كشفت وثائق مسربة معلومات ومفارقات جديدة عن المجندين في تنظيم داعش الإرهابي ، بحسب مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات بالرياض .
وأوضح الباحث الأمير عبدالله بن خالد آل سعود ، أن التنظيم الإرهابي تمكن من تجنيد نحو 50 عسكرياً سعودياً بين مجموعة العينة، على حين كان تنظيم القاعدة الأطول خبرة ربما لم يتمكن في كل تاريخه من إغواء هذا العدد من عسكر السعودية، الذي عرف عنهم تمتعهم بمستوى عالٍ من الانضباط، خصوصاً في جانب مكافحتهم الإرهاب.
وأشار الباحث أن الاستمارة الواحدة تضمنت 23 حقلاً، فإنها حملت تفاصيل غنية عن الجند، كشفت عن معلومات صادمة، مثل تشكيل العزاب والطلاب الجامعيين أكثرية بين المجندين، وانتماء المقاتلين لمهن وقطاعات حيوية في الجهات الحكومية والخاصة، مثل المهندسين والعسكريين والعاملين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدد من الجهات.
وتابع الأمير الباحث قائلا : لم تكن العسكرية المهنة التي حفظتها داعش في سجلاتها للمجندين السعوديين المسربة، فهناك مجالات أكثر غرابة نظير ما يتمتع به منسوبوها من رفاهية ورغد عيش، مثل أرامكو وسابك ومعادن وشركتا الاتصالات والكهرباء السعوديتين، ناهيك عن 34 شغلوا وظائف في مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية، مما جعل الباحث يخلص إلى أن “المجموعة السعودية من المقاتلين الإرهابيين في داعش لم تكن محدودة التعليم بما معناه العام، وبالتالي من الصعوبة بمكان الادعاء بأنهم يعانون من ندرة الفرص أو محدودية إمكانية الترقي”.
واستطرد آل سعود : ” كما أن بين المجموعة نفسها 12 عضواً في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المعروفة محلياً بـ”الهيئة والحسبة”، إلا أنها ليست الجهة الحكومية الوحيدة التي استقطبت داعش عناصر من موظفيها.”
وأوضح : “تبعاً لذلك ترجح الدراسة تفسيرات أخرى لميل هذه الشرائح المستقرة وظيفياً على الأقل، مثل “تنامي الاضطرابات السياسية، وحالة عدم الاستقرار، وتصاعد موجة الطائفية في المنطقة وليس مجرد أيدولوجيا دينية أو عوامل اجتماعية، واقتصادية بحتة”.”