رأى أنشال فيفر، الكاتب في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، ومؤلف كتاب "بيبي: الحياة المضطربة لبنيامين نتنياهو"، أن إخفاق رئيس الوزراء الإسرائيلي في تشكيل ائتلاف حكومي يهدد بتحول جذري في خارطة السياسات الإسرائيلية.
وأشار فيفر في موقع "ذا أتلانتيك" الأميركي، إلى أن النظام الانتخابي الإسرائيلي كان يمكن الاعتماد عليه بشكل ملحوظ طيلة سبعة عقود، وحيث أنتجت 20 انتخابات برلمانية حكومات جيدة الأداء نسبياً. لكن كان للقرن الحادي والعشرين حكاية مختلفة.
وحسب الكاتب، يعتبر فشل نتنياهو بتشكيل حكومة ائتلافية، وما تبعها من خطوة غير مسبوقة بحل الكنيست والدعوة لانتخابات مبكرة، بعد سبعة أسابيع فقط من انتخابات سبقتها، أمراً خارجاً عن التقليد السياسي الإسرائيلي.
أي نتيجة للانتخابات المقبلة؟
وبرأي كاتب المقال، يستحيل توقع نتيجة الانتخابات التي ستجرى في أيلول المقبل. ويتساءل: هل سيتجنب الناخبون الإسرائيليون مزيداً من الاضطراب السياسي، ويبتعدون عن أحزاب أصغر، ويعززون غالبية نتنياهو؟ أم هل يدركون بأن المناورات المحمومة لرئيس وزراء يواجه لائحة اتهامات بالفساد هي مصدر الفوضى، ويعاقبونه عبر صناديق الانتخاب؟ وهل تجدد المعارضة اليسارية نفسها في نهاية المطاف؟ وكيف سيتعامل الناخبون مع أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع المتشدد السابق، والذي أشعل الأزمة عبر رفضه الانضمام لائتلاف نتنياهو؟
ويرى الكاتب أن تحدي ليبرمان لنتنياهو شخصي الطابع، لكن المبدأ الذي اختاره لكي يبني عليه تحديه يهدد بنية السلطة التي أبقت على حزب نتنياهو، الليكود في السلطة – تحالفه القوي مع الأحزاب اليمينية. وكشرط لانضمام حزبه القومي إلى الحكومة، طالب ليبرمان الكنيست الجديد بتمرير قانون لتحديد عدد طلاب المدارس الدينية المفترض تجنيدهم في الجيش. ولكن أحزاباً متشددة تحالفت مع نتانياهو تطالب بمنح طلابها حق مواصلة تعليمهم بدون انقطاع.
إسفين
ويشير الكاتب إلى أنه في بلد يجبر جميع اليهود على أداء الخدمة العسكرية، لطالما كان استثناء طلاب المدارس الدينية قضية تملصت منها جميع الحكومات عبر التوصل إلى حل وسط. وعبر جعلها بمثابة إسفين، طرح ليبرمان للنقاش مسألة التحالف السياسي بين اليمين والمعسكرات الدينية.
وعندما حكم نتنياهو من دون انقطاع، طيلة العقد الماضي، بدا وكأن الأحزاب الدينية شكلت جزءاً لا يتجزأ من اليمين الإسرائيلي. وعندما كانت وسائل إعلام تقدم نتائج استطلاعات للرأي أو انتخابات فعلية، كانت تضم تلقائياً مقاعد الحزبيين المتشددين إلى الكتلة اليمينية.
وحسب الكاتب، لدى نتنياهو الاستعداد لمنح المتدينين إعفاءات شاملة من الخدمة العسكرية، وحتى السماح بسطوتهم على مسائل تؤثر على إسرائيليين آخرين، مثل التحكم بمسائل الزواج والطلاق وتعريف الهوية الدينية، وهي أمور حاسمة بالنسبة لدولة تمنح الجنسية تلقائياً لكل شخص يثبت أنه يهودي. وفي المقابل، يتوقع نتانياهو تلقي دعم سياسي.
وحسب الكاتب، يبرز اليوم ليبرمان كأول منافس جدي من اليمين لنتنياهو منذ عشر سنوات. وهو يراهن على وجود ما يكفي من اليمينيين الذين ضاقوا ذرعاً بالتحالف مع الأحزاب اليمينية التي ستعيد رسم خارطة السياسات الإسرائيلية، وتجعل منه شخص ذا سلطة ونفوذ للإطاحة بنتنياهو.
المصدر: 24 - هآرتس