2024-11-27 08:40 م

السعودية تستخدم تقنية للطائرات المسيرة لملاحقة الهاربات

2019-06-16
ابراهيم درويش
لندن – “القدس العربي”:
نشر موقع “بزنس إنسايدر” تقريرا عن ملاحقة السعودية للنساء الهاربات من خلال تطبيق يستهدف هواتفهن النقالة.
وجاء فيه إن السعودية تستخدم تكنولوجيا عسكرية لاستهداف الهواتف النقالة للفتيات الهاربات من النظام الأبوي. ونقل الموقع عن أربع فتيات قولهن إن هواتفهن استهدفن عبر الرقم الدولي للجهاز وتحديد مكان الشخص مع أنه من النادر استخدامه في ملاحقة الأهداف المدنية، وعادة ما يستخدمه الجيش الأمريكي لتحديد أهداف الطائرات بدون طيار.
ويرى الموقع أن اللجوء إلى هذه التقنية يعطي صورة عن الجدية التي تتعامل فيها السعودية مع الهاربات من المجتمع الذكوري. وجاء في بداية التقرير إن على أي فتاة سعودية تهرب أو تفكر بالهروب توقع ملاحقتها. فمن العادة ما تتوقع الهاربات تحقيق السلطات الأمنية مع أصدقائهن وتتبع حساباتهن على وسائل التواصل الإجتماعي وتجميد جوازاتهن.
لكن ما لم يتوقعنه هو بحث السلطات السعودية عن الرقم الدولي للجهاز في محاولة منها لمواجهة الأعداد المتزايدة من الفتيات السعوديات الهاربات. وبحسب مصادر عدة تحدثت مع الموقع فالرقم الدولي المقصود هو المكون من 15 خانة عشرية وظل استخدام الرقم حصرا على الإستخبارات والجيش.
ويبدو أن السلطات السعودية تتعامل مع هروب حوالي ألف فتاة كل عامكتهديد أمني أو إرهابي. وقالت أربع فتيات إن سلطات بلادهن لاحقتهن في محل إقامتهن الجديد في الغرب.
وقالت اثنتان هربتا هذا العام إن عناصر المخابرات السعودية جاءوا إلى بيت عائلتهما وطلبوا صندوق المعلومات للهواتف النقالة. وقالت اللاجئتان إن الأمن أخبر عائلتيهما إن الرقم الدولي للهاتف النقال هو مفتاح استعادتهما. وقالت فتاة سعودية ثالثة ألقى الأمن القبض عليها وهي تحاول الهروب إن الرقم الدولي للهاتف النقال لعب دورا في تتبع حركتها. وأخبر الناشط طالب عبد المحسن، الناشط السعودي في ألمانيا الموقع تفاصيل ما حدث لها. وتم احتجاز الفتاة في دولة جورجيا عام 2018 وأخبرها محاميها المعين من الدولة إن السلطات السعودية عثرت على الرقم الدولي لهاتفها، حيث استخدمه السعوديون بالتعاون مع الشرطة الجورجية للعثور عليها. وقالت إن الشرطة الجورجية أخبرت محاميها بأنها تتبعت حركاتها بناء على طلب من الحكومة السعودية مستخدمة الرقم الدولي للهاتف النقال الذي أخذ من صندوق الهاتف. ونقلت الفتاة إلى السعودية حيث لا تزال هناك. وقالت إمرأة رابعة هربت إلى أستراليا مع أن الأمن السعودي كاد أن يلقي عليها القبض، إن رجلي أمن سعوديين عثرا على الرقم الدولي لهاتفها النقال ولكنها استطاعت الحصول على لجوء قبل نجاح السعوديين بإعادتها. وعادة ما يكتب الرقم الدولي على رقاقة الهاتف أو على ظهر البطارية. في أنواع سابقة من أيفون فون، مثل 6 أس فالرقم موجود في أسفل الجهاز من الخلف. ويشير الموقع إلى أن استخدام الرقم الدولي مقتصر على وكالات الأمن القومي والإستخبارات والجيش. واعتمدت وكالة الأمن القومي على الرقم لتحديد أهداف في أفغانستان وتوجيه الطائرة بدون طيار، وذلك حسب تقارير مسربة نشرها موقع “ذا انترسيبت” عام 2015. وبحسب ميكا لي، الصحافي والمهندس في مجال الأمن “من التفاهة ملاحقة السعودية أو أي دولة شخصا وتحديد موقعه لو كانت تعرف رقم هاتفه الدولي” و “عندما يربط الهاتف بالأبراج فإنها تقوم بنقل أرقامها الدولية والمحددات الأخرى فيها، مما يعني أن شركات الإتصالات في السعودية تعرف مكان وجود كل هاتف في البلد ويمكنها مشاركة المعلومة مع الحكومة”.
وكشف “زيتزن لاب” في جامعة تورنتو في أيار (مايو) أن ثلاثة نقاد للحكومة السعودية تعرضوا للهجوم من خلال قرصنة الأمن السعودي على هواتفهم النقالة. وقدم المعارض السعودي عمر عبد العزيز، المقيم في كندا دعوى قضائية ضد شركة “أن أس أو” الإسرائيلية التي باعت التطبيق المعروف باسم “بيغاسوس” إلى السعوديين. وقالت الشركة للموقع إن بيغاسوس ليس أداة لملاحقة المعارضين السياسيين وطالبي اللجوء. ومن هنا فاللجوء إلى حيل كهذه لملاحقة الهاربات يتناقض مع صورة التقدم التي يحاول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تقديمها للخارج. بالإضافة للترويج إلى مفهوم حصول المرأة على حقوقها ضمن خطته التي روج لها بشكل واسع “رؤية 2030” ومن بين الأمور التي تم الحديث عنها كان رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة عام 2018 والذي رافقه بالمقابل اعتقال الناشطات اللاتي طالبن به ولعقود طويلة. وبعد عمليتي هرب في بداية عام 2019 نشر أمن الدولة السعودية فيديو في شباط (فبراير) شبه فيه النساء الهاربات بالجهاديات الإرهابيات اللاتي يعملن لجماعات مثل تنظيم “الدولة”. وشهد عام 2019 زيادة ملحوظة في عدد الهاربات وهي ظاهرة وجدت دعما من منابر التواصل الإجتماعي. ففي بداية العام الحالي هربت الفتاة البالغة من العمر رهف محمد إلى تايلاند واستطاعت تعبئة الداعمين لها من خلال المنابر الإجتماعية حيث حصلت على 114.000 متابع بشكل أدى بكندا منحها اللجوء السياسي بعد محاولة السلطات التايلاند ترحيلها إلى السعودية. ومزح القائم بالأعمال السعودي في بانكوك قائلا إنه تمنى لو صادر التايلنديون هاتفها وليس جواز سفرها. وتعتقد الكثير من الهاربات ان ترحيلهن يعني القتل أو السجن، فدينا علي لاسلوم التي اعتقلت في مانيلا عام 2017 ورحلت لم يسمع عنها منذئذ. وتعد جورجيا المكان المفضل للهروب لأنها لا تطلب تأشيرة دخول.