2024-11-27 08:40 م

موقف "يئير لبيد" من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي

2013-01-24
القدس/المنــار/ المتتبع لما يجري في الساحة الاسرائيلية، والمطلع على ما يدور فيها من تطورات على صعيد الوضع الداخلي ، وما افرزته الانتخابات العامة الاخيرة، يرى أن بنيامين نتنياهو ويئير لبيد لن يواجها صعوبة في الاتفاق على الخطوط الاساسية للشراكة الائتلافية بينهما في جميع المسائل والقضايا، بما فيها طبيعة العلاقة القادمة بين اسرائيل والفلسطينيين.
وبنيامين نتنياهو يرغب في ترك بصمات له في تاريخ اسرائيل،لكن، هذا لا يعني أن تلك البصمات يجب أن تأتي وتسجل نتيجة عمل سياسي مع الجانب الفلسطيني، فاستنادا الى نتائج الانتخابات الاسرائيلية، فان اغلبية في الشارع الاسرائيلي لم تعد تؤمن بأي طرح حول حلول سياسية مع الفلسطينيين، وهذا بالفعل ما عكسته نتائج الانتخابات، وتسيفي ليفني التي طرحت هذا الشعار لم تكافأ من قبل الاسرائيليين الا بستة مقاعد، وهذا يعني أن الاسرائيليين لم يتقبلوا السلعة التي حاولت ليفني ترويجها، وادعت أنها عادت الى الحلبة السياسية من أجلها، كما أن نتنياهو يعتقد الان أن خطوات دراماتيكية على الصعيد الداخلي قد تفتح له الباب، أمام انصاف التاريخ له، وهو يرى أن شراكته مع لبيد قد توفر المادة المناسبة للمؤرخين الذين سيسطرون باقلامهم ملامح التغييرات الجذرية في مجالات مختلفة وقضايا اساسية ستبنى عليها سياسة اسرائيل والعلاقة المجتمعية لسنوات طويلة قادمة، وسيحاول نتنياهو معالجة الالغام التي حاول الكثيرون من رؤساء الحكومات في اسرائيل الابتعاد عنها، وعدم الانشغال في تفكيكها خوفا من انفجارها فتودي بهم وبحكوماتهم، تلك القضايا والالغام كمسألة المساواة في عبء التجنيد وتنظيم عمل المؤسسات الخاصة لتوزيع الاراضي المخصصة للبناء وتخفيض اسعار المنازل والعقارات وتغيير طريقة الحكم في اسرائيل، جميع هذه المسائل يأمل نتنياهو في أن ينجح في وضع العلاج لها بالتعاون مع حلفائه في الائتلاف القادم، وبشكل خاص الشريك الابرز يئير لبيد.
وهذا لا يعني أن نتنياهو سيخشى معالجة لغم التسوية مع الفلسطينيين، ولكن، حسب ما يؤمن به ويتمناه من حلول ، ولا يختلف نتنياهو عن لبيد من حيث الموقف من ملف الصراع مع الفلسطينيين، فلبيد دعا اكثر من مرة خلال حملته الانتخابية الى الانفصال عن الفلسطينيين وبناء جدار يفصل اسرائيل عنهم، وهو ما اعتبره البعض دعوة الى ترسيم احادي الجانب للحدود، كما أن لبيد مثل نتنياهو يرفض طرح موضوع اللاجئين على اية طاولة تفاوض، ويعتبر هذا الامر محسوما ومرفوضا من جميع الاسرائيليين، ويؤمن لبيد ايضا بضرورة احتفاظ اسرائيل بالكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة الغربية ، واستنادا الى احد المقربين من لبيد، أن زعيم حزب "هناك مستقبل" يئير لبيد سيعمل في حال انضمامه الى حكومة نتنياهو القادمة على اقناع رئيس الوزراء بضرورة العودة الى طاولة المفاوضات لتعلن اسرائيل صراحة وبشكل علني وامام العالم أن يدها ممدودة وابوابها مفتوحة لاستئناف المفاوضات، وأن على الفلسطينيين اعلان موقفهم بصراحة واستعدادهم لتقديم تنازلات مؤلمة، فمن غير المعقول حسب لبيد أن تكون التنازلات احادية الجانب.
ويرفض لبيد أي طرح لتقسيم مدينة القدس، ويرى أن المدينة يجب أن تكون موحدة، ويرفض حق العودة ومع العودة الى المفاوضات بدون شروط، لذلك فان لبيد يتشارك ويتفق مع نتنياهو في كل هذه المسائل.
كما لم يخف لبيد خلال حملته الانتخابية موقفه من القيادة الفلسطينية فهو اعتبرها قيادة غير جاهزة للوصول الى سلام مع اسرائيل، ويؤمن لبيد أن اية اتفاقيات مع الفلسطينيين يجب أن تكون لها هدف واحد وهو الحفاظ على الطابع اليهودي لدولة اسرائيل، ويقول مقربون أن فكرة استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وكسر حالة الجمود بالنسبة للبيد ضرورة قصوى تساعد اسرائيل في اظهار الوجه الحقيقي للفلسطينيين، لذلك لن يواجه نتنياهو صعوبات في موضوع الخطوط الاساسية للعلاقة مع الفلسطينيين.