القدس/المنـار/ الساحة الحزبية في اسرائيل عاجزة حتى الان عن افراز ائتلاف حكومي يتمتع بقاعدة مريحة، ويتردد في الدوائر الحزبية أن فرص زعيم حزب أزرق أبيض (بيني غانتس) ليست أوفر حظا من بنيامين نتنياهو، وهناك توقعات بأن فرصة الـ 28 يوما المخصصة لغانتس ستصل الى نهايتها دون نجاحه في تشكيل الائتلاف وقد يضطر الى اعادة كتاب التكليف الى الرئيس الاسرائيلي من جديد، لكن هناك من لا يستبعد حدوث مفاجآت في اللحظة الأخيرة، ترتبط بمسار تشكيل ائتلاف موسع وصولا الى حكومة وحدة وطنية أو الخروج بصيغة تسمح بتشكيل حكومة وسط ويسار مقلصة ضيقة بدعم افيغدور ليبرمان والقائمة العربية المشتركة، وفي حال تحقق هذا السيناريو اي اشكيل ائتلاف ضيق وخروج نتنياهو بالفعل من مقر رؤساء حكومات اسرائيل، فان ذلك سيكون له تأثير كبير على مستقبل نتنياهو السياسي اذا ما رغب بالاستمرار وخوض الحرب الداخلية التي قد تشن ضده من داخل حزبه الليكود، والتوجه الى انتخابات جديدة باتت واردة لا محالة حتى لو تم تشكيل الائتلاف الضيق. ويجب الاشارة هناك الى أن ذهاب غانتس الى الانتخابات من موقع رئاسة الحكومة سيكون له تأثير ايجابي لنتائج الانتخابات القادمة لصالحه، وبالنسبة الى نتنياهو وفي حال بقي على رأس حزبه لخوض الانتخابات القادمة فان النتائج قد لا تختلف كثيرا عن نتائج الجولة الاولى في ابريل والثانية في سبتمبر الماضي، بمعنى أن يكون هناك تعادل واضح في المقاعد بين الجناحين في الحلبة الحزبية الاسرائيلية.
وهناك سيناريو آخر محتمل مرتبط بأسابيع الفرصة الاخيرة في حال فشل غانتس، ويقوم هذا السيناريو على طلب من الرئيس الاسرائيلي الى الكنيست يقضي بأن يقوم أحد أعضائها من أحد الاحزاب ليعلن تمكنه من تجنيد واحد وستين مقعدا لتركيب الائتلاف الحكومي، وتحقيق هذا السيناريو يمكن في حالة واحدة وهي ان تحدث حالة تمرد داخل صفوف أحد الحزبين الكبيرين وبشكل خاص داخل الليكود والانقلاب على نتنياهو الذي يعمل حاليا للحيلولة دون حصوله، من خلال تقوية وتعزيز صفوف مناصريه داخل الحزب، وأيضا مراعاة ضمان بقاء تكتل اليمين متماسكا حول قيادته.
ويبقى ليبرمان هو القادر الوحيد على ضمان تشكيل ائتلاف مريح في اسرائيل ولا احد يدري كيف سيتعامل ليبرمان مع اقتراب اغلاق الشباك الزمني لتشكيل الحكومة، وهل سيعود الى المعسكر الوطني (اليمين) بشروط يفرضها على نتنياهو، ويظهر من خلالها انه المنتصر وبأنه تمكن من الحيلولة دون توجه الاسرائيليين الى انتخابات ثالثة، ممهدا طريقه للوصول الى اتفاق مريح يسمح له بالانخراط داخل مؤسسات الليكود خطوة أولى نحو العودة الى هذا الحزب سعيا لتحقيق رغبته الدائمة بالجلوس على كرسي رئاسة الحكومة يوما ما، وهذه الرغبة لن تتحقق الا اذا انخرط في حزب كبير في المعسكر الوطني، أي حزب الليكود.