2024-11-27 10:34 م

"النسور المدربة" لمواجهة خطر الطائرات بدون طيًار

2018-12-22
تسبّب تحليق طائرات من دون طيار مسيّرة عن بُعد "عن قصد" قرب أحد أكثر مطارات بريطانيا ازدحاماً في تعطيل حركة الطيران وفوضى في حركة المسافرين من هذا المطار، وقد أُجبرت الطائرات القادمة إلى المطار على تغيير وجهات هبوطها إلى مطارات أخرى إثر تحليق طائرات مسيّرة من دون طيار أو ما يعرف "يو أيه في" ظهرت بشكل متكرّر في المجال الجوي لمطار "غاتويك" قرب العاصمة البريطانية لندن.

وبحسب تقرير نشرته "بي. بي. سي"، فقد صنّفت السلطات البريطانية الوضع بالخطر واستدعت الجيش لمساعدة الشرطة المحلية في التعامل مع القضية، وقد أعيد افتتاح مدرج المطار أخيراً في صباح الجمعة.

وفيما ظلّت الحكومات في مختلف أنحاء العالم تبحث عن سبلٍ مختلفة في التعامل مع خطر استخدام الطائرات من دون طيار في مناطق يهدد استخدامها فيها أمن وسلامة الطيران، فقد كشف التقرير عن بعض الحلول التي تترواح من استهداف هذه الطائرات بقاذفات "بازوكا" إلى استخدام النسور المدربة لإسقاط هذه الطائرات:

الرادار وتعطيل الأنظمة
يُمكن رصد الطائرات من دون طيار (المارقة) باستخدام الكاميرات أو الرادار أو أجهزة تحسس تعتمد على تردد الموجات الراديوية. ويمكن دمج هذه التقنيات مع الأنظمة السائدة في المطارات حاليا ويمكن أن يمتد نطاقها إلى عدة أميال حول المطارات. ويمكن استخدامها بشكل فعال لتعطيل الاتصال بين الجهاز (الطائرة من دون طيار) ومن يقوم بتشغيله عن بعد، وإعادة الطائرة إلى وضع تشغيلها الأصلي بما يسمح بإعادتها إلى المكان الذي جاءت منه.

وقد طوّرت شركة "كوانتم" للطيران، هذه الطريقة التي قدمت هذه التقنية لمواجهة أي أخطار محتملة من الطائرات من دون طيار خلال فترة انعقاد دورة الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012. كما طوّرت الصين أيضاً نوعاً من البندقية التي يمكنها التدخل بنظام تشغيل الطائرات من دون طيار وتعطيلها من على بعد نصف ميل.

القاذفات المحمولة على الكتف
يعد ّإطلاق النار على الطائرات من دون طيار واسقاطها إحدى طرق التعامل معها وأكثرها وضوحاً، بيد أنّ الشرطة التي تتعامل مع القضية في مطار "غاتويك" قالت إنّها لن تستخدم هذه الطريقة لأنّ ثمّة خطر وقوع إصابات جراء الإطلاقات الطائشة.

وقد أنتج عدد من الشركات أجهزة تحمل باليد أو على الكتف يمكن استخدامها لإطلاق شبكات على الطائرات المارقة من دون طيار، تُحيط بالطائرة وتمنع مراوحها من الدوران ما يتسبب في اسقاطها.

وطورت شركة "أوبن ورك" الهندسية البريطانية قاذفة "بازوكا" كبيرة يمكن أن تطلق شبكة ومظلة على الهدف مستخدمة منظار لتحقيق دقة الإصابة. وسميت هذه القاذفة "سكاي وول 100". وقد أُطلق نظام "سكاي وول 100" لاستخدامه من قبل قوى الأمن والأجهزة الحكومية في آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية.

وجدت شركات أمنية طريقة لاستخدام "طائرات من دور طيار اعتراضية" يمكن أن تنقض على هدفها وتطلق شبكة لتعطيله في الجو. واستخدم هذا النوع من الأنظمة في دورة الألعاب الشتوية في كوريا الجنوبية في شباط، واستخدمته الشرطة في العاصمة اليابانية طوكيو خلال السنوات الثلاث الماضية. واستخدمت فرنسا التقنية ذاتها بنجاح، مثبتتة أنّه يُمكن لطائرة من دون طيار مجهزة بشبكة الإمساك بطائرة أخرى من دون طيار.

أشعة ليزر ضد الطائرات من دون طيار
تُمثل أشعة الليزر خيارا آخر، وقد جربت الولايات المتحدة والصين هذه التقنية التي يمكنها اسقاط هذه الطائرات بعد ثوان من تحديد موقعها. وقد طورت شركة "بوينغ" لهندسة الطائرات شعاع طاقة عالية يمكن أن يحدد موقع الطائرات الصغيرة من دون طيار ويعطلها من على مسافة عدة أميال. وقيل إنها تستخدم كاميرات تعتمد الأشعة تحت الحمراء التي يمكن أن تعمل في ظروف الرؤية القليلة أو السيئة، كما هي الحال مع وجود ضباب.

وفي وقت سابق هذا العام، عرضت الصين بندقية "ليزر" في معرض الأسلحة في كازاخستان، أطلقت عليها "الصياد الصامت" وقالت إنها ستكون فعالة جدا في مساعدة الشرطة على اعتراض الطائرات من دون طيار أو أي أجهزة صغيرة طائرة أخرى و"بدقة عالية".

نسور مدربة
في غضون ذلك، اكتشفت هولندا حلاً بلا تعقيد تكنولوجي لقضية تكنولوجية شائكة. وقد دربت الشرطة هناك نسوراً على إسقاط الطائرات من دون طيار "المعادية" عن طريق الإمساك بمخالبها بمراوح هذه الطائرات وتعطيلها في النهاية. ويقول المدربون إن النسور تنظر إلى الطائرات من دون طيار كفرائس، ولا تميل إلى مهاجمة أي شيء آخر عند إطلاقها. ويعتقد أن الشرطة الهولندية هي الأولى في العالم التي طبقت هذه الطريقة.

حظر وقيود
في بريطانيا، يُطبق قانون يحظر طيران الطائرات من دون طيار في مساحة كيلومتر واحد في محيط حدود المطارات أو أيّ موقع للطيران، بيد أن التشريعات تختلف في بلدان أخرى.
ففي الولايات المتحدة، يجب على مستخدمي الطائرات من دون طيار إبلاغ سلطات تنظيم الملاحة الجوية بشكل مسبق إذا قرروا إطلاق أجهزتهم للطيران في مسافة 8 كيلومترات بالقرب من المطارات. ويجب أيضاً تسجيل الطائرات من دون طيار لدى السلطات المختصة، بحسب موقع جمعية الطائرات من دون طيار "يو أيه في كوتش".

وفي كندا، لايمكن أن تحلق الطائرات من دون طيار في محيط 5.6 كيلومتراً حول أي مطار أو قاعدة جوية أو أي منطقة تقلع منها طائرات أو تهبط فيها. ويقل هذا المدى إلى 1.9 كيلومترا لمواقع الطائرات المروحية. وتطبق قوانين مشابهة في السويد.

ويُطلب إذنٌ مسبق بالتحليق في ألمانيا أيضاً، على الرغم من أن مدى التحليق متشابه مع بريطانيا ويجب أن لا يقترب إلى مسافة 1.5 كيلومترا من المطارات. وفي إسبانيا يشترط التأمين على الطائرات من دون طيار.

بيد أنّ القوانين في جنوب أفريقيا أكثر صرامة، حيث من غير القانوني تحليق أي جهاز على مسافة 10 كيلومترات من المطارات أو مهابط الطائرات أو الطائرات المروحية. ويشترط لتشغيل الطائرات من دون طيار في المناطق الأخرى أن يكون في ساعات النهار فقط.

ويُمنع كلياً طيران الطائرات من دون طيار في 15 بلداً من بينها، المملكة العربية السعودية والعراق.