2024-11-27 02:32 م

أسبانيا تبحث عن مصير 12 مقاتلًا من أصول مغربية

2019-02-28
بدأت الأجهزة الأمنية والاستخبارتية الإسبانية تحركات مكثفة على الأرض السورية لجمع كل المعلومات والبيانات عن العشرات من الجهاديين الأسبان من أصول مغربية، أو المغاربة الحاملين لجوازات سفرها؛ فيما تسرّب المخابرات الإسبانية لوسائل الإعلام معطيات تحاول من خلالها التبرؤ من هؤلاء الأفراد، تمهيدا لطردهم أو ترحيلهم إلى المغرب في حالة عادوا إلى إسبانيا، وذلك من خلال استصدار قرار قضائي يقضي بأنهم يشكلّون خطرًا على الأمن القومي. 

وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة “إلموندو” الإسبانية في تحقيق لها، نُشر الأحد، تحت عنوان “الجهاديون الـ12 الأسبان المختفون في سورية”، أن الأمر يتعلق بـ12 جهاديا من أصول مغربية خرجوا من إسبانيا صوب سورية، وأضاف نقلا عن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن أكثر من 1600 جهادي خرجوا من المغرب وحده صوب سورية والعراق للالتحاق بالجماعات المتطرفة، كاشفا أن “أكثر من 300 منهم عادوا إلى المغرب”. 

وتابع، كذلك، نقلا عن مصدر استخبارتي مغربي، قائلا “هذا دون إحصاء المغاربة الذين خرجوا من إسبانيا؛ البعض منهم جزء من الجهاديين المعتقلين لدى قوات سورية الديمقراطية التي يطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوروبا بتسلمهم”.

هذا وكان عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أشار في وقت سابق إلى أن 1664 مغربيا سافروا إلى بؤر التوتر، مبرزا أن 200 منهم عادوا إلى المغرب وتم توقيفهم وتقديمهم للعدالة؛ فيما “سقط آخرون في عمليات انتحارية، بينما فر البعض منهم إلى بلدان مجاورة”.

وانفرد التحقيق بكشف هوية ونشر صورة حصل عليها من الأجهزة الأمنية الإسبانية، لأحد أبرز الجهاديين الإسبان المغاربة المعتقلين لدى قوات سورية الديمقراطية، ويتعلق الأمر ببلال وهبي.

 الذي وُلدَ بمدينة الفنيدق، لكن كان يعيش في الغالب بمدينة سبتة.

وسافر إلى سورية، حيث كُلِّف باستقبال وإيواء وتدريب الجهاديين الخارجين من إسبانيا، بينما يشير المحققون إلى أنه اعُتقل في أواسط السنة الماضية في سورية من قبل عناصر قوات سورية الديمقراطية، وهو الآن يوجد في أحد السجون التابعة لها.

وأوضح التحقيق أن مركز الاستخبارات الإسباني والمخابرات العسكرية الإسبانية، تعمل جنبا إلى جانب مع وكالة المخابرات الأميركية لرصد والكشف عن الجهاديين، الذي لديهم علاقة بإسبانيا عبر تحليل البيانات البيومترية؛ التعرف على القزحية وبصمات الأصابع وملامح الوجه، “لكن مصادر مطلعة على ملف الجهاديين الأسبان من أصول مغربية في عهد الحكومة اليمينية السابقة، رجحت “إمكانية أن يكون معظم الجهاديين الـ12 قُتلوا على يد الأكراد”. 

علما أنه في الأصل، خرج 234 جهاديا من إسبانيا إلى سورية والعراق، من بينهم مغاربة، 132 منهم لا يُعرف مصيرهم، في المقابل قُتل 57 منهم وعاد إلى إسبانيا 44 منهم.  

غير أن شيما جيل غاري، مدير المرصد الأمني الدولي، لديه رأي مغاير، إذ يعتقد أن “الأرقام التي تتوفر عليها وزارة الداخلية الإسبانية تعتمد على أبحاث القيادة العامة للاستعلامات الإسبانية؛ لكن، انطلاقا من ملاحظاتنا، والتي تتقاطع مع أرقام مركز الدراسات الإستراتيجية بالمغرب، نستطيع أن نتحدث عما يربو عن 400 شخص خرجوا من إسبانيا صوب سورية والعراق”، بحسب قوله.