القدس/المنـــار/اظهرت نتائج الانتخابات الاسرائيلية أن الشعب في اسرائيل يرغب من قيادته التي اختارها العمل على اصلاح الوضع الاقتصادي الداخلي وايجاد الحلول للكثير من المشاكل الاجتماعية وتخصيص الوقت الكافي لتحقيق العدالة الاجتماعية ومساعدة الطبقة المتوسطة على مواصلة حياتها بكرامة، والعمل على تخفيض ثمن الوحدات السكنية ، وايجاد صيغة توافقية حول المساواة في تحمل عبء الخدمة العسكرية ، وتغيير طريقة الحكم في اسرائيل. هذه الرغبة الشعبية في اسرائيل في التغيير والاصلاح الداخلي هي التي أوصلت يائير لبيد الى المرتبة الثانية في قائمة الاحزاب الاسرائيلية في الكنيست الـ19، وهذا يعني أن جميع الاحزاب التي ستدخل في الائتلاف الذي سيقيمه نتنياهو ستعمل على الالتفات للشأن الداخلي مع استعداد كامل لتأجيل مسألة الصراع مع الفلسطينيين. غير أن جهات سياسية في اسرائيل ترى أن الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي يجب ان يسير في مسار متواز مع اعادة احياء العملية السياسية مع الفلسطينيين وأن هناك ارتباطا بين انجاح الخطط الاقتصادية واعادة الافق السياسي وتخشى أن يستغل نتنياهو هذه الحقيقة والواقع في مواجهته للضغوط التي ستمارس عليه حول استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين والتهرب من الكثير من استحقاقات التسوية، فعملية السلام لن تكون على رأس اولويات الحكومة وهذا يجب ان تدركه الجهات الراغبة في استئناف المفاوضات.
وكشفت جهات دبلوماسية امريكية واوروبية لـ (المنـــار) أن المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين سوف تستأنف، ولكن السؤال هل ستحقق تلك المفاوضات نتائج وهل ستصل المفاوضات الى خط النهاية والى اتفاق ينهي حالة الصراع بين الطرفين، التقديرات الدبلوماسية تستبعد مثل هذا السيناريو وترى أن نتائج الانتخابات الاسرائيلية تعكس حقيقة عدم التفات الاغلبية في المجتمع الاسرائيلي الى موضوع التسوية مع الفلسطينيين.
ويبقى السؤال ما هو مدى جدية الادارة الامريكية في دفع الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني الى استئناف المفاوضات ، فالردود الامريكية على نتائج الانتخابات حتى الان تعتمد لغة الدبلوماسية والحذر الشديد والتأكيد على متانة العلاقات الامريكية الاسرائيلية والدعوة الى استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين.
واستنادا الى مصادر اسرائيلية فان بنيامين نتنياهو لا يرى ان هناك فرصة لعملية سلام ويشاركه في ذلك يائير لبيد أما نفتالي بينت زعيم "البيت اليهودي" في حال انضم الى الائتلاف فهو لن يقيد نتنياهو في ادارة المفاوضات السياسية ما دامت لم تصل الى نتائج. وتستبعد المصادر أن يقدم نتنياهو على مغامرة سياسية حقيقية ، خاصة في ظل نتائج الانتخابات الاسرائيلية، ويرى ان هناك ضرورة للبحث عن وسائل خلاقة جديدة لادارة المفاوضات فنتنياهو يرى ان الرئيس عباس ليس شريكا لادارة المفاوضات معه وانه لا بد من اشراك اطراف عربية في المفاوضات مع اسرائيل كما ان هناك اهمية للبحث عن حلول انتقالية مؤقتة . وكشفت هذه المصادر لـ (المنـــار) أن اسرائيل استمعت الى مواقف ايجابية من اطراف عربية حول عدم ملائمة الوضع الحالي للتوصل الى اتفاقيات دائمة بين اسرائيل والفلسطينيين، ويأمل نتنياهو من خلال التوصل الى مثل تلك الاتفاقيات تحسين مكانة اسرائيل في العالم ومواجهة محاولات عزل اسرائيل. في هذا الوقت تتحدث جهات اعلامية اسرائيلية عن أن الولايات المتحدة تستعد لاطلاق حملة اسمتها بـ "انقاذ السلطة" وهذه الحملة ستدعو نتنياهو الى القيام بخطوات حسن نية اتجاه القيادة الفلسطينية ، لكن نتنياهو سيحاول استغلال التركيبة الصعبة للائتلاف القادم من اجل صد اي ضغوطات عليه للقيام بخطوات لصالح الفلسطينيين.
ويجمع الشركاء المحتملون في ائتلاف نتنياهو القادم على أن السلام الحقيقي بعيد والاولوية لخطوات اسرائيلية لترسيم حدود امنة واتفاقيات انتقالية مؤقتة .