أعلن البيت الأبيض ان آفي بيركوفيتش حليف قديم لجاريد كوشنر وأحد كبار مساعديه في واشنطن سيتولى منصب جيسون غرينبلات التي يعتزم الاستقالة من منصبه خلال الأسابيع المقبلة للعمل في القطاع الخاص.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تغريدة عبر تويتر يوم الخميس الماضي، عزم مبعوث الإدارة الأمريكية إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات الاستقالة والعمل في القطاع الخاص.
شارك آفي بيركوفيتش، وهو يهودي يبلغ من العمر 30 عاما، في عدد من اللقاءات الحساسة بشأن سياسة الإدارة إزاء إسرائيل، بما في ذلك محادثات تتعلق بقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس .
في شهر فبراير، سافر مع كوشنر في جولة قام بها في المنطقة، شملت عُمان والبحرين وقطر والإمارات وتركيا والسعودية، استعدادا لنشر خطة الإدارة للسلام في الشرق الأوسط.
على الرغم من صعوده السريع في البيت الأبيض تحت إدارة ترامب، إلا أنه جديد على السياسة نسبيا.
تخرج بيركوفيتش من جامعة هارفرد، ولم يكن معروفا بآراء سياسية قوية قبل أن يدخله كوشنر إلى حملة ترامب الانتخابية في عام 2016، وفقا للمحة عنه نشرتها مجلة "بيزنس إنسايدر".
وأفيد أن بيركوفيتش كان طالبا جامعياً في كلية كوينز عندما التقى كوشنر لأول مرة في لعبة كرة سلة صغيرة خلال الاحتفال بعيد الفصح العبري في مدينة فينيكس بولاية أريزونا.
نشأ كلاهما في منزلين يهوديين أرذوكسيين في نيوجيرس بضواحي مدينة نيويورك. نشأ بيركوفيش في مدينة لورانس وتلقي تعليمه في المعهد الديني Far Rockaway خلال دراسته الثانوية، وهو ابن عم هوارد فريدمان، رئيس ومدير مجلس إدارة لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC) بين عامي 2006-2010.
بعد تخرجه، أمضى بعض الوقت في إسرائيل، ودرس في المعهد الديني كول هتوراة في القدس، وواصل دراساته اليهودية في كلية نير يسرائيل الحاخامية في بالتيمور، وانتقل إلى كلية كوينز لإنهاء دراسته، ثم انتقل بعد ذلك إلى هرافرد للحصول على درجة الحقوق.
منذ ذلك الحين، أصبح بيركوفيتش تحت وصاية كوشنر، وعمل في شركته العقارية الخاصة وفي صحيفته وفي حملة ترامب الانتخابية، وفي نهاية المطاف في البيت الأبيض.
خلال الفترة القصيرة التي عمل فيها في صحيفة نيويورك أوبزرفر في 2016، كتب بركوفيتش عن الناشطين المناهضين لإسرائيل في الجامعات الأمريكية. عُرف عنه أنه مناصر قوي لحرية التعبير، لكنه انتقد بشدة طالب حقوق آخر عندما أدلى بتصريحات مهينة ضد عضو الكنيست تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك.
كتب بيركوفيتش في الأوبزرفر إن القول بأن ليفني كريهة الرائحة له دلالات معادية للسامية، وأن المشاعر المناهضة لإسرائيل مؤخرا في الجامعات قد شجعت الطلاب على الخلط بين الاحتجاج وخطاب الكراهية.
وليس من الواضح تماما الدور الذي سيلعبه بيركوفيتش في المستقبل القريب.
يُنظر إلى غرينبلات على نحو واسع أنه مهندس اتفاق السلام الذي تعمل عليه إدارة ترامب، وطور علاقات عمل مع مسئولين إسرائيليين وجهات فاعلة أخرى في المنطقة، إلا أن علاقة الإدارة الأمريكية مع المسئولين الفلسطينيين تدهورت خلال ولايته.
بعد أن قام ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن فريق ترامب فقد حقه في العمل كوسيط نزيه في محادثات السلام. منذ ذلك الحين تقاطع السلطة الفلسطينية المسئولين في واشنطن. بالنسبة للخطة التي طال انتظارها، فلقد وصفها الفلسطينيين بأنها ستُولد ميتة.
قدامى المسئولين الأمريكيين في عملية السلام يقولون إنه سيكون على بيركوفيتش ملئ فراغ كبير. أحدهم قال إنه أقل ملائمة للوظيفة من سلفه، الذي كان بنفسه محاميا سابقا لترامب وافتقد هو أيضا للخبرة الدبلوماسية.
وعلق مارتن إندك، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل في عهد كلينتون والمبعوث الخاص لأوباما، في تغريدة عبر تويتر: "إذا كان آفي بيركوفيتش بدلا لغرينبلات، فسيكون ذلك انخفاضا كبيرا في مستوى المنصب".
وأضاف :" إنه مساعد كوشنر البالغ من العمر 29 عاما، وهو شاب لطيف لكنه لا يتمتع بالثقل أو الخبرة التي تمتع بها محامي عقارات ترامب السابق".