2024-11-27 11:43 م

رسالة اسرائيلية خطيرة للقيادة الفلسطينية، فهل من استراتيجيات ترتقي الى مستوى المسؤولية؟!

2019-04-16
القدس/المنار/ كتب رئيس التحرير/ مع كل دورة انتخابية اسرائيلية تنتظر القيادة الفلسطينية النتائج آملة في فوز حزب على آخر، راجية ما تتمناه أن يصعد الى دفة الحكم لتبدأ معه رحلة تفاوض جديدة، رغم سنوات طويلة من الحوارات واللقاءات والمفاوضات دون استخدام لأوراق وخيارات لم تعتمدها حتى الآن.
وفي أغلب الاحيان تستند القيادة الفلسطينية في مواقفها وحتى رغباتها وعناوين انتظارها الى تقارير تتم عن ضحالة في التفكير وسوء في التقدير وعدم دراية ومعرفة بالشارع والمجتمع الاسرائيلي، سياسة انتظار تقوم على الوشوشة وقلة المعرفة وانعدام الكفاءة، ورغم التحذير من خطورة ذلك، الا أنها مضت في هذه السياسة التي أثبتت فشلها مرارا، فكانت "خيبات" الأمل والاحباط، وبوضوح وصراحة، لا توجد طواقم متخصصة على دراية حقيقية بتفاصيل الشأن الاسرائيلي، وما نلمسه هو تعاطي اعتباطي تسبب في اتخاذ مواقف وحتى قرارات خائبة ارتدت على متخذيها تداعيات سلبية الى درجة الهزيمة.
الانتخابات الأخيرة في اسرائيل أثبتت أن الشارع الاسرائيلي في قمة التطرف بعيدا عن توجهات السلام والحزبان الكبيران الليكود و "أزرق أبيض" اكدا هذا التوجه، وحطما بذلك أوهام الحالمين في الجانب الفلسطيني بأن هناك امكانية لوجود طرف يجنح نحو السلام مع الفلسطينيين، وبالتالي، هذه النتائج وتداعياتها المرتقبة والأشد خطورة، تفرض على القيادة الفلسطينية اعادة تقدير وتقييم والغاء وتغيير حسابات والاستعانة بخبراء في الشأن الاسرائيلي بعيدا عن ألعاب الفوازير والتخمينات والتنافس في طرح الاراء الفارغة بعيدا عن الصدقية والخبرة والمعرفة.
الآن، وبعد أن ظهرت نتائج الانتخابات في اسرائيل، مدلولاتها وأبعادها ورسائلها ومعانيها، فان القيادة الفلسطينية أمام مفترق طرق وموقف لا تحسد عليه وخيارات أصعب يفرض عليها وضع استراتيجيات جديدة سليمة ومدروسة لا يعتمد في اتخاذها على قصيري النظر قليلي الفهم وعديمي الكفاءة، استراتيجيات مواجهة، فالتهديدات والتحديات تتعاظم والضغوط سترتفع حدتها ويزداد فارضيها، فما يجري في اسرائيل وما تخطط له قياداتها لا يحتاج الى شرح، فالفلسطينيون أمام عواصف هوجاء، وطرف قمعي عنصري بغيض ينكر الحقوق ويتنكر لها.
في الساحة الفلسطينية انقسام مرير ومدمر، واتهامات متبادلة باتت سمة من سمات هذه الساحة، وسياسات مشيطنة افقدت الشعب تطلعاته واماله، الوحدة الوطنية مفقودة، والعبث الانظماتي بهذه الساحة يتكثف والكمائن منصوبة في كل الجهات والعلاقات مع الدول بحاجة الى دراسة وتغيير وارتباطات جديدة، والتجاوزات والسلبيات ظاهرة متفشية، والفساد مستشرٍ والتعاطي مع الشارع صاحب الحق والقرار والكلمة يزداد تهورا واذلالا، ومن جانب اسرائيل سياسات الامر الواقع تتعمق دون رد أو رادع وأنصار قضية الشعب في الساحة الدولية والاقليم يتناقصون، انه خطأ في السياسات وضعف في المطبخ السياسي الذي يفتقر الى اصحاب الكفاءات في شتى  الميادين والمجالات.
نتائج الانتخابات في اسرائيل الرسالة الاوضح للجانب الفلسطيني وقيادته، فهل تتجه هذه القيادة الى وضع خطط واستراتيجيات ترتقي الى مستوى المسؤولية وخطورة المرحلة، رسالة سوف يتلقفها "الصغار" في الساحة العربية للبدء علانية في الضغط على الفلسطينيين.
ألم يحن الوقت لترتيب الوضع الداخلي، ووقف التجاوزات التي يعلم بها القاصي والداني، ورأب الصدع في الساحة الفلسطينية لانهاء حالة التشرذم الكارثية واعتماد الكفاءات عند مراجعة السياسات واتخاذ المواقف والقرارات.