2024-11-27 11:50 م

3 دول عربية وإسرائيل تجتمع في عاصمة خليجية لمواجهة تركيا

2019-01-09
كشف موقع «ميدل إيست آي» البريطاني تفاصيل حصرية عن «خطة خليجية إسرائيلية مشتركة لإعادة تأهيل الرئيس السوري بشار الأسد»، وإعادته إلى جامعة الدول العربية بهدف تهميش النفوذ الإقليمي لتركيا وإيران. 

ونقل الموقع البريطاني عن مصادر قولهم إن اجتماع عقد الشهر الماضي في عاصمة خليجية ضم رؤساء الاستخبارات في دول الإمارات، والسعودية، ومصر، بالإضافة إلى رئيس الموساد يوسي كوهين، بهدف مواجهة تركيا التي يرونها «الخطر الحقيقي لهم»، حسب قول الكاتب ديفيد هيرست، المخضرم بشؤون الشرق الأوسط.

وأوضحت المصادر أن الاجتماع السري انتهى بإعداد خطة مشتركة من أجل إعادة تأهيل بشار الأسد، لتهميش النفوذ الإقليمي لتركيا وإيران. واعتبر الموقع البريطاني أن انعقاد اللقاء جاء رداً على ما وصفه بـ»البرود» الملموس في العلاقات بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرياض منذ جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي. ونقل «ميدل إيست آي» عن مسؤول على معرفة باللقاء، قوله إن مسؤولي المخابرات قيل لهم إن «ترمب فعل ما يستطيع وإنه لن يفعل أكثر»، خاصة بعد تقرير «سي. آي. أيه» الذي يتهم محمد بن سلمان بالوقوف وراء الجريمة. 

وقالت المصادر إن المسؤولين في اللقاء اتفقوا على أنهم يعتبرون تركيا، وليس إيران، هي الخصم العسكري الرئيسي في المنطقة، وناقشوا خططاً الهدف منها مواجهة النفوذ التركي، مضيفاً أن الإسرائيليين قالوا إن إيران بالإمكان احتواؤها عسكرياً، أما تركيا فلديها قدرات أكبر بكثير. 

ونقل الموقع البريطاني عن كوهين قوله أثناء الاجتماع «إن القوة الإيرانية هشة. أما مصدر التهديد الحقيقي فيأتي من تركيا».

4 إجراءات
وذكر الموقع أن الاجتماع انتهى بالاتفاق على 4 إجراءات، أولها: مساعدة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مساعيه لسحب قوات الولايات المتحدة من أفغانستان، عبر دعم محادثات مع طالبان ومسؤولين أميركيين، وهو الأمر الذي حدث في الأسبوع التالي بالفعل. 

وأضاف «ميدل إيست آي»، أن الإجراء الثاني كان بهدف «التحكّم بالورقة السنية» في العراق، والذي يقصد منه الجهود التي تبذل لتقليص نفوذ تركيا داخل تحالف المحور الوطني، أكبر كتلة برلمانية من النواب السنة في البرلمان العراقي. 

واستكمل «أما الإجراء الثالث الذي تمت مناقشته كان المبادرة الدبلوماسية لإعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين الدول العربية الثلاث والرئيس السوري بشار الأسد». 

وأوضح الموقع أن رؤساء أجهزة المخابرات ناقشوا في اجتماعهم الرسالة التي أرادوا إيصالها إلى الأسد، الذي اعتمد بكثافة على الدعم العسكري الإيراني وعلى مقاتلي حزب الله المدعوم من قبل إيران خلال الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد.
  
ونقل «ميدل إيست آي» عن مسؤول خليجي أحيط علماً بتفاصيل المباحثات قوله: «لم يتوقعوا من بشار قطع العلاقات مع إيران، ولكنهم أرادوا من بشار استخدام الإيرانيين بدلاً من أن يكون هو المستخدم من قبلهم. كانت الرسالة على النحو التالي: عد إلى الكيفية التي كان والدك يتعامل من خلالها مع الإيرانيين، على الأقل كندٍّ يجلس إلى الطاولة، بدلاً من أن تكون صاغراً للإيرانيين وخادماً لمصالحهم».

وربط الموقع زيارتي الرئيس السوداني إلى دمشق، وعلي مملوك المستشار الخاص للأسد إلى القاهرة، بالاجتماع الذي عقد بالعاصمة بالخليجية، حيث نقل عن كمال علم المحلل المتخصص بالشؤون السورية قوله: إن تلك التحركات ما كانت لتحصل لولا علم وموافقة الرياض.

وأشار إلى زيارة علي الشامسي، نائب رئيس المخابرات الإماراتية، إلى دمشق والتي استغرقت أسبوعاً، وفي السابع والعشرين من ديسمبر أعلن الإماراتيون إعادة فتح سفارتهم بعد ثمانية أعوام. 
وتقول المصادر إن مصر تريد من النظام السوري أن يعلن أن أعداءه الرئيسيين هم تركيا وقطر والإخوان المسلمين.

أما الإجراء الرابع -يقول الموقع البريطاني- الذي تم الاتفاق عليه في اللقاء، فكان دعم أكراد سوريا ضد المساعي التركية لطرد وحدات حماية الشعب ونظيرها السياسي حزب الوحدة الديمقراطي من الحدود التركية بعيداً، وصولاً إلى الحدود العراقية. 

كما وافق رؤساء أجهزة المخابرات على تعزيز العلاقات مع حكومة إقليم كردستان العراق، والحيلولة دون أية مصالحة مع أنقرة منذ إخفاق استفتاء الإقليم، الذي يتمتع بما يشبه الحكم الذاتي، على الاستقلال عام 2017. 

يقول المسؤول الخليجي مجدداً: «السعوديون لا يرغبون في أن يكونوا في طليعة الجهد الدبلوماسي الذي يستهدف الأسد بالتودد، ولكنهم وافقوا على السياسة التي تقضي بالسعي إلى تمكين الأسد، بهدف إضعاف تركيا».

وأوضح الموقع أنه لا يوجد لدى إسرائيل تواصل مباشر مع الأسد، ولكنها تستخدم رجال أعمال سوريين، نصارى وعلويين، كوسطاء، سبق للإمارات استخدامهم في علاقاتها مع الأسد.

وقال «ميدل إيست آي»: الاجتماع تناول قضية جمال خاشقجي، كاشفاً أن الإماراتيين سعوا لترتيب لقاءات مع «سي. آي. أيه»، موضحاً أنه بعد العرض الذي قدمته مديرة «سي. آي. أيه» جينا هاسبيل لعدد مختار من أعضاء الكونجرس الأميركي، وحملت فيه محمد بن سلمان المسؤولية عن جريمة قتل خاشقجي، أوعز محمد بن زايد إلى شقيقه ومستشاره للأمن القومي طحنون بن زايد طلب لقاء مع هاسبيل. 

وعلم موقع «ميدل إيست آي» أن طلبه قوبل بالرفض. وعلى إثر فشل تلك المحاولة، أرسل محمد بن زايد ابنه خالد إلى واشنطن، حيث تم الاتفاق على يوم للقاء هاسبيل، إلا أن اللقاء لم يتم، وفقاً لمصادر الموقع البريطاني.