الاردن من جانبه يخشى تسويق صفقة القرن، وتداعياتها على ساحته مدمرة، وعندما ترفض قيادته هذه الصفقة فانها تحمي الاردن من اثارها الخطيرة السلبية، هذا الرفض مدعوم برفض فلسطيني للصفقة، يعزز موقفها، لكن، وحسب تقارير فان القيادة الاردنية تتعرض لتهديد وابتزاز متعدد الاشكال والأوجه، من جهات عدة في مقدمتها أمريكا واسرائيل ودول خليجية في مقدمتها المملكة الوهابية، ضغوط متزايدة لثني الاردن عن موقفه، وفك علاقته المتميزة مع فلسطين، هذا كان المطلب الأهم لمسؤولي واشنطن الذين التقاهم العاهل الاردني في واشنطن مؤخرا، وتشارك السعودية والامارات في حملة الضغوط هذه، التي تتعرض لها أيضا القيادة الفلسطينية وشعبها.
وتفيد التقارير أن الأردن وفلسطين تتعرضان لحصار اقتصادي قاتل، مما يهدد استقرار ساحتيهما، وأن هذا الحصار المتعاظم سوف يستمر ما دام الفلسطينيون والاردنيون يحافظون على علاقتهم التاريخية المميزة، وواصلوا التمسك بموقفهم الرافض لصفقة القرن ومن بنودها توطين اللاجئين في الاردن، وهذا يفرض على القيادتين الاردنية والفلسطينية تعزيز التنسيق بينهما والثبات على نفس الموقف، فالصفقة مصيرها الفشل في حال تمسك الجانبان به، رغم أشكال الحصار وشراسة الابتزاز، وهذا يتطلب صمودا من جانب الشعبين الاردني والفلسطيني، وصبرهما في وجه الضغوط والحصار الاقتصادي رغم قساوته ومرارته.