن قصة النزاع حول حضانة الابنة والابن بينها وبين بن راشد ربما لا تكون نهاية المطاف.

حجم الخلافات

ويرى الباحث في العلاقات الدولية الدكتور عادل المسني، أن هذا التعيين الذي قامت به المملكة الأردنية يعكس- إلى حدٍّ كبير- "حجم الخلافات العائلية بين الأسرتين الحاكمتين في دبي وعمّان".

وأوضح، في حديثه مع "الخليج أونلاين"، أن ذلك يأتي بـ"اعتبار أن صناعة القرار  محكومة بتوجهات وآراء الحكام، ولا علاقة لها بالمصالح، وهذا ما يجعل العلاقات في هذه البلدان، وغيرها من البلدان العربية، عرضة للتقلبات طبقاً للرأي الشخصي للفرد الحاكم".

ويرى المسني أن تدخل الحكومة الأردنية في اتخاذ هذا الإجراء "يعطيها الحصانة، كما يتضمن التضامن أيضاً والتأييد المباشر للأميرة، بالنظر إلى التوقيت وحساسية الموقف".

ويرى أن قبول بريطانيا لتعيين الأميرة الأردنية في هذا المنصب الدبلوماسي يوضح حقيقة أن الإشكال والخلاف الحالي مع أمير دبي يتعلق بـ"بكفالة الطفلين فقط، ولا علاقة له بالأميرة"، مشيراً إلى أن الجانب البريطاني كان له الحق في القبول أو الاعتراض فيما يتعلق بالتعيينات الدبلوماسية.

الخليج اون لاين