2024-11-24 06:05 م

هآرتس: هذا ما تفعله اليد الخفية للصين بمصر والشرق الأوسط

2019-06-15
تحت عنوان "اليد الخفية للصين في الشرق الأوسط"، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن "النفوذ الصيني يزداد اقتصاديا بدون أي عوائق، لكن على الصعيد السياسي تحافظ بكين على مستوى منخفض من الظهور يسمح بها بالمناورة بين الصراعات الدائرة بمنطقة الشرق الأوسط، وبدلا من الجنود تبعث الدول الآسيوية لمنقطتنا بالأقمار الصناعية والموانئ".
وذكرت "العاصمة الجديدة التي يشيدها الرئيس المصري السيسي بجانب القاهرة تستحق لقب الكنز الذي لا يستفاد منه بشكل جيد، فهي تبتلع داخلها مليارات الدولارات من الإنفاقات دون أن تعد بأي ثمار أو نتائج مرجوة، هذا ما يطلقون عليه اقتصاديا مصطلح (الفيل الأبيض)، ما يعني أي ممتلكات لا يستفاد منها أصحابها على النحو الأمثل".
وأوضحت الصحيفة "صحيح أن العاصمة الإدارية حظيت بحفلتي تدشين فاخرتين، أحدهما بمناسبة إنشاء أكبر جامع وكنيسة، إلا أنه لم يتم بناء الوحدات السكنية لمئات الآلاف من المصريين بعد، فهذا الأمر يعاني تعثرا شديدا، وصحيح أن جزءا من الاموال لتشييد المشاريع بالعاصمة يأتي من السعودية والإمارات، إلا أن الجزء الأكبر يأتي من مصدر غير متوقع، ألا وهو الصين". 
ولفتت"الصين تعهدت باستثمار حوالي 20 مليار دولار في العاصمة الجديدة وأعطت القاهرة قرضا بـ3 مليار دولار بهدف بناء الحي التجاري في تلك المدينة، لكن السؤال : ما الذي تسعى إليه بكين من نشاطها في القاهرة؟ أو الرياض أو طهران  أو إسلام آباد؟ في وقت نشرت فيه وسائل إعلام أمريكية عن نية السعودية تطوير مشروع للصواريخ بمساعدة التكنولوجية الصينية". 
وتابعت " الصين اتبعت سياسة (الحزام والطريق) منذ عام 2013، والتي تهدف إلى تعزيز قبضتها الاقتصادية في المناطقة الواقعة بين شرق أراضيها وبين البحر المتوسط، وهي تقسم دول الشرق الأوسط وشرق أسيا إلى خمس فئات، الأهم في تلك الدول هي البلاد التي تصنف كحليفات استراتيجيات تسعى بكين إلى إقامة تعاون اقتصادي معهن على الصعيد الإقليمي والدولي، تحت تلك الفئة تندرج كل من مصر والسعودية وإيران والجزائر والإمارات".
ووفقا للرؤية الصينية -تستكمل الصحيفة - فإن بكين تريد لهذا التعاون أن يكون مؤسسا على ثلاثة محاور ، ألا وهو مجال الطاقة بشكل رئيسي ثم إنشاء البنية التحتية للتجارة والاستثمار ليكون بمثابة داعم للطاقة، والعنصر الثالث يرتكز على التكنولوجيا المتقدمة والتعاون النووي والفضائي". 
وبعنوان فرعي "أجندة خفية"، قالت هآرتس إنه "للمضي قدما في الاستحواذ على دول الشرق الأوسط؛ أقامتالصين منتدى التعاون بينها وبين دول عربية والذي يعقد مرة واحدة سنويا على مستوى وزراء الخارجية، هذا المنتدى الذي تأسس عام 2004 حظي في العامين الأخيرين بقوة دفع هائلة ليس فقط بسبب سياسة (الحزام والطريق) الصينية وإنما لأن بكين ترى أن الصعوبات التي تقف أمامها في الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة، تلزمها بإيجاد البديل". 
ومضت "السياسة المعلنة للصين تنص على أن استثمارات بكين ليس لها أي نوايا سياسية وكلها موجهة لتحقيق الفوائد الاقتصادية لها وللدول التي تتعاون معها".
وأضافت "على عكس التوسع الاقتصادي الصيني المتزايد، يبدو نظيره السياسي منخفضا ومحدودا، هذا الأمر يسمح لبكين بالمناورة جيدا بين الصراعات الدائرة بالمنطقة دون أن تثير المشاكل ضدها من أي جانب، فهذه القوة العظمى الآسيوية لا تشارك في المؤتمرات الهادفة لإنهاء الحروب وتسوية الاشتباكات والنزاعات، ولا تحضر الفعاليات الخاصة بالأزمة السورية أو الليبية، كما ليس لها أي اهتمام بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو نظيره الأمريكي الروسي".
وذكرت "رغم ما سبق، فإن الصين ليست غائبة عن تلك الساحات والصراعات؛ فهي تعرف كيف تستغل الفرص، وصحيح إنها لا تبعث بجنودها إلى دول الشرق الأوسط، لكن بدلا من ذلك تبعث بشبكات اتصالات تتيح لها الوصول العميق إلى جميع مجالات الحياة في بلدان المنطقة، وتدير القوة الناعمة الخاصة بها عن طريق تطوير السياحة وتشجيع مواطنيها للوصول إلى بلادنا، وبالتالي تدفعنا إلى الاعتماد عليها".
وواصلت "كذلك تقيم بكين تعاونا مع دول الشرق الأوسط في مجالات التعليم والفن وفي نفس الوقت تصف نفسها بالدولة المحايدة التي ليس لديها أي أجندة سياسية، هذا الأمر يمنحها التأييد الشعبي من دول عربية يحتقر مواطنوها الولايات المتحدة أو يخشون من التدخل الروسي في شؤونهم، لهذا سيكون من الخطأ النظر إلى التوسع الاقتصادي الصيني في المنطقة على أنه خال من التأثير والأغراض السياسية".