2024-11-27 07:51 م

الملامح التاريخية المميزة للقدس مهددة بالاختفاء

2019-01-05
نددت الكاتبة زيفا ستيرنهيل بمشاريع البناء العقاري المخطط إطلاقها في مدينة القدس، والتي تهدد ملامحها التاريخية، وأعربت عن القلق إزاء التطورات التي تشهدها المدينة المقدسة.

وتشير الكاتبة -وهي محاضرة فخرية في أكاديمية بتسلئيل للفنون والتصميم- في مقال نشرته لها صحيفة لوموند الفرنسية، إلى أنه في الوقت الذي يتابع فيه الرأي العام العالمي عن كثب تأثير نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، أدرك قليلون فقط أن المدينة، التي تتسم برمزية بالغة الأهمية في جميع الديانات، تواجه خطر خسارة خصائصها الفريدة من نوعها.

وتقول إنه إذا نفذت إسرائيل المشاريع المعمارية المخطط لها في المدينة، فإن الملامح التاريخية المميزة للقدس ستتلاشى إلى الأبد، وذلك بعد أن تمكنت من الصمود أمام خطر الاندثار لحد الآن.   

وتضيف أن الخسارة ستكون كبيرة، وأن بناء بضع عشرات من المباني المكونة من 30 طابقا في القدس الغربية سيكون محل تساؤل، حيث قد تتسبب في خلل كارثي يضر بالأجزاء المتواضعة المتبقية من البلدة القديمة ومحيطها.

تأثير كارثي
وتوضح الكاتبة أن للمشاريع الجارية أيضا بعدا سياسيا، حيث سيكون لها تأثير كارثي على كامل المدينة، وأن هذه التطورات من شأنها أن تنعكس على المشهد القديم للقدس، وهو المشهد الذي جذب الكثير من السياح من جميع أنحاء العالم، بشكل لا يمكن إصلاحه.

وتشير الكاتبة إلى أن المهندسين المعماريين البريطانيين تعاملوا بحذر مع مدينة القدس خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، وأنهم تركوا إرثا زاخرا تواصل وجوده إلى غاية بداية القرن الحالي، وتقول إنه اعترافا بأهمية البلدة القديمة فقد تم فرض قواعد صارمة على البناء داخل الأسوار وحولها أيضا. 

وتوضح أنه بهذه الطريقة فقد تمكنت المدينة القديمة من الحفاظ على طابع عمارة العصور الوسطى الذي يميزها، وعلى إطلالتها الخلابة على التلال العارية والصحراء المحيطة بها.

وتقول الكاتبة إن خصائص ومميزات القدس تشهد تغييرات مأساوية، وتشير إلى أنه منذ هيمنة اليمين القومي الإسرائيلي على بلدية القدس خلال سنة 2008، فقد تراجع حجم الالتزام بمبادئ الحفاظ على المناطق الحضرية بشكل كبير.