2024-11-30 12:52 م

خبير سوري: الحرب لم تنته والتحديات القادمة أخطر ولابد من الاستعداد لمواجهتها

2018-12-20
نواف ابراهيم
عانت سورية منذ بداية عام 2011 حربا بالوكالة من أشد وأخطر أنواع حروب العصابات والدول ولم تسقط بأيديهم.
وعندما رجحت كفة الميزان الميداني للدولة السورية وحلفائها خرج الأصلاء إلى المواجهة شبه المباشرة وتدخلوا بأشكال متعددة يطول شرحها ومع كل ذلك لم ينالوا من الدولة السورية على مدى ثمان سنوات، نعم لا ينكر أحد أن الفاتورة كانت باهظة وكبيرة جدا دفع ثمنها بالدرجة الأولى الشعب السوري الذي لم ينكسر.

اليوم نرى متحولات ميدانية وسياسية ودبلوماسية إقليمية ودولية واسعة النطاق وجميعها حتى اللحظة لصالح الحل السياسي في سوريا، وعلى سبيل المثال لا الحصر التصريحات التركية وتصريحات الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وحتى بعض الأمريكية ومحاولات دول الخليج ومعها دول غربية أخرى الإسراع بفتح سفاراتها في دمشق، وشهدنا أولى الخطوات العربية نحو سوريا بزيارة رئيس السودان عمر البشير إلى دمشق وعلى ما يبدو هذه الزيارة ستكون مفتاح الخطوط الدبلوماسية من أوسع أبوابها.

 طبعا متغيرات الواقع السوري وخاصة في ميدان القتال شواهدها كثيرة في الآونة الأخيرة ويطول توضيحها وحصرها، والأهم هنا أنه بالمجمل باتت تلوح في الأفق بوادر أفول الحرب على سورية والسؤال الأهم هنا.

متى فعليا سيحدث هذا المتغير تجاه الأحداث في سوريا وهل يعتبر حالة إنقلابية إضطرارية، كيف ولماذا؟

هل قررت الدول المعتدية على سوريا إيقاف حربها عليها، ولأي أسباب جاءت هذه الخطوات في حال صح التخمين؟

الأسباب التي جعلت الدول المشاركة في الإعتداء على سورية تنحى هذا المنحى الجديد وماهي خططها المستقبلية، وماهي رؤية الدولة السورية لما يجري حاليا؟

ماهي الإجراءات الصحيحة اللازمة لإظهار حسن النية في إيقاف الحرب على سوريا من قبل الأطراف الأخرى أو على الأقل سبل المواجهة المطروحة؟

الباحث والمفكر في الشؤون السياسية والإقتصادية والخبير في الإدارة الدكتور غالب صالح في إجابته على المتغيرات الجارية تجاه الأوضاع في سوريا وهل هي حالة إنقلابية إضرارية أم تحضير لمرحلة جديدة بأدوات جديدة، يقول:

أعني هنا بعض الأكراد بشكل خاص وبعض الفصائل المنضوبة تحت إمرة النظام التركي الحالي الذي يعبث في الأرض السورية، ونحن نعلم أنهم بعد إنحسار أو إنكسار هذا المشروع لجأوا إلى  الاستنزاف لأطول فترة ممكنة بغية الحصول على بعض الأوراق للتفاوض لكي يكون لهم تأثير على القرار السوري أو السيادة السورية أو على شكل النظام السياسي السوري القادم في أي تسوية قادمة.

تظهير التفاهمات سيكون في عالم 2019،  أين نحن ذاهبون؟ الصراع مستمر والأعداء لن يتخلوا عن هذه المنطقة ولن يتركوها لأبنائها ولا للدول الحليفة لهذه الشعوب، لأنهم لايريدوا أن يخسروا الإقتصاد ومصالحهم وبالتالي ينحسر دورهم وأعني هنا الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل التي تلعب الدور الأكبر في المنطقة.

أما بخصوص الأسباب التي جعلت الدول المشاركة في الإعتداء على سوريا تنحى هذا المنحى الجديد وملامح المرحلة القادمة بناء على هذه المتغيرات يقول الدكتور صالح:


هم يفكرون لعقدين قادمين، وبالتالي سيبحثون عن أدوات جديدة لخلق صراعات جديدة، لذلك أنا أقول أن المشروع توقف بفضل هذا التصدي وبفضل هذه التضحيات التي قدمتها سوريا وحلفائها، وبالتالي هم حاليا يحاولون استثمار الفراغ الذي نعيشه في المنطقة للحيلولة دون إعادة سوريا إلى مكانتها الطبيعية أو الحيلولة دون نهضتها من جديد حيث تكون قوة فاعلة في المنطقة  وفي مواجهة المشروع الإسرائيلي في المنطقة، لذا يحاولون أن تكون سوريا ضعيفة من جميع الإتجاهات، ويحاولون خلق جيل مؤمن بالتقسيم والإنفصال. كذلك إسرائيل تحاول تمرير مشاريعها في هذه المنطقة التي نعيش فيها في صراع متعدد الأشكال تتغير فيه التفاهمات، أما نحن في سورية مازلنا نعيش مرحلة ماقبل التسوية أو تسمى مرحلة تظهير التسويات، نحن أمامنا تحديدات كبرى لابد من التحضير لمواجهتها والتصدي لها ".

أما بخصوص سبل المواجهة المطروحة أمام سوريا في المرحلة القادمة يقول الدكتور صالح:" سوريا بموقعها ومكانتها إلى أين؟ إن إستطعنا كسوريين وكحلفاء وكشعوب في المنطقة إستثمار الإنتصار على الإرهاب، الإنتصار على الإرهاب لايعني أن الاعداء تركونا في حال سبيلنا للننهض ونعيش كما نريد، لذلك أنا أقول أنه استطعنا استثمار هذه الإنجازات في بناء المجتمع والاقتصاد والوحدة الوطنية الحقيقية سنحقق انجازات كبرى ونتجاوز عقبات الماضي وما مررنا به".

وتابع:" نتذكر كم هي الأجيال التي تأثرت بالدم والحروب والصراعات وخرجت عن العلم والتعلم وتأثرت بالتطرف، وهنا تكمن التحديات الكبرى، نحن نقرأ للأمام أن إسرائيل وتركيا وكل المتآمرين لن يتركونا لحظة واحدة بحالنا، ومن هنا أؤكد على ضرورة بناء الإنسان البناء القويم السليم المبني على القيم الصحيحة والذي يستطيع الإنسان من خلاله الوقوف والتصدي للتحديات الكبرى التي سنواجهنا، لذلك بإعتقادي أن سوريا قادرة على مواجهة المرحلة القادمة، والنقطة الثانية أنها إجتازت المرحلة الأخطر، والنقطة الثالثة في هذا السياق تكمن في أن سورية ستكون بوابة لتسويات كبرى وتقود هي المشروع المقاوم بعد أن أثبتت جدارتها وثباتها وقدرتها على المواجهة وأنها تمتلك شعبا ناضحا حسه العربي والوطني عال وقوي".