تلك الأنظمة، تحاول تجاوز الطرفين الفلسطيني والاردني، وتمسك بعصي الترهيب والترغيب، والاردن من جانبه يخشى أن يدفع بعض أثمان تمرير الحلول، وكف يده عن الوصاية على القدس، التي يرفض التخلي عنها لصالح النظام الوهابي السعودي، والاردن قلق من تهجير فلسطيني نحو الاردن، وعلى حسابه، وبالتالي، هو معني بتعزيز العلاقات مع الجانب الفلسطيني، فهو مع هذا الجانب في مركب واحد، والقيادة الفلسطينية هي الاخرى مستهدفة، وأدركت خطورة أي توتر في العلاقات مع الأردن، ولأن الجانبين في دائرة الاستهداف، وبفعل ما شهدته وتشهده الاراضي المحتلة من تطورات وسوء أوضاع وتكثيف أنظمة الردة لتحركاتها المريبة، جاءت زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى عمان ولقائه الملك عبدالله الثاني، في زيارة تبادل اراء وتنسيق مواقف، خطوة على طريق تعزيز العلاقات الثنائية للوقوف معا في وجه التحديات واضحة الأهداف ومعروفة الخيوط والمخططين واللاعبين.
وحسب العديد من الدوائر السياسية، فان النظام الوهابي السعودي يرى في الاردن عقبة في طريق زحفه نحو التطبيع مع اسرائيل، ومشاركتها بعض المسؤوليات ذات العلاقة بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي، واسناد تل أبيب في طروحاتها الخاصة بالقدس ومسائل الصراع الجوهرية، وهذا النظام سيكون أكثر وضوحا في المرحلة القادمة في ضغوطه على الاردن والجانب الفلسطيني مع اصرار واشنطن على تمرير الحل التصفوي للقضية الفلسطينية.
هذه الدوائر تضيف، اذا لم يعزز الجانبان الفلسطيني والاردني علاقاتهما وتمترسا خلف موقف واحد واضح في مواجهة التحديات القادمة فانهما سيدفعان اثمانا باهظة لما يخطط ضد القضية الفلسطينية، وهي خطط اذا ما نجحت، سيكتوي الاردن بنيران تداعياتها السلبيىة، ولهذا كان اللقاء العاجل في عمان بين الزعيمين الاردني والفلسطيني، فما شهدته منطقة رام الله مؤخرا له أهدافه الخطيرة، والاردن ليس بعيدا عن اشتعال أية حرائق أو تصعيد دموي في الساحة الفلسطينية.