2024-11-24 06:23 م

الاختلاط العرقي والثقافي.. هل هي بداية الموت الصامت للصهيونية؟

2019-07-21
أعلن "رافي بريتس" وزير التربية والتعليم الإسرائيلي المعيّن حديثاً بأن نسبة الزواج المختلط في صفوف اليهود الأمريكيين ارتفعت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية ووصف هذا الزواج المختلط بأنه مثل محرقة هولوكوست ثانية.

وقال "بيرتس" إن انصهار اليهود حول العالم وبالأخص في أمريكا يعدّ بمثابة محرقة ثانية لليهود، وأضاف أيضاً إنه وبسبب الزواج المختلط في السنوات الأخيرة، خسر الشعب اليهودي ما يقارب من 6 ملايين شخص.

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتحدّث بها مسؤول إسرائيلي حول المخاوف الإسرائيلية من الزواج المختلط، وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه القضية فتحت الكثير من الأبواب أمام المنتقدين لهذا الزواج والموافقين عليه.

السكان اليهود

أعرب وزير التربية والتعليم الإسرائيلي أن انصهار اليهود حول العالم وبالأخص في أمريكا يعتبر بمثابة محرقة هولوكوست ثانية، وأضاف أيضاً أنه وبسبب الزواج المختلط في السنوات السبعين الأخيرة، خسر الشعب اليهودي الملايين من الأشخاص الأوفياء للقضايا الصهيونية. 

وفي سياق متصل، بيّنت الإحصائيات بأنه في عام 1945 بلغ عدد اليهود حول العالم حوالي 11 مليون نسمة، وبعد 13 عشر عاماً وصل عددهم إلى 12 مليون نسمة، وهذا يرجع إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية ومقتل العديد من اليهود فيها، وفي الـ15 سنة الأولى من القرن الحادي والعشرين ازداد عدد اليهود في العالم و"إسرائيل" ووصل إلى 14 مليون تقريباً، وفي عام 2015 تم تقدير عدد اليهود حول العالم بأنه 14311600 نسمة وكشفت تلك الإحصائيات أن عدد الإسرائيليين إجمالاً في "إسرائيل" والعالم عام 1970 كان يبلغ 15.4 مليون نسمة، ما يعني انخفاض عددهم بمقدار 2.3 مليون نسمة في الـ37 عاماً الماضية أو بنسبة 15%. 

ولهذا فلقد كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن الحكومة الإسرائيلية أطلقت حملة إعلامية تحثّ الإسرائيليين على الإبلاغ عن أي أصدقاء أو أقرباء يهود يعيشون خارج "إسرائيل"، ويواجهون خطر الزواج المختلط واستحدثت الحملة التي بلغت تكلفتها 800 ألف دولار، كردة فعل على تقارير تقول إن نصف اليهود خارج "إسرائيل" يتزوجون من غير اليهود.

ويقول أحد إعلانات الحملة أن استيعاب اليهود في المجتمعات الغربية يشكل تهديداً قومياً استراتيجياً وأما أهم الدول التي تستهدفها الحملة، فهي أمريكا وكندا، حيث يقيم حوالي 6 ملايين يهودي يشكلون أكبر تجمع يهودي في العالم.

وبحسب منظمي الحملة، اتصل أكثر من 200 إسرائيلي بالخط الساخن للإبلاغ عن أسماء يهود خارج "إسرائيل" بالإضافة إلى عناوينهم الالكترونية ومواقعهم على فيسبوك وتويتر.

المخاوف الصهيونية

تعود مخاوف الكيان الصهيوني من انخفاض عدد السكان اليهود في "إسرائيل" وفي أمريكا لسببين رئيسيين:

 1. يستخدم الكيان الصهيوني السكان اليهود الذين يعيشون في دول مؤثرة في السياسة العالمية والشرق أوسطية كقوة ضغط لتحقيق الكثير من مصالحهم الخاصة، ويبلغ عدد السكان اليهود في الأراضي المحتلة حوالي 7 ملايين نسمة، وهو ما يقل قليلاً عن عدد السكان اليهود في أمريكا.

وحول هذا السياق، كتبت صحيفة، "جان أفريك"، أن هناك أكثر من 281 منظمة يهودية و 250 نقابة إقليمية تتواجد على أراضي أمريكا، ولفتت تلك الصحيفة إلى أن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، المعروفة باسم "أيباك"، تضم أكثر من مئة ألف عضو وتعتبر من أكبر جماعات الضغط القوية في أمريكا وأن الهدف الرئيس منها هو دعم أمن "إسرائيل" والأجيال المقبلة من أنصار الكيان الصهيوني.

2. يعتمد الكيان الصهيوني على العنصرية والقراءة السياسية والعلمانية للنصوص الدينية التي اعتبرت السكان اليهود جوهر أيديولوجيتها الراديكالية.

لذا فإن انخفاض عدد السكان اليهود يشكّل تهديداً للكيان الصهيوني ولهذا فلقد وصف قادة الكيان الصهيوني زواج اليهود من غير اليهود بأنه يعتبر بمثابة "تهديد استراتيجي وطني".

وبسبب الانخفاض الذي يشهده عدد السكان اليهود، تشعر الأحزاب اليمينية اليهودية بأنها تتعرض لتهديد كبير لأنها ترى انخفاض عدد السكان اليهود يصب في مصلحة الأحزاب غير الدينية المنافسة لها في الساحة السياسية الإسرائيلية.

 يذكر أن وزير التعليم، الذي تم تنصيبه مؤخراً بدلاً عن "نفتالي بينيت"، ينتمي إلى تحالف حزب القوى اليمنية، بالإضافة إلى ذلك يعتقد معظم اليهود الأرثوذكس، أن ينبغي تعيين شخصية يهودية وذلك لأن هذه القضية تُعدّ قضية دينية، لكن العلمانيين يعتقدون أن التراث والثقافة يمثلان اليهودية ككل.

يذكر أنه وفقاً لنتائج الانتخابات التي عقدت بحلول نهاية عام 2018، كسب الديمقراطيون أغلبية مجلس النواب بنسبة 40