كتب يفغيني كروتيكوف في "فزغلياد" حول نشاط ما يسمى بـ"ولاية داعش في غرب إفريقيا"، واعتمادها التكتيكات التي سبق أن جربت في العراق.
وجاء في المقال: وفقًا للرأي الشائع، فإن داعش تعمل فقط في الشرقين الأدنى والأوسط، إلا أن الاستيلاء على بلدة في إفريقيا أدى إلى حديث عدد من الخبراء عن "جبهة جديدة" أو حتى "نقل نشاط" الخلافة، التي لم تمت بعد، من سوريا والعراق وأفغانستان إلى إفريقيا، فقد هاجم مسلحون يتحدثون لغة غير مفهومة للسكان المحليين بلدة ران، شمالي مقاطعة بورن.
قبل أيام قليلة من الهجوم على ران، قام هؤلاء الذين يحملون رايات الخلافة السوداء بمهاجمة بلدتين أخريين في مقاطعة بورنو (باغا ودورون)، اللتين يستخدمهما الجيش الحكومي النيجيري كنقاط دعم ومخازن أسلحة. الهجوم على المستودعات للاستيلاء على المعدات والممتلكات يستنسخ بدقة أولى عمليات داعش في العراق، ما أعطى مبرراً للحديث عن "نقل" العمليات الجهادية إلى غرب إفريقيا على أساس تكتيكات مماثلة. لكن الأشياء في الواقع أكثر تعقيدا.
الحديث يدور عما يسمى بـ"ولاية داعش في غرب إفريقيا"، وهي منظمة إسلامية نيجيرية مسلمة متطرفة. تستخدم أساليب الإرهاب حصرا، وحتى العام 2015 كانت تعرف باسم "بوكو حرام". وقد تمكن الجيش النيجيري من إلحاق سلسلة من الهزائم بها وإعادتها إلى بحيرة تشاد.
ويعزو كثيرون التصعيد الحالي إلى حملة الانتخابات الرئاسية في نيجيريا. فمن المقرر أن تجرى الانتخابات في فبراير القادم، وقد جعل الرئيس محمد بخاري النصر على بوكو حرام أحد أهم شعاراته الانتخابية.
من ناحية أخرى، من عادة الخبراء الأوروبيين ربط أي أحداث بالسباقات الانتخابية. ففي نهاية المطاف، لا تعترف "ولاية داعش في غرب إفريقيا" بالانتخابات ونظام السلطة الأوروبي، ولا يهمها من يشغل منصب الرئيس في نيجيريا.. لكن البشرية تعرف أمثلة على استخدام هذا النوع من منظمات أكلي لحوم البشر "في الظلام" لأغراض سياسية محلية بحتة.
قول إن "بوكو حرام" السابقة تمارس الضغط على الناخبين، سابق لأوانه. إذا استمروا في مهاجمة القرى الحدودية بنجاح في الأسبوع القادم، فيمكن افتراض أن الجهاديين المجمّدين عند شواطئ بحيرة تشاد قرروا المشاركة في السباق الانتخابي إلى جانب معارضة الرئيس النيجيري محمد بخاري.