2024-11-30 06:39 م

الاردن بين مقاومة التطبيع والظروف الاقتصادية.. السعودية تضغط

2018-12-26
القدس/المنـار/ استطاع الاردن أن ينجو بنفسه خارج ما يسمى بـ (الربيع العربي) الذي غزا الدول المجاورة له، وأسقط أنظمة وفشل في اسقاط أخرى، وقد تمكن الاردن بوعي شعبه من عدم الانجرار وراء مخططات معدة مسبقا، ولن تساهم في تحقيق تطلعات الشعب على اعتبار أن أغلب هذه التحركات وربما جميعها لم تتمكن من النجاح بتحقيق ما خرجت من أجله، وأكثر من ذلك فقد دخلت بعض هذه الدول في فوضى خانقة دمرت حياة المواطنين وبيوتهم ومؤسسات الدولة التي كانوا يعملون بها دون نتيجة تذكر.
لكن، الشعب الاردني بدأ يشعر بضغط اقتصادي كبير وغلاء في المعيشة يكاد لا يصدق، قد يعود سببه الرئيس الى عدم تنفيذ بعض الدول تعهداتها بتقديم مساعدات مالية للاردن، ومن هنا بدأ احتجاجات للخروج من هذا الوضع، وهناك مطالب أخرى للاردنيين تختلف عن تلك التي تتعلق بالوضع الاقتصادي وقانون ضريبة الدخل، فالشعب الاردني لا يريد أن تكون بلاده جزءا من مشروع التطبيع الذي يقوده رئيس الوزراء الاسرائيلي بدعم من الرئيس الامريكي وبمساعدة بعض قادة الخليج، محمد بن زايد ومحمد بن سلمان.
حمل المتظاهرون في الاردن لافتات مناهضة للتطبيع مع اسرائيل وطالبوا بمحاربة الفساد بكل أشكاله وعلى جميع المستويات في المملكة، وواضح جدا هنا، أن الشارع الاردني يعارض فكرة التطبيع ولا يريد لبلاده أن تنجر وراء هذا الامر، وحاولت السعودية كثيرا خلال الفترة الماضية وما تزال الضغط على الملك الاردني اقتصاديا لجره نحو هذا الموضوع، لكن، الملك انحاز الى شعبه الذي يرفض التطبيع تحت أي ظرف، وما ساعده على الخروج من هذه الازمة الضغوط التي تعرضت لها السعودية نفسها في اليمن وملف خاشقجي، فأولويات ولي العهد الوهابي تغيرت نوعا ما على اعتبار أن الرئيس دونالد ترامب خدله مرارا ولم يتمكن من منع الكونجرس ومجلس الشيوخ من تمرير قرارات تدينه في جريمة مقتل خاشقجي، وما زاد الطين بلة هو الفيديو الذي نشرته السفارة الامريكية في السعودية مؤخرا على حسابها الخاص على "تويتر" والذي حرضت فيه على المظاهرات السلمية في السعودية والذي سيكون له ترددات عميقة في الشارع السعودي خلال الايام المقبلة.