2024-11-24 09:57 م

نتائج الانتخابات في اسرائيل والنزول عن شجرة انكار الاخر

2019-09-18
القدس/المنـار/ التقارب الكبير في نتائج الانتخابات الاسرائيلية ستصعب مهمة الرئيس الاسرائيلي رئوفان ريفلين في اختيار الحزب الذي سيمنحه كتاب تشكيل الائتلاف الحكومي القادم بشكل يضمن عدم انزلاق اسرائيل الى معركة انتخابية جديدة، غير أن المعضلة التي تواجه ريفلين تستدعي منه الاختيار بين الحزب الحاصل على أكثر الأصوات عدداً وعدد المقاعد أو بين   الشخص الذي سيوصي فيه اكبر عدد ممكن من زعماء الاحزاب في الحلبة الحزبية. كما تؤكد نتائج الانتخابات الاسرائيلية الرسمية وشبه النهائية أن من سيرتدي ثوب (الشخص الحكيم)  لضمان تشكيل حكومة وحدة وطنية هو افيغدور ليبرمان الذي تمنحه النتائج شبه النهائية بين 8-9 مقاعد وفي اطار الصورة المقاعدية الراهنة فهو قادر على دفع الحزبين الكبيرين نحو حكومة وحدة وطنية، خاصة وأن بنيامين نتنياهو وبيني غانتس في خطابيهما الليلي بعد نتائج العينة العشوائية أبقيا الباب مفتوحا أمام إمكانية حدوث تعاون بينهما، كما أن النتائج المتقاربة ستفرض على الليكود وكحول لفان النزول عن شجرة (إنكار الاخر). لكن في حال تم تشكيل حكومة وحدة وطنية حسب الخطوط العريضة التي سيحددها ليبرمان للحزبين الكبيرين فانها بالتأكيد ستحمل معها الكثير من التحديات بالنسبة للفلسطينيين خاصة اذا ما تحققت نوايا الادارة الامريكية بطرح خطتها لحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني (صفقة القرن)، فليبرمان الراغب في السيطرة على معسكر اليمين ووراثة زعامته بعد نتنياهو سيرفع نفس الراية التي رفعها نتنياهو في الحملة الانتخابية والمتعلقة بوعود فرض السيادة والضم لمستوطنات ومناطق حيوية في الضفة الغربية كما أن ليبرمان الذي تمكن من زيادة قوته المقاعدية بالمقارنة مع الانتخابات السابقة يرغب في الاستفادة من هذه الزيادة في تعزيز مكانته ومستقبله في داخل المعسكر الوطني (اليمين) وهو يدرك أن مستقبله ليس في اطار حزبه الحالي (اسرائيل بيتنا) وانما في داخل حزب كبير وبالتحديد داخل الليكود وهذه الرغبة المستقبلية ستحدد الكثير من خطواته المستقبلية حتى بالنسبة لتشكيل الحكومة القادمة في اسرائيل. وهنا من غير المستبعد أن تجد وعود نتنياهو ورغبات ليبرمان صدى لها في الخطوط العريضة للائتلاف الحكومي القادم علما أن مكونات حكومة الوحدة الوطنية وبشكل خاص كحول لفان لن تعارض فرض السيادة والضم على مناطق حيوية تحظى باجماع وتوافق اسرائيلي على ضرورة بقائها تحت السيادة الاسرائيلية كالاغوار وغوش عتصيون وحتى التكتلات الاستيطانية الضخمة، وستعمل هذه الحكومة على ضمان تمرير ذلك تحت الرعاية الامريكية وفي اطار الصفقة الامريكية لتحقيق السلام وحل الصراع. امر آخر يجب عدم تجاهله وهو أن ليبرمان قد يقم باستدارة نحو نتنياهو لتشكيل حكومة مع الليكود ومكونات المعسكر الوطني بذرائع واتهامات لكحول لفان ابرزها الاعتماد والاستناد على القائمة العربية.  
كما يجب أن لا ننسى أن نتنياهو بامكانه الاستعانة بالورقة الأمنية لتشكيل حكومة وحدة وطنية مريحة  فالتحديات العسكرية والامنية المحيطة باسرائيل سواء على حدودها الشمالية أو في الجنوب مع قطاع غزة يمكن أن تساعد الخصوم في النزول عن الشجرة نحو قاعدة ائتلافية مشتركة.