فالصفقة تنازلات وأثمان وفرض أمر واقع وتبادلية رخيصة، واقتطاعات من ساحة الى اخرى، وصناديق جاهزة للتمويل، وأدوات للتسويق والتمرير وأشكال الترهيب والترغيب.. هذه الصفقة يجري تنفيذها على الارض وباعلانها مستقبلا تكون قد سوقت ونفذت على الارض، وتدرك ذلك أنظمة الردة في الساحة العربية، المقفلة أقواه قياداتها وزعاماتها خشية وخوفا، وتعهدات بالمشاركة في التحركات المريبة، لحظة اصدار الاوامر والتعليمات اليها.
ان أفكار صفقة القرن نفذت ويتواصل تنفيذها عبر اضفاء الشرعية والاعتراف بما حققته اسرائيل بالقوة، فانتظار الاعلان عن الصفقة عبث واشغال للشعوب عما يدور ويجري على الارض، والادارة الامريكية تلهو بالزعامات المتواطئة والقادرة والرخيصة.
هنا، يبرز تساؤل صريح وواضح وكبير، بحجم الوطن كله:
ماذا أعدت السلطة الفلسطينية لمواجهة هذا التحدي الخطير؟!
إن ردات الفعل الكلامية والتسابق بين القيادات على الادلاء بالتصريحات التي لا تطعم ولا تغني عن جوع لن يؤخر من الامر شيئا، وتنم عن عجز وقلة فهم وادراك، واخفاء للحقائق وعدم الشجاعة في معالجة الأمور وتناولها.
ماذا أعدت السلطة الفلسطينية لمواجهة الصفقة المشبوهة التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية، وهي لا شك مدركة تماما مواقف الانظمة العربية المطبعة مع اسرائيل وتلك المنشغلة في ازماتها وتصارعها الداخلي، ولماذا تصر القيادة الفلسطينية على تبرئة هذه الانظمة التي بدأت عمليا عملية تسويق الصفقة، التي ما كان لادارة ترامب اعدادها والتلويح بها، لولا الاستعدادات التمويلية والمشاركة التسويقية من جانب الأنظمة.. ألم تسمع القيادة قول بنيامين نتنياهو: لدينا علاقات مزدهرة مع جيراننا العرب!!.
أين الترتيب الداخلي، وتحصين الساحة الفلسطينية، أين جدية تحقيق المصالحة التي مضى على غيابها سنوات طويلة، أين صحة وسلامة القرارات والخطوات الداخلية المتخذة، وأين السلطة من تنامي أدوار الوكلاء المشبوهة، وتدفق المال السياسي وعبث المرتدين في ساحة تحيط بها التحديات والتهديدات من كل جانب.. وأين.. وأين.. وأين؟!
ننتظر الاجابة عن تساؤل مطروح على امتداد ساحة الوطن.
نجزم أن لا اجابة.. وسنرى!!