2024-11-25 11:26 م

غموض صفقة القرن قد ينتهي بخديعة مماثلة لما فعله كيسنجر بالعرب

2019-05-11
تثير ما تعرف بـ"صفقة القرن" الكثير من الشكوك والأسئلة حولها، حتى أصبحت مثيرة للجدل قبل كشفها، حول آليتها والأطراف المشتركة بها.

حول حقيقة ما تسمى بـ"صفقة القرن"، والاهتمام الأمريكي والعربي الكبير بها نشر، جيمس زغبي، مدير مؤسسة زغبي للأبحاث مقالا على موقع "Lobe Log"، تحدث فيه عن الصفقة المزعومة.

على خطى كيسنجر

ويقول زغبي بأن سياسة هنري كسينجر، وزير الخارجية الأمريكية الأسبق، وصف طريقته لإدارة سياسة المفاوضات العربية —الإسرائيلية، بأنها "خلق وهم الزخم من أجل تعويض غياب الزخم"، حيث يهدف إلى مشاركة جميع الأطراف في العملية التي لم يكن الهدف منها

هو النتيجة وإنما مجرد المشاركة.

وبعد خروج كسينجر من العمل بوزارة الخارجية تناوب الدبلوماسيون الأمريكيون على التمسك بالقاعدة، وهي "عملية السلام" لذاتها أكثر من كونها تهدف لسلام دائم.

 وتولى كسينجر حقيبة الخارجية الأمريكية في فترة حساسة من تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي، حيث واكب حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وبداية المفاوضات بين الطرفين.

صفقة حقيقة أم وهم
إدارة الرئيس الأمريكي ترامب اتخذت هذا المنحى بحسب زغبي، حيث بدأ طاقم الرئيس بإعداد ما يعرف بـ"صفقة القرن".

ويقول الزغبي بأن الصفقة التي كنا بانتظار الكشف عنها منذ عامين، وقيل لنا بأنها قادمة قريبا، ليست سوى سبيل لخلق "برهان بنقض الحجة" من قبل فريق كوشنر لخلق صيغة مشابهة لقاعدة كيسنجر، عن طريق خلق وهم صفقة لتعويض غياب الصفقة.

وتابع الزعبي، قائلا: "ماذا لو أنه كان لا توجد صفقة قرن؟، وماذا لو أن هذا المشروع برمته، مثلما أشرت، مجرد "خلق وهم صفقة" بهدف إبقاء الفلسطينيين هادئين، وضبط العرب وإيقافهم، ودفع بقيتنا إلى مواصلة التخمين.

صناعة كاملة من التخمين بشأن صفقة القرن وماذا ستقدم للفلسطينين لو وجدت

العديد من المقالات والتغريدات وحروب التويتر في الوقت الذي ترفض فيه الحكومة الأمريكية كل هذه التخمينات، مع الطلب بالتحلي بالصبر والثقة لأن الغموض سينجلي في الوقت المناسب.

ووصف الزغبي بأن "التحلي بالثقة" ليس سوى مجرد حيلة استخفافية لشراء الوقت.

وأضاف الزعبي بأنها حتى لو وجدت لن تنهي احتلال الأراضي التي جرى الاستيلاء عليها في حرب 1967، ولن تخلق سيادة فلسطينية حقيقية وسيطرة على أراضيها ومواردها،.

ولن تمنح الفلسطينيين الفرصة للتجارة بحرية واستقلالية مع العالم الخارجي، ولن تعترف بحقوق اللاجئين الفلسطينيين، ولن تفعل أي شيء لإعادة المناطق التي تسمى الآن القدس الشرقية إلى السيطرة الفلسطينية.

واختتم الزغبي قائلا: "نصيحتي أن نتوقف عن اللعب طويلا ونترك إدارة ترامب تلعب لعبة قاسية من الحزازير لأنفسهم".
(عربي بوست)