2024-11-27 11:36 م

صواريخ غزه باتجاه تل ابيب ورسم المشهد الفلسطيني

2019-03-31

القدس/المنار/الصواريخ الاخيرة التي اطلقت باتجاه تل أبيب ومنطقة هشارون تسببت في تصدع قوة الردع الاسرائيلية وأفقدت منظومة القبة الحديدية الكثير من بريقها، والأهم أنها أضعفت بصورة كبيرة موقف اسرائيل التفاوضي على طاولة الحوار مع حماس برعاية مصرية، كما تضعف أيضا موقف اسرائيل وقدرتها على التأثير على (مستقبل قطاع غزة) الذي تستعد الولايات المتحدة لرسمه عبر صفقة القرن، وهي الصفقة التي ترغب واشنطن من خلالها اعادة تنظيم وتشكيل الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط، ووضع أسس متينة لادارة الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين وتمكين وتعميق الحكم الذاتي المنفرد والمنفصل في قطاع غزة والضفة الغربية، وتجميع الدول العربية المعتدلة مع اسرائيل في خندق واحد في مواجهة التأثير الايراني. فالأشهر القادمة أشهر حاسمة في رسم ملامح المشهد الاقليمي بشكل عام و المشهد الفلسطيني بشكل خاص في قطاع غزة وأيضا في الضفة الغربية، وهذا ما تدركه حركة حماس ومن خلال تلويحها بـ (قدراتها) الصاروخية فانها ترسل رسالة واضحة بأنها رقم صعب في معادلة رسم المشهد الفلسطيني المقبل. وترى مصادر سياسية أن الرقم الأضعف في المعادلة المقبلة لرسم المشهد الفلسطيني هو السلطة الفلسطينية في رام الله، التي ما زالت تتمسك بتكتيكات سياسية قديمة لا تمنحها قدرة على التأثير  ولا تأخذ في الحسبان ما يجري في المنطقة من تفضيل قوى الاعتدال العربي على وضع العربة أمام الحصان في العلاقات مع اسرائيل حتى قبل أن تكون هناك أية حلول للصراع الاسرائيلي الفلسطيني، فالسلطة الفلسطينية لا تمتلك أية رافعات للتأثير بعد أن فضلت وفي اكثر من مناسبة التأكيد على تحييدها للورقة الأبرز وهي ورقة التنسيق الأمني، التي تلوح فيها لبعض الوقت قبل أن تسارع الى طيها وتمتنع عن استخدامها الفعلي. لكن بالتأكيد قطاع غزة لها الأولوية في ترتيب الأوراق في المرحلة المقبلة وفي غالبيتها ترتيبات اقتصادية الا أنها ستصب في صالح تقوية حكم حماس في القطاع، فالحركة تثبت قدرتها المتكررة على ضبط الامن في قطاع غزة وهذا يجعلها طرفاً من الواجب التعامل معه لانجاز صفقة القرن سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عبر القاهرة، التي تقوم بدور كبير في منع تصاعد الأوضاع الأمنية وتدهورها بين القطاع واسرائيل. ونجحت حماس في الساعات الأخيرة في اثبات قدرتها على المحافظة على مستوى لهيب النيران، ونجحت في تجاوز التحدي الماثل في مظاهرات الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة باعتراف القيادات العسكرية الاسرائيلية التي كانت تتوقع الأسوأ من مظاهرات يوم الارض.

الطاقم الأمريكي المشرف على صفقة القرن والمنشغل في الترويج لها والتشبيك مع اطراف عربية في المنطقة لصالح تمريرها، يُتابع أيضا ما يجري داخل اسرائيل وبالتحديد المعركة الانتخابية، ويأمل هذا الطاقم نجاح بنيامين نتنياهو في تشكيل الائتلاف الحكومي المقبل بشراكة مع بيني غانتس وأن تشكل جهود ادارة الرئيس ترامب قاعدة التقاء لائتلاف نتنياهو المقبل، وهذا السيناريو الائتلافي لا يستبعده مختصون في الشؤون الحزبية في اسرائيل.