القدس/المنـار/ يتسابق المحللون الاسرائيليون وبشكل خاص الخبراء منهم في شؤون الشرق الأوسط في تحليل ارتدادات وتأثيرات (مؤتمر وارسو) التي بادرت الولايات المتحدة الى عقده بمشاركة عدد من القادة وممثلي الدول. الصحفي الاسرائيلي والخبير في الشؤون الفلسطينية والعربية "يوني بن مناحيم" قال في مقالة له أن من أبرز وأهم الثمار التي تم "قطفها" من (مؤتمر وارسو)، الاستعداد العربي للمشاركة في لقاء علني الى جانب اعلى الهرم السياسي في اسرائيل، رغم التغيب الفلسطيني ودعوات القيادة الفلسطينية بمقاطعة اللقاء. ويرى "بن مناحيم" أن الحضور العربي العلني الى جانب اسرائيل هو من بين الاهداف الامريكية لعقد (مؤتمر وارسو) ويشكل خطوة كبيرة باتجاه التطبيع العلني للعلاقات السياسية والدبلوماسية ويُخرج هذا الحضور العلني العلاقات الأمنية السرية بين العرب واسرائيل الى السطح. ويضيف أن المؤتمر في (وارسو) يشكل الإنطلاقة الحقيقية لتطبيق صفقة القرن، وأن امريكا تمهد للاعلان الرسمي عنها بعد الانتخابات الإسرائيلية. مصادر اسرائيلية ترى أن قطار (تسويق صفقة القرن) سيسير بالتوازي مع قطار التحريض والدعاية الكاذبة ضد القيادة الفلسطينية.
تحليلات اخرى اعتبرت أن نتنياهو نجح في استخدام المسؤولين العرب الذين شاركوا في مؤتمر وارسو كوقود لحملته الانتخابية، وأن القيادات الخليجية على دراية باستغلال نتنياهو لها في معركته الانتخابية الداخلية وانها تتمنى فوزه في الانتخابات القادمة وبقائه على رأس الحكم في اسرائيل. واشارت مصادر عبرية الى بعض الحقائق المهمة من بينها أن الخارجية الاسرائيلية ساهمت بدور كبير في فتح خطوط الاتصال بين اسرائيل ومسؤولين عرب، وأن شخصا يعمل لصالح الخارجية الاسرائيلية يدعى (بروس كشتن) لعب دورا بارزا في تقريب العلاقات وتوطيدها بين اسرائيل ودول عربية. كما كشفت مصادر عبرية عن أن بعض الدول الخليجية جندت علاقاتها وقوتها المالية من أجل ضمان عدم اشتعال الأوضاع في ساحة الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين، وأن من بين تلك الدول قطر التي عملت منعا لانفجار الاوضاع على الحدود بين قطاع غزة واسرائيل، من خلال تقديم الدعم المالي السخي الى حماس ضمن اتفاق خاص تنتهي صلاحيته بعد 3 اسابيع من موعد الانتخابات الاسرائيلية. وفي السياق نفسه، تقول المصادر العبرية أن نتنياهو يعمل حاليا مع مستشاريه للتحضير لزيارات خارجية يمكن وصفها بـ (الدراماتيكية) الى دول لا تقيم معها اسرائيل علاقات علنية، وتضيف المصادر أن نتنياهو مُنكب حاليا على ادارة اتصالات مع الملك البحريني في محاولة لاقناعه بالموافقة على استقباله بالعاصمة المنامة خلال الشهر المقبل.