هذا الحصار الذي يتعرض له شعب فلسطين يقابله صمت مريب في العواصم العربية الثرية منها تحديدا، وحسب مصادر واسعة الاطلاع فان عواصم النفط ترفض أن تمنح الفلسطينيين شبكة أمان مالية.. لأن إقدامها على دعم الفلسطينيين للتخفيف من شراسة الحصار يتعارض مع دورها في ممارسة الضغط عليهم وصولا الى تمرير صفقة القرن، والقضية الفلسطينية لم تعد أولوية لدى هذه العواصم، وهذا ما أعلنه صراحة وزير خارجية البحرين في مؤتمر وارسو وجلسته المعيبة مع بنيامين نتنياهو.
المصادر ذاتها كشفت لـ (المنـار) أن اتصالات أولية مع عواصم خليجية بشأن الحصار المالي، لم تتمخض عن موقف ايجابي، وهذا يعني أن الفلسطينيين هم الان في مرحلة صعبة، لممارسة المزيد من الضغط عليهم، للتنازل عن موقفهم الرافض لصفقة العرص الامريكية الاسرائيلية، ولن يكتف "الاعراب"وأسيادهم بهذا الحصار فقط، فهناك أشكال عديدة من الضغوط والتهديدات سوف يشهدها الفلسطينيون في الفترة القريبة القادمة، قد تصل الى حد السعي لاسقاط واقصاء القيادة الفلسطينية.
ويتضح، أن الهدف غير المعلن لمؤتمر وارسو الذي انعقد مؤخرا هو تحريك صفقة القرن وتهيئة المسرح الاقليمي لها وتسويقها من الباب الاقتصادي هذه المرة، أما الشق السياسي من الصفقة فان الكشف عنه مؤجل الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية، والى ما بعد ادخال تعديلات هامشية عليها لتصبح مقبولة لدى العرب والفلسطينيين حفظا لماء الوجه لا أكثر.